أسباب بناء الأسماء والأفعال في اللغة العربية

أسباب بناء الأسماء والأفعال في اللغة العربية

ما هي أسباب بناء الأسماء والأفعال في اللغة العربية، يعد البناء أحد قواعد اللغة العربية، حيث يعكس مفهوم البناء فكرة واحدة تتمثل في استقرار حالة نهاية الكلمة وعدم تغيرها نتيجة لتأثير العوامل المختلفة عليها، نحن نؤمن بأهمية تدريس النحو، حيث ينبغي أن يتم ذلك ضمن سياقه التقليدي إلى جانب التعليم التطبيقي، انطلاقا من قناعتنا بضرورة تدريب الطلاب على النحو بشكل عملي، فأن النحو يعتبر من أروع العلوم القديمة لدى العرب.
إذ ارتبط ارتباطا وثيقا بالقرآن الكريم وتفسيره، وكشف أسراره التي تظهر بوضوح في مجالي الفقه والتفسير، يساعد الإعراب في تعزيز التذوق الأدبي للنثر والشعر، إذ لا يمكن للقارئ فهم الأسلوب الرفيع في النصوص الشعرية أو التفاعل معها إلا إذا كان لديه إلمام كامل بقواعد البناء والإعراب في اللغة.

أسباب بناء الأسماء والأفعال في اللغة العربية

أسباب بناء الأسماء والأفعال في اللغة العربية
أسباب بناء الأسماء والأفعال في اللغة العربية

الإعراب يوفر للمتحدث حرية في تشكيل الجمل، ويمنحه إمكانية معقولة للتقديم والتأخير، وذلك استنادا إلى عاملين رئيسيين هما ترتيب الكلمات، أي موقعها في الجملة، وعلاماتها الإعرابية، بالإضافة إلى ذلك يعكس الإعراب والبناء الفطرة اللغوية التي يحتفظ بها العرب، والتي كانت قائمة لديهم قبل اختلاط الأمم وانتشار الأخطاء اللغوية، فإن البناء بالمختصر هو أن آخر الكلمة ملتزمة بحالة واحدة لا تتغير بتغير العوامل الداخلة عليها، لذلك سنتعرف على أسباب بناء الأسماء والأفعال في اللغة العربية.

أن الإعراب يفعل الطاقة الكامنة في اللغة العربية، ويزيل أي غموض قد ينشأ نتيجة تغيير تركيب الجمل، يعتبر الإعراب أساس جوهري في اللغة، وهو من أبرز وسائل التواصل فيها، لقد أسهم الإعراب، وما زال في فهم نصوص السنة النبوية الشريفة بدقة ووضوح، كما عزز الإعراب من قيمة البلاغة في اللغة العربية وساهم في تأكيد وتوضيح نظرية النظم التي وضعها الجرجاني.

أقرأ أيضًا:  شروط إلحاق الأسماء بالمثنى في اللغة العربية

الأسماء المبنية

تتضمن الأسماء المبنية بعض الأنواع، مثل الأسماء المبنية على الكسر، مثل: 

  • هؤلاء، وحذام (اسم امرأة)، وحذار (بمعنى احذر)، كما توجد أسماء مبنية على الضم، مثل:
  •  نحن، وتاء الفاعل في كلمة ضربت، بالإضافة إلى ذلك هناك أسماء مبنية على الفتح، مثل:
  •  أين، وكيف، والأعداد المركبة، وأخيرا، تشمل الأسماء المبنية على السكون، مثل:
  •  أنا، والذي، وكم.
  • من بين المبنيات على الضم، توجد بعض الظروف التي تأتي في حالات معينة، مثل:
  •  قبل، بعد، وما شابه ذلك.

أسباب بناء الأسماء

أسباب بناء الأسماء والأفعال في اللغة العربية
أسباب بناء الأسماء والأفعال في اللغة العربية

أسباب بناء الأسماء والأفعال في اللغة العربية، تعتبر معظم الأسماء في اللغة العربية معربة، مما يعني أن نهاياتها تتغير وفق وظائفها النحوية، ومع ذلك توجد بعض الأسماء التي تبنى، أي أنها تبقى ثابتة في شكلها النهائي دون تغيير، لكن لماذا وضعت الأسماء؟ 

قدم النحاة العرب إجابة طويلة ومعقدة على هذا السؤال، وهي إجابة قد تثير الإعجاب لكنها لا تضيف شيئا جديد للغة، وكان من الأفضل لهم تجنب الخوض في هذا الموضوع، الرأي السائد في كتب النحو، كما أشار ابن مالك الذي تناول ذلك بالتفصيل شراح الألفية هو أن:

“الاسم منه معرب ومبني … لشبه من الحروف مدني”

وهذا يعني أن الاسم يبنى إذا كان له شبه بالحرف، حيث إن جميع الحروف مبنية، وبالتالي فإن الأسماء التي تشبهها تبنى أيضا.

أقرأ أيضًا:  ملحقات المثنى و إعرابه

الأفعال المبنية

معظم الأفعال تكون مبنية، فان الفعل الماضي وفعل الأمر دائما ما يكونان مبنيين، بينما الفعل المضارع يكون مبني إذا اتصلت به نون النسوة أو نون التوكيد، ويكون معرب في الحالات الأخرى، سوف نكمل التعرف على أسباب بناء الأسماء والأفعال في اللغة العربية.

بناء الفعل الماضي

الأصل في الفعل الماضي هو البناء على الفتح، كما في الجمل “حضر أحمد” و”حضرت خديجة”، ويبنى على الضم إذا اتصلت به واو الجماعة، مثل: 

“حضروا التلاميذ”، كما يبنى على السكون إذا اتصل به ضمير رفع متحرك، مثل:

 “حضرت” و”حضرنا” و”حضرن الطالبات”.

بناء  الفعل الأمر

الأصل في صيغة الأمر هو البناء على السكون، كما يتضح في المثال “اكتب يا أحمد” و”اكتبن يا طالبات”، كما يبنى الأمر على حذف حرف العلة إذا كان الفعل معتل الآخر، مثل “ارم” و”ادع” و”اخش”، ويبنى أيضا على حذف النون إذا اتصل به ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة، كما في “قوما” و”قوموا” و”قومي”، ولم يشر مؤلف (القطر) إلى بناء الأمر على الفتح في حالة اتصال نون التوكيد، مثل “اجتهدن يا أحمد”.

الأمر مشتق من الفعل المضارع، ويمكن التعرف على المحذوف منه من خلال الرجوع إلى صيغته المضارعة، فالأفعال التي تم ذكرها لحذف حرف العلة أو حذف النون، مضارعها هي “يرمي” و”يدعو” و”يخشى” و”تقومان” و”تقومون” و”تقومين”.

بناء المضارع

سنقوم بإكمال التعرف على أسباب بناء الأسماء والأفعال في اللغة العربية، حيث أن الفعل المضارع يعرب في حالتين فقط، وهما:

الحالة الأولى

أسباب بناء الأسماء والأفعال في اللغة العربية
أسباب بناء الأسماء والأفعال في اللغة العربية

يبنى على السكون إذا اتصل به نون النسوة، كما في المثال “الصالحات يعملن الخير ولم يقربن السوء ولن يهملن الصلاة”، هنا الأفعال “يعملن” و”يقربن” و”يهملن” مبنية على السكون، الفعل الأول مرفوع لأنه خالي من الناصب والجازم، بينما الفعل الثاني مجزوم بسبب “لم”، والثالث منصوب بسبب “لن”.

ومن المهم الإشارة إلى أنه في الجملة “الرجال يعفون والنساء يعفون”، الفعل الأول مرفوع بثبوت النون، حيث “الواو” فاعل، بينما الفعل الثاني مبني على السكون و”النون” فاعل، وعندما نقول “الرجال لم يعفوا، والنساء لم يعفن”، فإن الفعل الأول مجزوم بحذف النون، بينما الثاني مبني في محل جزم.

الحالة الثانية

يبنى الفعل على الفتح إذا اتصلت به نون التوكيد، كما في الأمثلة التالية:

 “هل تسافرن يا أحمد”، “لا تقربن المنكر”، “لن أتركن الواجب”، في هذه الجمل، الأفعال (تسافرن، تقربن، وأتركن) مبنية على الفتح، الفعل الأول يعرب في محل رفع لأنه لا يتأثر بناصب أو جازم، بينما الفعل الثاني يعرب في محل جزم بسبب وجود “لا” الناهية، والثالث يعرب في محل نصب بسبب “لن”.

ويشترط أن تكون نون التوكيد متصلة بالفعل بشكل مباشر، فإذا وجد فاصل ظاهر أو مقدر بينهما، فإن الفعل يصبح معربا.

أقرأ أيضًا: الاستثناءات في إعراب ملحقات المثنى والحالات الخاصة

شرح مفصل

يمكننا القول إن الأفعال (تذهبان وتذهبون وتذهبين) مرفوعة بثبوت النون، حيث الفاعل في الفعل الأول هو الألف، وفي الفعل الثاني هو الواو، وفي الفعل الثالث هو الياء، وعندما نرغب في تأكيد هذه الأفعال، نقوم بحذف نون الرفع بسبب تكرار النون، أي لوجود ثلاث نونات وهم نون الرفع ونون التوكيد المشددة (لأنها نونان)، لذلك نقول في تأكيد الفعل الأول “هل تذهبان”، وهذا معرب لأن الألف تعمل كفاصل ظاهر بين الفعل ونون التوكيد، أما الفعلان الثاني والثالث، فعند حذف نون الرفع، يتواجد ساكنان، وهما النون الأولى من نوني التوكيد الثقيلة مع الواو في الفعل الثاني والياء في الفعل الثالث، لذلك يتم حذف الواو والياء، وتبقى الضمة في الفعل الثاني دالة على الواو المحذوفة، وتبقى الكسرة في الفعل الثالث دالة على الياء المحذوفة، والفعلان معربان لوجود فاصل مقدر.

 

للنحو أهمية كبيرة في اللغة العربية كما تظهر أهميته في حماية القرآن الكريم من التحريف، لذلك قمنا بمعرفة أسباب بناء الأسماء والأفعال في اللغة العربية، فهي أحد أهم قواعد اللغة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.