التربية السليمة واثرها على الأبناء
التربية السليمة واثرها على الأبناء من الأمور الهامة للغاية والتي أصبحت محور اهتمام علم الاجتماع والدراسات النفسية الآن، فلا شك في أي الأطفال هم ورود المجتمع المنتظر أن تتفتح وتنشر عطر المعرفة والعلم والعمل، ولذلك التربية السليمة ليس خيار بل شيء لابد أن يفرض ولو بالقوة على الأبوين
فترك الأطفال لأهواء التربية التي يراها الأبوين أمر غير صحيح
فلابد من تعليم الأبوين كيفية التعامل مع أطفالهم وتربيتهم تربية صالحة.
لا يعرف الأبوين مدى التأثير الإيجابي الذي تحدثه التربية الإيجابية التي يقومون بها
فهم بذلك يصنعون إنسان متزن يمكنه أن يكون فرد له تأثير في المجتمع
فالتربية في المنزل هي البداية الحقيقية التي تتكون منها شخصية الطفل
وهنا في مقالنا سنوضح كل ما يخص التربية السليمة وتأثيرها على الأبناء
التربية السليمة واثرها على الأبناء
- منذ ولادة الطفل والأهل هم مصدر الإلهام بالنسبة له، فهم من يرشدون ويحاولون تقديم كافة المساعدات له كي يتفاعل بشكل صحيح مع العالم من حوله
- ولذلك التربية السليمة واثرها على الأبناء أثر كبير للغاية فهي التي تساعد على صنع فرد فعال في المجتمع، فالتفاعل السليم مع الأطفال يساعدهم على اكتساب المهارات العاطفية ومعها المهارات المعرفية والمجتمعية كذلك.
- ربما لا يدرك الوالدين وهما يربيان الطفل أنهم يؤثران فيه حتى أخر يوم من عمره
فالطريقة التي يتعاملون معه بها ستكون طريقته للتعامل مع الآخرين في المستقبل - فإما يصنعوا منه شخص متزن وإما شخص مهزوز غير قادر على التفاعل الاجتماعي
وغير قادر على أن يكون مفيد لنفسه أو للمجتمع - ولذلك ظهرت الدراسات الحديثة التي تشدد على مدى أهمية التربية الإيجابية وظهر العلماء والمختصين في ذلك الأمر.
تابع المزيد: تعرف على كيفية تأثير علاقة الوالدين على الأبناء
تأثير طريقة التربية على الأبناء
- ومن الجدير بالذكر أن التربية السليمة واثرها على الأبناء تعتمد على الطريقة التي يتم بها تربية هؤلاء الأبناء، فالأبناء يكتسبون المهارات والتصرفات من الوالدين
- فالكثير من الباحثين يرون بأن هناك روابط بسن سلوك الآباء والأمهات وسلوكيات الأطفال
فكل تصرف يصدر عن الأب أو الأم يؤثر في الأطفال وما يؤثر في الطفل ينتقل معه للبلوغ - فلقد تمت ملاحظة أن هناك تشابه كبير بين صفات الأبناء والوالدين
حتى لو حاول الأبناء إنكار ذلك أو الهروب منه. - الأطفال عبارة عن نبته فلو رويتها بماء التربية السليمة ستنبت وتزدهر وتكبر
لكن لو كانت التربية غير سليمة ستموت وتذبل - لابد أن يدرك كل أبوين أت التربية السليمة لها أثر بالغ الإيجابية على الأطفال
فجميع الدراسات والأبحاث أثبتت بأن تربية جيدة تعني فرد ناجح في المجتمع والعكس صحيح.
الدكتاتوريّة والتسلطيّة في التربية
- التربية السليمة واثرها على الأبناء حتى يكون اثر جيد لابد من البعد التام عن نمط التربية الديكتاتورية المتسلطة، فوضع قواعد صارمة للأطفال كفيل بتدمير نفسيتهم وكرههم للحياة نفسها
فالعقاب أي كان نوعه بدني أو نفسي يؤثر بالسلب على الطفل ويأتي بالنتائج العكسية بشكل كامل
فعادة لا يفسر الأهل سبب هذه الديكتاتورية والاستبداد ولذلك يشعر الطفل بالغربة
وبأنه لا يريد الانتماء لهذا البيت. - القسوة تميت المشاعر، فلو أتبعت أسلوب القسوة مع أطفالك فأنت تعلمهم هذه القسوة واستعد لتكون أول من سيقسو عليه، ليس المطلوب التساهل والتدليل الزائد عن حده
ولكن بعض التفاهم والاحتواء كفيلا بأن يتزن الطفل فالديكتاتورية حتى لو مستوى المجتمعات أثبتت فشلها، لابد من تطبيق الديمقراطية والحريات حتى يحبك طفلك لذاتك ولا ينفذ الأوامر بدافع الخوف فقط.
الحزم في التربية
- هذا النمط من التربية السليمة واثرها على الأبناء يقوم الأبوين بوضع مجموعة من القواعد والتي قد تكون صعبة بعض الشيء وملزمة
ويتم إخبار الأطفال بضرورة اتباع هذه القواعد وإلا تعرضوا للعقاب ولكن بالطبع ليس العقاب البدني
فالعقاب البدني منهي عنه بقوة القانون ومن يرتكب أي فعل عنيف تجاه الأطفال يعرض نفسه للمسألة القانونية، ولكن عادة ما يكون العقاب هنا يتضمن الكماليات فيحرم الطفل
مثلًا من المصروف الخاص به أو من الذهاب إلى النادي. - عادة ما يكون الأهل في هذا النمط من التربية أكثر تسامحًا عن النمط الديكتاتوري فلو أخطأ الطفل من الممكن مساحته وإلغاء العقوبة خاصة لو قدرها الوالدين ووجدوا أنها ليست بالمشكلة الكبيرة
فعامة توضع العقوبات للتقويم وليس للعقاب ذاته
فلا يوجد أب وأم متزنان يريدان عقاب الطفل لمجرد العقاب بل هم يريدان توجيه نحو الأفضل، فهذا هو جوهر التربية الإيجابية.
التساهل مع الأطفال
- التربية السهلة هي التربية السليمة واثرها على الأبناء جيد للغاية حتى ولو كان لكل قاعدة شواذ، فهنا يتخذ الأهل موقع الأصدقاء ويتساهلان بشكل كبير مع تصرفات الطفل، فهم يرون أن العقوبات لا تحقق نتيجة تربوية جيدة، بل يرون أن دورهما مساعدة الطفل على النضج وضبط النفس
وفي هذا النوع من التربية يتم إعطاء الأبناء قدر كبير من الحريات من قبل الوالدين فهم يرون أن الحرية معيار المسئولية، ولا يمكن توقع النضج بدون الحرية والتصرفات المسئولة. - التربية المتساهلة أساسها التواصل الدائم مع الأبناء والبحث عن أرض مشتركة يمكن من خلالها أن يتقرب الأبوين من الأبناء، فكما وضحنا هي علاقة صداقة ووفاق أكثر من كونها علاقة أهل بأبنائهم،
ويمكننا القول بأن هذا النمط ناجح في التربية شرط عدم التساهل المبالغ فيه
لأن الأطفال يحتاجون في بعض الأوقات إلى الحزم لأنهم قد يضرون أنفسهم بالتصرفات الغير مسئولة.
الإهمال في التربية
- هنا نجد الأبوين يقدما للأطفال الاحتياجات الأساسية من مأكل ملبس مشرب ومصاريف وكماليات كذلك، ولكن ليس هناك أي تواصل بين الأبناء والوالدين، فيحدث نوع من الجفاء والتفكك الأسري
فقطع الاتصال مع الأبناء يجعلهم عرضه لمحاولة الاتصال بالغرباء والذين قد لا يكونون مصدر ثقة - ولذلك الأهل المهملين في حق أبنائهم يرتكبون جريمة فهم يتركونهم دون توجيه وتعليم وتربية
وفي ذلك خطر كبير ينذر بضياع هؤلاء الأبناء. - الإهمال في التربية يعني عدم وجود دعم للأبناء وعدم وجود الدعم يجعل الابن أو الابنة عرضه للمشكلات النفسية، فكل البشر يبحثون عن من يدعمهم ولو لم يجد الأبناء الدعم في المنزل سيبحثون عن دعم خارج المنزل والذي قد يكون مشروط بشروط ضارة
- فلقد أثبتت اغلب الدراسات الاجتماعية والنفسية أن إهمال الوالدين لأبنائهم من أسباب اتجاه الأبناء للإدمان مثلًا.
التربية الإيجابية
- في الآونة الأخيرة ظهر مصطلح التربية الإيجابية وتلك التربية هي التربية السليمة واثرها على الأبناء رائع، فهي مبنية على الاحترام والحب والتشجيع والرعاية وتأمين البيئة الإيجابية المشجعة للأبناء، فهذا النوع من التربية يضمن مساعدة الطفل على أن ينمو ويكبر بشكل أمن
- كما يزيد من ثقته بنفسه، فيمكننا القول بأن التربية الإيجابية هي خليط بين التربية الحازمة والمتساهلة، والوالدين الأذكياء قادرين على تقديم هذا النوع من التربية.
مهارات التربية السليمة دورها في تنشئة جيل واع سليم
هناك بعض المهارات التي يجب أن يتعلمها الآباء عند التعامل مع الأبناء حتى يتم تنشئتهم بشكل صحيح، وهذه المهارات إن لم تكن موجودة لدى الوالدين فعليهم تعلمها للحصول على النتائج المرغوبة، وأهمها ما يلي:
القدوة الحسنة
من أهم ما يؤثر في الطفل مع بداية نشأته هو سلوك الوالدين الذي يراقبه بشكل مستمر، لذلك فمن المهم أن يكون الآباء قدوة لأبنائهم، بمعنى أنه إذا أردت أن تعلم ابنك سلوك معين فقم بفعله أمامه دائمًا تجد أنه يقلدك، ولكن لا يمكن أن تطلب منه تجنب سلوك سلبي مثلا وأنت تفعله.
المشاركة في الحديث
من المهم أن يكون الآباء متفاعلين مع أبنائهم قدر المستطاع في حياتهم اليومية ويكون هناك حرص على المشاركة في الأمور المهمة في حياتهم والمشاركة في الحديث وتخصيص وقت من اليوم للحديث معهم والاستماع إلى مشاكلهم حتى يشعروا بالقرب منك وبالتالي لا يخفون أي شيء عن والديهم.
التحكم في الغضب
كلنا معرضون للخطأ، وهؤلاء الصغار ليس لديهم الخبرة الكافية في الحياة فمن الطبيعي أن يخطئوا، ولكن يجب الحذر من الغضب عند اكتشاف الخطأ أيا كان، ويجب السيطرة على النفس في هذا الوقت وأن يتم التعامل مع الموقف بحكمة وهدوء قدر المستطاع، لأن الغضب يعلمهم الكذب والخوف ويولد الكثير من المشاكل النفسية وهي تعد أهم مهارات التربية السليمة دورها في تنشئة جيل واع سليم.
تعليم الأبناء مراقبة الله
إذا كنت تريد ولدًا سويًا فعليك بتعليمه أصول دينه ومن خلالها تعلمه الصواب والخطأ، واحرص على تعليمه مراقبة الله في كل أفعاله حتى وإن كان بعيدًا عن عينك، وهذا من أفضل الوسائل التي تجنب الأبناء الوقوع في الأخطاء.
المرونة في التعامل
من المهم أن تتعرف على شخصية ابنك حتى تستطيع التعامل معها بالشكل الصحيح، وأن تستخدم المرونة في التعامل ويجب الانتباه أن هناك فرق في التعامل مع الشخصية الحساسة والشخصية العنيدة، وأيضًا هناك فرق بين تربية الولد عن تربية البنت، وهكذا، وهذا من أهم المهارات التربية السليمة دورها في تنشئة جيل واع سليم.
اقرأ أيضاً: كيفية التغلب على سوء تربية الأبناء
التنمية العقلية والجسدية
من المهم أن تعلم أبنائك ممارسة الأنشطة المفيدة التي تساعد في توسيع مداركه، مثل تعلم رياضة معينة وتعلم مهارات الكمبيوتر مما يساعد في ملء الفراغ بشيء مفيد.
وكان ما سبق مقالنا عن التربية السليمة واثرها على الأبناء
ونؤكد مرة أخرى على أن التربية السليمة هي أساس صنع فرد متزن مفيد لنفسه أولًا ومجتمعه ثانيًا
وحاليًا تطبيق طرق التربية السليمة أمر سهل مع كل هذا التطور في العلم
فهناك حاليًا كذلك أخصائيين للتربية يمكنهم المساعدة لو كانت هناك مشكلات بين الأهل والأطفال
وعامة الإنجاب مسئولية لا يقدر عليها إلا الأصحاء نفسيًا وجسديًا حتى يستطيعوا أن يقدموا التربية السليمة لأبنائهم.