ما أسس التربية الحديثة؟
تعد اسس التربية الحديثة أهم نواتج التطورات العصرية التي شملت كافة المجالات، حيث نجد أن الكثير من الأخصائيين والتربويين يشجعون الآباء على تربية أبنائهم وفق مبادئ التربية الحديثة التي هدمت كافة التصورات القديمة عن التربية، ففي الوقت الحالي نجد اتجاه المعلمين نحو فهم المواد الدراسية وليس تلقينها للطلاب.
فهذا الاتجاه يكون لديهم فكر خاص ويعزز قدراتهم على الإبداع، فيعد هذا النوع من التربية متكامل يشمل كافة النواحي النفسية والمهارية التي يتحلى بها الطفل والعمل على تطويرها وفق طرق التدريس الحديثة التي أثبت فاعليتها في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ.
اسس التربية الحديثة
إن اسس التربية الحديثة متعددة حيث أثبتت التجارب العملية أن الكثير من الأطفال يعانون منذ صغرهم من التربية الخاطئة الذي تربو بها، فالكثير من الآباء يتخذون على سبيل المثال العقاب وسيلة لتقويم طفلهم على الرغم أننا نجد انت هذا الأسلوب يحسن من سلوكياته بل في بعض الأوقات نجد أن المشكلة تتفاقم.
فظهور التربية الحديثة بالمبادئ التي تبنى عليها هو حل مثالي لتربية الأطفال وتنمية الكثير من الجوانب المعرفية والنفسية والحركية لرفع من مستوى كفاءتهم الدراسية، وإمكانية انخراطهم في المجتمع دون ظهور أي مشكلات سببها الأساسي التربية التقليدية العقيمة.
التربية الحديثة
كما تعد طريقة جديدة للتعامل مع الأطفال وتقويمهم وتشجيعهم على ظهور إمكانياتهم دون خجل من خلال تنمية شغفهم وميولهم، ودراسة هذه الإمكانيات لاتخاذ كافة القرارات التربوية التي تساعد الطفل على تطور كافة النواحي النفسية والمعرفية والاجتماعية،
فدائمًا التربويون حريصون على عمل الكثير من التجارب المستمرة لإيجاد أفضل الطرق للتعامل مع الأطفال،
لأنه من المعروف أن جميع المشكلات النفسية والاجتماعية تحدث نتيجة عقد قد تراكمها منذ الصغر.
فمن المعلوم أن أول 100 يوم في حياة الطفل من أهم المراحل التي يجب العناية به و بجوانبه النفسية والحركية لتفادي أي مشكلات تحدث في المستقبل،
وقد أثبتت الدراسات أن التربية الحديثة تعمل على توفير بيئة مناسبة للطفل،
وهذا لا يعني أن التربية الحديثة تترك الطفل يفعل ما يشاء دون وجود ضوابط او قيود،
فمن خلال الاطلاع على كتاب أسس التربية الحديثة نجد أنه يوضح اسس التربية الحديثة ويؤكد على وجود ضوابط على الطفل الالتزام بها منها الدين والأعراف والعادات وغيرها.
أهداف التربية الحديثة
ترجو التربية الحديثة الوصول إلى أهداف معينة ووف هذه الأهداف توضع اسس التربية الحديثة التي على كل الآباء الاطلاع عليها والتعامل وفقها مع أبائهم،
ويمكن التعرف على أهم هذه الأهداف من خلال ما يلي:
- تربية الأطفال وفق بعض الاستراتيجيات التأديبية.
- وجود التوازن بين الأسرة والحياة اليومية التي يعيشها الطفل.
- رضا الأطفال عن طريقة تعامل الأبوين معه وأن تكون العلاقة بينهم مبنية على الثقة والاحترام والحب المتبادل.
- مع مرور الزمن نجد أنه قد تتعرض الأسرة لبعض العقبات والصعوبات،
ولكن نجد التربية الحديثة تعمل على متابعة كافة التطورات التي تطرأ للاسرة والعمل على تجاوز هذه الصعوبات دون إلحاق الضرر بأفراد الأسرة. - التربية الحديثة هي أحد نواتج التطورات التكنولوجية والتي تحقق النتائج الفعالة في تعليم الأطفال استخدام التكنولوجيا بشكل آمن ولا يشكل خطرا على الطفل.
أساليب التربية الحديثة للأطفال
اسس التربية الحديثة لابد التعامل معها من خلال إتباع أساليب التربية الحديثة الخاصة،
ويمكن التعرف على هذه الطرق والميكانيزمات من خلال ما يلي:
الإيمان بقدرات الطفل
أهم الأساليب التي يجب اتباعها في حالة الرغبة في تربية الأبناء وفق اسس التربية الحديثة،
ويكون من خلال تشجيع الأطفال من خلال استخدام العبارات التشجيعية،
مما يؤدي إلى تعزيز ثقة الأطفال بأنفسهم والتعامل بشكل سليم مع نقاط القوة التي يتحلى بها ومعالجة نقاط الضعف التي يعاني منها.
عدم مقارنة الطفل بأقرانه
أهم المبادئ التي تقوم عليها التربية الحديثة هي الابتعاد تماما عن مقارنة الأطفال بغيرهم من الأقران،
لأن ذلك سوف يوعوع ثقتهم بأنفسهم لأن ليس كل الأطفال لديهم ذات القدرات فلكل طفل ميول وطبيعة وقدرة مختلفة عن غيره،
فمن الأفضل أن يتم تعزيز قدرات الطفل دون مقارنات لا تفيد،
وعلاوة على ذلك لا تحاول عميلي العزيز مقارنة طفلك بأخوته أيضا لكل منهم قدرة خاصة مختلفة.
وضع الضوابط والحدود
أهم ما يجب النظر إليه في حالة اتباع التربية الحديثة أنها على الرغم من قيامها على اللين في التعامل مع الطفل إلا أن هذا لا يمنع من التربية الحديثة لا تخلو من الانضباط بل يجب وضع القواعد التي يسير وفقها الطفل ومنها موعد النوم والتنزه في الخارج وغيرها من الضوابط التي لابد أن يسير وفقها الطفل،
وهذا سيعزز لديهم صفة الانضباط في مواعيد العمل فيما بعد.
تجنب عقاب الأطفال بالضرب
بدلا من اتخاذ العقاب بالضرب وسيلة لتأديب الطفل يمكن إتخاذ الكثير من الطرق للعقاب والتي تتناسب مع المرحلة العمرية للطفل،
فإن الأثر النفسي الذي ينتج من الضرب جسيم،
فتقوم التربية الحديثة على استغلال الخطأ الذي ارتكبه الطفل لتوضيح الأسباب التي جعلت من هذا التصرف خطأ وهذا يعمل على تحسين في سلوك الطفل في المرة القادمة وعدم تكرار الخطأ
الفرق بين التربية الحديثة والتربية القديمة
من اسس التربية الحديثة أنها لا تقوم على نظام العقاب الشديد بعكس التربية التقليدية التي تقوم بشكل أساسي على العقاب الصارم في حالة تجاوز الأطفال،
فيمكن تسليط الضوء على شكل العقاب والتشجيع في التربية الحديثة والتقليدية على النحو التالي:
شكل العقاب
حيث نجد أن في التربية القديمة كان الآباء يتخذون أشكال من العقاب من ضرب وسب وحرمان لكافة الأشياء الذين يحبونها بل قد يصل الحرمان إلى الأكل والشرب وهذا ما يضر بشكل أساسي على طفولة الأطفال وتكون الكثير من المشكلات فيما بعد؛ حيث نجد الطفل دائما ما يخشى لأخذ القرارات اللازمة خوفا من العقاب،
على الصعيد الآخر نجد أن التربية الحديثة تعمل على استخدام التفاهم
وتجنب أشكال العقاب في التربية بل تقوم اسس التربية الحديثة على اللين وتعزيز الميول والرغبات والسعي على تشجيع الأطفال.
الاهتمام بالجوانب العاطفية
الجدير بالذكر أن التربية الحديثة اهتمت بشكل واضح الجوانب العاطفية التي يمتلكها الطفل واعتباره انه يتحلى بالوعي الكامل والإدراك بكافة المؤثرات الخارجية،
أما التربية القديمة من أبرز عيوبها أنها تهمل الجوانب العاطفية لدى الأطفال بشكل كبير بل أن التشجيع في هذه التربية يكون بشكل مادي فقط.
وهذا جعل الأطفال يشعرون أن النجاح والتفوق لابد أن يكون مقابله مادية فقط،
ففي حالة العقاب وفق التربية الحديثة يكون بعيد عن التقليل من شأن الطفل أو كسر ثقته في نفسه وتعزيز التأديب،
ولكن مع مراعاة الجانب الشعور الإنساني للطفل.
مميزات التربية الحديثة
أهم اسس التربية الحديثة أنها تقوم على الاعتراف أن لكل طفل قدرات خاصة يتميز بها عن غيره وله احتياجات تسعى التربية الحديثة على تطويرها،
والتأكيد أن لكل طفل حقوق لابد ان يحصل عليها وأن عليه واجبات عليها ان يقوم بها في مجتمعه لأنه جزء من هذا المجتمع ولا يمكن ان يستطيع تادية هذه الواجبات دون تعزيز ثقته بالنفس.
على جميع الآباء احترام الطفل وخصوصيته منذ الصغر،
لكل طفل مشاعر متكاملة ولكنه ينقصه التجربة والتي يمكن اكتسابها مع مرور الزمن والتجارب الحياتية،
فعلى جميع الآباء احترام مشاعر الطفل وجوانبه العاطفية من حب وكره وميول ورغبات،
وعلاوة على ذلك لابد من توعية الأطفال بخصوصية أجسامهم وأن هناك حدود للطفل لا يمكن تعديها.
تابع المزيد: الفرق بين الجملة الفعلية والاسمية
سلبيات التربية الحديثة
كما أن اسس التربية الحديثة ترتكز على اللين في التعامل مع الأطفال ولكن هذا يؤدي إلى كثير من السلبيات والعيوب التي تجعلها ليست الخيار الأفضل لتربية الكثير من الأطفال،
ومن هذه السلبيات ظن الكثير من الآباء أنها تعمل على إفساد الطفل بسبب غياب الحزم والصرامة في التعامل مع الطفل.
فمع غياب الشدة في التعامل نجد أن الكثير من الأطفال لا يطيعون آبائهم وبالإضافة إلى أن الأطفال يميلون للأنانية والرغبة في الحصول على رغباته دون الوضع في الاعتبار أي شيء آخر،
لذلك ينصح الاستعانة بالخبراء والمتخصصين للتعرف على الطريقة المثلى للتعامل مع الأطفال على الطريقة الحديثة مع تفادي مشكلاتها.
وفي الختام إن اسس التربية الحديثة متعددة ومتباينة،
وعلى من يرغب في تربية ـبنائه وفقها الاطلاع عليها والعمل بها بحرص،
حيث أن تربية الأطفال ليس أمرًا سهل،
فالتربية الحديثة اتجاه جديد يتهافت عليه الكثيرون في الوقت الحالي.