أسباب عقوق الوالدين وعلاجه
عقوق الوالدين من أكبر الكبائر التي قد يقع فيها المسلم، لكنّما أسباب عقوق الوالدين وعلاجه؟ يمكن تلخيص أسباب العقوق في ثلاثة عوامل رئيسية وهم سوء التربية وإهمال الوالدين في رعاية أبنائهم منذ الصغر، مما يؤدي إلى نشأتهم دون معرفة الحق أو إنكار الباطل، ضعف الإيمان وانقطاع الصلة بالله سبحانه وتعالى، مما يؤدي إلى غياب الخوف منه والرغبة فيما عنده، فينشأ الفرد دون وعي أو إدراك.
أسباب عقوق الوالدين وعلاجه
توجد العديد من العوامل التي تسهم في عقوق الوالدين، ومن أبرزها:
الجهل
قد يؤدي عدم إدراك الشخص لعواقب عقوق الوالدين أو لفوائد الإحسان إليهما إلى ابتعاده عن البر بهما.
سوء التربية
إذا لم يزرع الوالدان في أبنائهم قيم المعاملة الحسنة، والبر، والعطف، والمحبة، فقد ينتج عن ذلك عقوق الأبناء.
تناقض الآباء في الأقوال والأفعال
عندما لا يلتزم الوالدان بما يعلمون لأبنائهم، فإن ذلك قد يؤدي إلى نفور الأبناء ويدفعهم إلى التمرد.
أصدقاء السوء
تؤثر الصحبة السيئة بشكل كبير على سلوك الأبناء، مما قد يقودهم إلى العقوق ويضعف تربيتهم السليمة.
كثرة المشاكل أو الطلاق
قد يقوم أحد الوالدين بالدفع إلى تحريض الأبناء ضد الآخر، مثل أن تذكر الأم عيوب الأب أمام أولادها، أو أن يذكر الأب عيوب الأم، مما يؤدي إلى عقوق الأبناء.
عدم العدل بين الأبناء وعدم الدل
هذا الأمر يزرع البغضاء والشحناء بينهم، مما يقودهم إلى كراهية والديهم وقطيعتهم.
عدم دعم الوالدين لأبنائهم
إذا لم يشجع الوالدان أبناءهم على فعل الخير، بل عاقبوهم عند إحسانهم، فإن ذلك قد يؤثر بالسلب على سلوكهم.
اقرأ أيضًا: ما أسس التربية الحديثة؟
عقوبة عقوق الوالدين
تتعدد نتائج عقوق الوالدين، ومن أهمها ما يلي:
- يعتبر عقوق الوالدين من أكبر الكبائر والذنوب، حيث يتضمن إنكار الفضل والإحسان، وقد ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم- قوله: “الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس”.
- تتمثل الخسارة الكبرى في عدم إدراك أحد الوالدين أو كليهما، مما يؤدي إلى عدم دخول الجنة بسبب العقوق، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم: “رغم أنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف، قيل: من؟ يا رسول الله، قال: من أدرك أبويه عند الكبر، أحدهما أو كليهما، فلم يدخل الجنة”.
- كما أن قطع الرحم يستوجب اللعن والوعيد بالنار، والوالدين هما أولى وأقرب الرحم للإنسان، قال الله تعالى: “فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم، أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم”، يشمل هذا النهي الفساد في الأرض بشكل عام وقطع الأرحام بشكل خاص، حيث يأمر الله تعالى بأن نصلح في الأرض ونصل الأرحام ونحسن إليهم.
اقرأ أيضًا: تعرف على أهم برامج تربية الأطفال
علاج عقوق الوالدين والتوبة عنها
من الضروري معرفة أسباب عقوق الوالدين وعلاجه، يجب على كل من أساء إلى والديه بأي شكل من الأشكال أن يسارع إلى التوبة إلى الله عز وجل من هذا الذنب الجسيم، وتتمثل خطوات التوبة من عقوق الوالدين في عدة مراحل:
- التوقف عن العقوق.
- الشعور بالندم على ما بدر منه.
- العزم على عدم العودة إلى هذا السلوك.
- القيام بأعمال صالحة، وذلك لأن الأعمال الحسنة تكفر السيئات وتزيل الخطايا.
ومن الأدلة على ذلك قول الله تعالى في كتابه الكريم: «وإِني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى»، لذا فإن الاكتفاء بالاستغفار في حالة عقوق الوالدين لا يكفي، بل يجب السعي للتوبة، ثم الإحسان إليهما من خلال الاعتذار لهما، والدعاء لهم بالخير، وتقبيل رأسيهما، واستخدام العبارات اللطيفة عند الحديث معهم، والتواضع لهما، بالإضافة إلى إكرامهم ماديا بقدر المستطاع، ومن المهم أن يتذكر المسلم أن التوبة من عقوق الوالدين هي عودة إلى الله سبحانه وتعالى قبل أن تكون إقبالا وحبا لوالديه، لأن الله عز وجل قرن طاعتهما بطاعته، وعقوقهما بمعصيته.
اقرأ أيضًا: تربية الأطفال بالطريقة الحديثة وحلول لبعض المشكلات التربوية
أهمية الإحسان للوالدين
قد منح الله تعالى الوالدين في حياة المسلم حق عظيم ومقام كبير لا يساويه أي حق أو مقام آخر، فهما مصدر السعادة والراحة، ومنبع الحنان والدفء، وما يقدمانه من إحسان وجميل لا يمكن تعويضه بأي إحسان أو بر، لذا، فإن حقهما واجب معلوم، وبرهما فرض، ولا يوجد في الدنيا من هو أعظم فضلا وأكرم عطاء من الوالدين، إن بر الوالدين هو سبب لتفريج الكروب وتخفيف الهموم والمصائب، كما أنه سبب للتوفيق والنجاح في الدنيا والآخرة، ويجعل الحياة جميلة ومليئة بالراحة، ومن الأمثلة على ذلك ما وصف الله عز وجل به يحيى عليه السلام حيث قال: (وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا)، وكذلك عيسى عليه السلام في قوله: (وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا).
وبعد معرفة فضل الوالدين وأهمية برهم، وقد تعرفنا على أسباب عقوق الوالدين وعلاجه، عليك السعي جاهدا لاكتساب رضاهم والابتعاد عن كل ما يغضبهم فهم سبب السعادة في الحياة وبرهما واجب قد أمرنا الله به ولن يدخل أحد الجنة إلا برضاهم.