ما هو علم الصرف ونشأته وأهميته

إن علم الصرف هو الذي يهتم بصيغ وأوزان الكلمات والعبارات العربية  ويعني بالجملة وما يطرأ عليها من، ادغام او اعتلال أو ابدال.

وهو يقوم بدراسة شكل الكلمات وأوزانها دون الحاجة إلى معرفة موقعها النحوي في الجملة، ولا فلا يهتم علم الصرف بالأسماء المبنية، أو الحروف أو الأفعال الجامدة.

أهمية علم الصرف

اهتم العلماء القدامى والحديثون بدراسة علم الصرف بعناية.

لما يمتاز به من أهمية خاصة في علوم اللغة العربية فهو علم لا يقل  أهمية عن علم النحو، ويمكن للجميع أن يلاحظ أن هناك الكثير من الكتب التي تحتوي على كلا العلمين النحو، والصرف، ولكن يوجد بعض العلماء الذين يقومون بدراسة الصرف قبل دراسة النحو، وأهميتها تكمن في السطور التالية:

معرفة التركيب الصرفي الثابت للكلمة

علم الصرف

يساعد على معرفة الموقف النحوي المتغير لها وفقًا للجملة، فإن المبدأ هو معرفة الثابت أولاً، ثم معرفة المتغير.

في المثال التالي:

زيد طالب مجتد

نجد أن كلمة (زيد) هي اسم وقد تظهر بالنسبة للقارئ العادي غير المتمرس، زيد فعل وليس اسمًا.

ولكن عندما يدرك أنه اسم، سيتمكن من معرفة موقعه الإعرابي الصحيح (وهو مبتدأ)؛ الكلمة في الصرف تكون ثابتة، أما بالنسبة للنحو فهي تتغير حسب موقعها في الجملة.

فهم المراد بنصوص الشريعة

كذلك يساعد الصرف على فهم المراد بنصوص الشريعة ومعرفة الحكم القانونية منها أنه من السنة تشميت العاطس،

من الفعل شمت، ومعنى كلمة شمت هو الفرح في مصيبة الآخر. المعنى من وجهة نظر  الشرع عكس ذلك

معاني حروف الزيادة

كما يعلمنا علم الصرف المعنى المستفاد من وجود حروف الزيادة، فمن المعروف أن لكل حرف إضافي على أصل الكلمة في اللغة العربية له معنى مقصود.

مثال لذلك:

في حالة وجود همزة زائدة على أول الفعل الثلاثي.

فهي تعبر عن أنه فعل متعدي، أي تقوم بتحويل الفعل من لازم إلى فعل متعدي

مثال على ذلك:

الفعل اللازم (كرم) في الجملة: كرم الرجل الضيوف، وحيت تدخل عليه الهمزة عليه فإنها بذلك قد أفادت التعدية، وقد أصبح الفعل مُتعدِّياً، كما في الجملة:

أكرم الرجل الضيوف، وستجد أن الفعل أكرم أصبح فعلًا مُتعدِّياً بزيادة الهمزة.

في حالة المزيد بالتضعيف

من خلال القيام بتضعيف الحرف الثاني من أصل الكلمة، والزيادة تفيد في بعض معانيها المبالغة فيها مثل (كرٌم).

في الجملة:

قام المدير بتكريم الطلاب، أي أنه كرمهم بشكل أفضل وبالغ فيه.

اقرأ أيضًا ما الفرق بين المُعرَب والمبنيّ من الأسماء مع الأمثلة؟

مراحل نشأة علم الصرف

مرحلة النمو وهي المرحلة التي بدأ فيها ظهور علم الصرف وعلم النحو، وكانت تلك في الفترة ما بين 40 هـ و 154 هـ، وكانت بداية النشأة في في مدينة البصرة، وتتميز هذه المرحلة بـ وجود مرحلتين:

  • المرحلة الأولى

وهي المرحلة التي امتزجت فيها كل العلوم، أي أن الصرف والنحو، وعلم القراءة كانوا في حالة تداخل دون وجود أي شيء يهتم بتصنيفهم وتمييزهم.

والاعتماد في تلك المرحلة كان ينصب بشكل كبير على الحفظ وليس التدوين ومن المهتمين في تلك الفتر:

أبو الأسود الدوالي والعديد من طلابه، مثل: عبد الله بن أبي إسحاق، وعبد الرحمن بن هرمز.

  • المرحلة الثانية

هي المرحلة التي انفصل فيها علم القراءة وأصبح علم مستقل بذاته عن علم الصرف وعلم النحو، وظهرت حركة جديدة تعني بتصنيف الصرف والنحو، وذلك بالإضافة إلى التوسع الذي شهده هذا العلم في مجال قواعد اللغة العربية.

  • مرحلة التطوير

توسعت مجالات علم الصرف والنحو في تلك المرحلة، مع ظهور كثير من العلماء فيها، عملوا على ازدهار الصرف والنحو واعطوا له اهمية كبيرة، وتجدر الإشارة إلى أن هذه المرحلة حدثت في مدينتي البصرة والكوفة، وكان ذلك خلال الفترة ما بين 155 هـ و 220 هـ، وتجدر الإشارة إلى أن الازدهار الذي شهدته هذه المرحلة خلق العديد من القضايا الخلافية بين العلماء في هذا المجال، مما أدى إلى العديد من النقاشات، بالإضافة إلى كثرة وجود الكتب.

ومن مشاهير العلماء في هذه المرحلة من مدينة البصرة الخليل بن احمد، وسيبويه.

اقرأ أيضًا قواعد علم النحو العربي وسبب تسميته بهذا الاسم

  • مرحلة النضج

تتميز تلك المرحلة بانفصال الصرف عن علم النحو، وتعتبر الفترة ما بين 221 هـ و 292 هـ هي المرحلة التي قد بدأ فيها علم الصرف والنحو في النضوج والاندماج حتى بدأ انفصالهما كعلوم مستقلة كل علم منفصل

في هذه المرحلة أبو عمر الجرمي ، وأبو عثمان المازيني ، مؤلف كتاب “تصريف المازيني” الذي اهتم بعلم التشكل ، وكذلك المبرد ، وكذلك علماء الدين. الكوفة وأبرزها يعقوب بن السكيت وثعلاب.

  • مرحلة الترجيح

تعد هذه المرحلة هي الأطول من بين المراحل الثلاث؛ حيث بدأت في عام 293 هـ وامتدت إلى وقتنا الحالي، وتتميز تلك المرحلة أيضًا بظهور العديد من العلماء الذين اهتموا بعلم الصرف في بغداد، وهي مكان نشوء تلك المرحلة، و ثم بدأ العلم ينتشر في بلاد العالم الإسلامي، والمتحدثين باللغة العربية لكن تجدر الإشارة إلى أن هذه المرحلة أنتجت عقيدة جديدة في هذا العلم، وهي عقيدة تقوم على مبدأ التفريق بين المذهب البصري والكوفي.

من الجدير بالذكر أنه طوال هذه المرحلة ظهر العديد من المواطنين المهتمين بالصرف بالإضافة إلى ظهور العديد من العلماء والأدباء، ومنهم تميزوا في هذه المرحلة مثل:

أبو علي الفارسي صاحب كتاب التكملة

و(ابن جني) صاحب كتاب التّصريف المُلوكي،

وكذلك الزمخشري، وابن يعيش صاحب كتاب التكملة للفارسي، وابن الحاجب صاحب رسالة الصرف

موضوعات علم الصرف

علم الصرف

ترتبط الموضوعات التي يغطيها علم التشكل بشيئين: الأسماء المجردة والأسماء المزيدة

وهي تندرج تحت الأسماء المعربة:

  • تتحدث عن أشكال خاصة مثل:الاسم المجرد والاسم المزيد، والاسم الجامد والاسم المشتق، وذلك بالإضافة إلى المصادر والمشتقات
  • مِثل: اسم المفعول، اسم الفاعل، وصيغ المبالغة ومما يندرج تحت الأسماء المعربة أيضاً  اسم التفضيل واسم المكان والزمان.
  • والاسم والأسماء المنقوصة والممدودة والمقصورة والمذكر والمؤنث، وذلك بالإضافة إلى المثنى وكذلك الجمع، وأيضًا التصغير والنسب.
  • أما الموضوعات التي تندرج تحت باب الأفعال:
  • فهي تأكيد فعل المضارع وكذلك فعل الأمر مع التأكيد بنون التوكيد الثقلية ونون التوكيد الخفيفة.
  • وكذلك إسناد الأفعال الثلاثة إلى الضمائر، ويجب التنبه إلى ذلك.

اقرأ أيضًا مرحلة الطفولة المبكرة وطرق التعامل مع الأطفال

أغراض الصرف

قد قسم علماء علم الصرف إلى نوعين:

  • الغرض معنوي

هو تغيير شكل الكلمة من أجل الحصول على مفهوم أو معنى جديدة مثل لها مثل : ضرب، ضار، اضطراب، تضارب.

أو اشتقاق اسم الفاعل وصيغ البمالغة واسم المفعول، واسم المكان والزمان.

  • الغرض اللفظي

وهو تغيير الكلمة من أصلها دون تغيير معناها الأصلي، كما نلاحظ في تغيير كلمة “وصل” إلى “صلة” أو “بيع” إلى “بوع” ، وهذا الغرض ينطبق أيضًا عند الإمالة، أو الإدغام وكذلك عند تحويل ـة إلى هـ عند الوقف.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.