التصريف في اللغة العربية.. أهميته وتعريفه
يعتبر التصريف في اللغة العربية من أهم الدروس اللغوية التي لابد أن يقوم بمعرفتها كل دارسي اللغة العربية، ومتحدثيها، فالتصريف مأخوذ من صرف، وهذه الكلمة في اللغة تدل على التحول والانتقال من حال إلى حال، ويعتبر من الأمور الهامة، إذ يساعد متحدثي اللغة ودارسيها على التعرف على معاني الكلمات، وبنيتها التصريفية، والميزان الصرفي لها، وسنتعرف من خلال موقع عش العربية في المقالة التالية على أهمية ذلك العلم، وماهيته.
التصريف في اللغة العربية
إن التصريف في اللغة العربية هو تحويل الأصل الواحد لعدة أبنية لغوية مختلفة لمعاني مقصودة، ويقتصر التصريف على الأسماء المعربة والأفعال غير الجامدة أما الحروف والأسماء المبنية والأفعال المتسمة بالجمود فهي لا يتم تناولها في علم الصرف أو التصريف، وعلم الصرف اصطلاحًا هو علم يبحث في الكلمة ويدرس تغييراتها في إطار مجموعة من القواعد الصرفية حيث يتم تقسيم الأفعال في اللغة العربية إلى ثلاثة أقسام: الفعل الماضي والفعل الحاضر وفعل الأمر.
الفعل الماضي هو الفعل الذي يدل على زمن الماضي، ويقبل تاء التأنيث الساكنة والمتحركة أما الفعل المضارع، فهو يدل على زمن الحاضر ويحتمل الحال والاستقبال، ويقبل سوف أو لم أو السين أو لن أما فعل الأمر، فهو يدل على طلب حدوث فعل من مخاطب بغير لام الأمر، ويقبل ياء المخاطبة للمؤنث.
أهمية التصريف في اللغة العربية
يمتاز علم التصريف في اللغة العربية بعدة مزايا أوجبت ضرورة دراسته، والحرص عليه، ومن أهم الفوائد التي يمكنك الحصول عليها بسبب علم الصرف:
معرفة تصريفات الكلمة وأصولها
فالكلمات في اللغة العربية تتكون من من أصول لا يمكن إلغائها عنها وفروع زائدة زادت لتزويد معنى ما، فالحروف التي تكون أصلية في الكلمة تكون ثابتة في كل التصريفات الخاصة بها أما الحروف التي تكون زائدة، فقد تأتي في تصريفات وتصريفات أخرى لا تأتي فيها مثل تحاكى وحاكى ومحكى وحكى، وتحتوي جميع التصريفات تلك على الحروف الأصلية للكلمة، والتي هي حكى، وعلم التصريف يقوم بدراسة القواعد التي نستطيع بها التفرقة ما بين بين البنية الأصلية المكونة للكلمة، وما تم زيادته عليها من أحرف زائدة.
معرفة بنية الكلمات الصرفية
إذ يمكنك معرفة من خلال علم التصريف ما حدث للكلمة بجميع أنواعها الأسماء أو الأفعال من تغييرات، فقد يصيب الفعل تغيير في حركته أو زيادة أو نقص في حروفه تسبب تغيير في معناه أو يغيره من معرب لمبني أو العكس مثال عندما نقول : قَرأَ، وقُرِئ، فكلاهما يمتلك شكل مختلف عن الآخر، مما أحدث بدوره اختلاف في المعنى بسبب اختلاف الشكل، فعلم الصرف يبحث في هذه الزيادات أما الأسماء فقد تتغير الأسماء من كل لكلمة، وتمتلك الكلمة مشتقات متعددة، ويمتلك كل مشتق معنى خاص به وشكل مختلف.
معرفة المعاني المستفادة من الحروف الزائدة
يساعد علم التصريف على معرفة معاني الكلمات التي بها حروف زائدة حيث أنه قد يزداد على أصل الكلمة بعض الحروف التي تسبب زيادة في المعنى، وهذه المعاني تدل على عدة دلائل مثل:
- معاني الزيادة مثل أفعل، وتدل على التعدية أي تعدي الفعل لمفعول جديد بعد دخول همزة التعدية عليه مثال أنجح المعلم الطالب.
- الصيرورة مثل ألبن الرجل أي صار ذا لبن.
- السلب والإزالة.
- مقابلة الشيء على صفة مثل أكرمت زيدًا.
- الاستحقاق مثل أزوجت الفتاة أي استحقت تلك الفتاة الزواج.
- التعريض مثل أبعت الملابس أي عرضتها للبيع.
- التمكين.
معرفة الميزان الصرفي
يساعد التصريف في اللغة العربية في معرفة ميزان الكلمات الصرفي حيث تتعدد الكلمات في اللغة العربية في بنائها، وقد تختلط على متحدثي اللغة ودارسيها لذا كان لابد من وجود شئ يمكن به التمييز بين تلك الأبنية المختلفة، ولذا يساعدنا علم الصرف في معرفة وزن الكلمات وإظهار الاختلافات في بنية الكلمات.
جعل علماء التصريف كلمة فعل من الثلاثة حروف ف ع ل ميزان الكلمات، وذلك يرجع لأن معظم كلمات اللغة العربية تتألف من ثلاثة حروف وقلة قليلة تتكون من من أربعة أو خمسة حروف، ويتسم الميزان بتحديده لسمات الكلمات، وإظهار إن كانت تلك الكلمة مجردة أم مزيدة وناقصة أم تامة مثال كلمة استقبل على وزن كلمة استفعل لذا نلحظ أن الزيادة في حرفي الألف والسين والتاء.
تصنف معظم الكلمات في اللغة العربية بأنها ثلاثية على وزن قرأ، فيكون الميزان الخاص بها فعل أو رباعية الأصل مثل زلزل، فتكون على وزن فعلل، ونقوم بزيادة الميزان وفقاً لما يزداد على الأحرف الأصلية للكلمة، وتوجد بعض الأوزان الخماسية أيضاً التي على وزن فعلل.
التفريق بين الأسماء العربية والأسماء الأعجمية
توجد الكثير من الأسماء الأعجمية الدخيلة على على اللغة العربية، والتي يتم استخدامها كاستخدام الأسماء العربية لكنها لا يتم وزنها أي ليس لها جذر ثلاثي، فلا يوجد لها أصل عربي تم اشتقاقها منه، كما أن لها إعراب خاص، وقد تكون البنية الخاصة بها مشابهة لبنية الأسماء العربية، وقد تكون بنيتها لا تتوافق مع أبنية الكلمات العربية مثل كلمة الياقوت، ويساعد التصريف في اللغة العربية في معرفة الفروقات بين تلك الكلمات العربية والأعجمية حيث يحدد قواعد للتفرقة بينهما.
فهم المفردات والمعاني بنصوص الشعر والنثر
نصوص الشعر والنثر المختلفة تتطلب لفهمها التركيز على معاني الكلمات في مضمون سياق الجملة، والبنية التي تتكون منها من أجل إدراك المعنى الذي تدل عليه تلك المفردات لذا يتم الاستعانة بالتصريف في اللغة العربية لمعرفة المراد من النصوص الشعرية والنثرية المختلفة حيث يعتمد التصريف في تفسير المعنى الكلي للنص الشعري أو النثري على فهم معاني الكلمات بالإضافة إلى عدة أمور أخرى.
التقليل من الأخطاء اللغوية
بسبب علم التصريف نتمكن من تقليل الأخطاء اللغوية الشائعة في التحدث والكتابة باللغة العربية حيث يبحث علم التصريف في أصل الكلمة، وبنائها اللغوي لتجنب الأخطاء اللغوية التي يمكن أن تحدث خلال الكتابة، وعلم التصريف يختص بكتابة الكلمة كتابة صحيحة، ويتبع قواعد وأصول محددة ودقيقة.
تابع المزيد: تأثير اللغة العربية على اللغات الأخرى
غايات التصريف في اللغة العربية
يمتلك التصريف غايتان في اللغة العربية : الغاية الأولى غاية معنوية تتمثل في سلسلة مقالات حول اللسانيات النظرية والوصفية والتطبيقية وكذلك العلوم المتصلة، وهي عبارة عن صياغة صيغ جديدة لإثراء اللغة وتقديم معاني متعددة لها، فإذا أردت أن تدل على حدث مرتبط بزمن معين نستخدم فعل في صيغة ذلك الزمن أما إن كنت ترغب بالتدليل على حدث مجرد من الزمن نقوم باستخدام مصدر الفعل أما إن رغبت في أن تدل على من قام بذلك الحدث أو من وقع عليه الحدث نستخدم المشتقات من اسم الفاعل واسم المفعول كذلك حيث يسهم علم التصريف بتزويد اللغة العربية العظيمة بكم من الثراء اللغوي والإيجاز عن طريق الجمع بين معنى الكلمة ودلالتها الصرفية.
تعتبر الغاية الأخرى من غايات علم الصرف غاية لفظية، وهي تحقيق خفة في الصوت حيث نقوم بتغيير حركات الكلمة أو أحرفها من أجل إزالة مظاهر الثقل في النطق عن اللفظة.
ختاماً نكون قد قدمنا مقالة وافية حول التصريف في اللغة العربية، وأهميته، وغاياته حتى يكون هذا المقال مرجعاً لك في حالة عدم معرفتك بماهية هذا العلم، فإن كنت تبحث عن أفضل موقع لتعلم علوم العربية، فستجد بموقعنا عش العربية كل ما ترغب في معرفته.