مفهوم الحفاظ على الغنة

الحفاظ على الغنة هي من أهم الضوابط التي يجب إتباعها أثناء قراءة القرآن الكريم هي أحد الأمور التي يجب أن يتعلمها من يقرأ القرآن الكريم، ويتصل ظهور الغنة من خلال نطق حرفي النون والميم، فالغنة هي عبارة عن صوت يصدر من قارئ القرآن الكريم ولكن هذا الصوت يكون من الخيشوم الخاص بالقارئ ولكن لإصدار الغنة وظهورها أثناء النطق لابد من إتباع عدة أحكام التي تختص بحرفي النون والميم والتنوين، فناك فوائد عند تعلم علم التجويد ومبادئه ولعل أهمية إتباع هذه المبادئ هي أن القارئ يقرأ القرآن قراءة محكمة مجودة وصحيحة.

مفهوم الحفاظ على الغنة

الحفاظ على الغنة
الحفاظ على الغنة

إن الحفاظ على الغنة من أهم مبادئ علم التجويد التي يختص ظهورها في حالة نطق التنوين أو النون أو الميم، ولعل الجدير بالذكر أن تعريفات ومصطلحات الغنة كثيرة ومتعددة ولكن الكثير من العلماء اتفقوا على أن الغنة لغة واصطلاحا عبارة عن صوت له رنين يصدر من الخيشوم القارئ، أما تعريف الغنة اصطلاحا هي عبارة عن صوت خفيف يصدر من الخيشوم ولا يصدر عن اللسان بل يصدر من اللهاة والأنف وهو يعد صوت مركب في حرفي النون والميم سواء كانوا مشددتان أو متحركتان او ساكنتان، فتكون الغنة في حرفين في الكلمة الواحدة أو في كلمتين.

والجدير بالذكر أن الذي يمنع ظهور الغنة أحيانا إذا كان هناك تباعد في المخرج وهذا ما نجده في النون إذا جاء بعدها الحروف الحلقية ومنها الهمزة والحاء والخاء والعين والغين وأخيرا حرف الهاء الذين إذا لحقوا النون  فلا تظهر الغنة على الإطلاق بل تنطق النون ظاهرة

مخرج الغنة وقدرها

نوضح هنا موضع مخرج الغنة وقدرها في اللغة من خلال السطور التالية:

مخرج الغنة

إن الحفاظ على الغنة يكون من خلال الحفاظ على إخراج صوت الغنة من مخرجه الصحيح وقد حدد الكثير من العلماء والفقهاء المخرج المحدد للغنة،
ولعل الجدير بالذكر أن مخرج الغنة والصوت الصادر عن الخيشوم يكون مختلف بحسب اختلاف الحكم الخاص بالنون والميم،
فإن أحكام النون والميم أربعة أحكام معروفة ومنها حكم الإدغام والإخفاء والإقلاب ومنها حكم الإظهار ولكل حكم صفاته الخاصة وصوت خاص يصدر منه.

قدر الغنة

إن الحفاظ على الغنة يأتي من الحفاظ على قدرها الذي تنطق به والتي تكون بمقدار حركتان والملاحظ أن في حالة كونها أكثر من حركتان أو أقل هذا يعني خطأ في القراءة،
والجدير بالذكر أن بعض من العلماء أكد أن الغنة بمقدار حركة ونصف ولعل هذا خطأ شائع وذلك لأن بالنظر إلى الغنة نجد أنها تدل على حرف ومن الأكيد أن الحرف لا يقوم بأقل من مقدار الحركتان فنجد أن النطق الصحيح يكون بمقدار ما يسمى بالمد الطبيعي فقد تم الاتفاق من قبل الكثير من العلماء أن الغنة تكون بمقدار حركتان لا أكثر ولا أقل من ذلك.

شروط ظهور الغنة

الحفاظ على الغنة
الحفاظ على الغنة

لعل الحفاظ على الغنة أحد أهم العوامل التي تؤدي على الحفاظ على القراءة الصحيحة،
فهناك شروط لظهور الغنة والتي من أهمها أنه إذا كان الحكم الذي يلحقها إظهار فإن الغنة لا تظهر أما باقي الحكام تعمل على ظهور الغنة ولعل الجدير بالذكر أن الأحكام الأربعة الخاصة بأحكام  النون ثلاثة من هذه الأحكام يظهر فيها الغنة ومنها الإدغام والإقلاب والإخفاء أما عن حكم الإظهار فلا يظهر فيه الغنة.

 مع التأكيد على مراعاة التفخيم والترقيق الذي يخص الغنة الذي يعمل في النهاية على تحسين التلاوة وخاصة في حالة قراءة غير العرب  للقرآن لذلك يسعى الفقهاء على وضع الضوابط التي تحكم صوت الغنة الصادر من القارئ والدعوة إلى إعطاء كل صفة حقها دون إطالة أو نقص في نطق أي حرف والعمل على توظيف صفة الغنة أثناء التلاوة فيما يحقق استحسان سماع القرآن مما يحقق الراحة للقارئ المسلم.

والغنة منها: غنة مخففة مرققة  ومنها غنة مفخمة  في الحرف المخفي،
فإذا جاء بعدها حرف من حروف التفخيم (خ- ص- ض- غ- ط- ق- ظ) فالغنة حينها تتبع تفخيم الحرف ما بعدها المفخم،
أما إذا جاء بعدها باقي الحروف الأبجدية فهي بالضرورة يجب أن ترقق اتباعا الحرف المرقق ما بعدها.

مراتب الغنة 

إن الحفاظ على الغنة هي أمر فقهي يشغل تفكير معظم العلماء الذين حاولوا تقسيم الغنة إلى مراتب بحسب شدتها وقتها أثناء النطق والجدير بالذكر أن الكثير من العلماء اختلفوا على تقسيمات مراتب الغنة فمنهم من أكد أن مراتب الغنة ثلاث أصلية ومنها : المشدد والمدغم والمخفي ومنهم ذهب إلى تقسيم مراتب الغنة إلى ستة مراتب ومنها: الشدد المتصل و المشدد المنفصل، ومنها المدغم الناقص والمدغم المخفي و المظهر والمتحرك،
ولكن تم الاتفاق على تقسيم مراتب الغنة إلى خمس مراتب أساسية نجد أن الكثير من العلماء والفقهاء اتفقوا عليها:

تابع المزيد: تصريف الأفعال في اللغة العربية

المرتبة الأولى

الحفاظ على الغنة
الحفاظ على الغنة

مرتبة المشدد: تكون في النون والميم المشددتين فيجب فيها الحفاظ على الغنة،
أن الغنة في النون المشددة تكون أقوى من الميم لأن من الأصل أن النون المشددة هي الأصل أما الميم هي فرع منها فمن المعروف أن أصل الغنة في النون والميم ومقدارها يكون حركتان،
ويندرج تحت هذه المرتبة الإدغام التام  والإدغام التام والإدغام الشفوي 

المرتبة الثانية

هي مرتبة الإدغام الناقص: والجدير بالذكر أن الغنة تنتج في هذه المرتبة عن النون الساكنة في حروف الواو والياء ويكون مقدارها حركتان أيضا.

المرتبة الثالثة 

هي مرتبة الإخفاء: والغنة حينها تكون صادرة عن إخفاء النون الساكنة عند تلاقيها بأحد الحروف الإخفاء والتي منها ( ص- ذ- ث- ك- ج- ش- ق- س- د- ط – ز- ف- ت- ض- ظ) والجدير بالذكر أنه يلحق هذه المرتبة  غنة الإخفاء الشفوي وغنة الإقلاب أيضا،
في غنة الإخفاء الشفوي هي تنتج عن إخفاء الميم الساكنة عند تلاقيها بحرف الباء ومن الملاحظ أن الإقلاب يصدر في حالة كونه في كلمة واحدة أو في كلمتين،
أما غنة الإقلاب تكون في النون الساكنة والتنوين فمن المعروف أن حكم الإقلاب يكون في كلمتين أو في كلمة واحدة وينتج عد تلاقي النون الساكنة أو التنوين مع حرف الباء فيصدر غنة.

المرتبة الرابعة 

والتي تكون في السكن الذي يلحقه الإظهار والتي تكون في هذه المرتبة في النون والميم الساكنتين ومنها الغنة في الإظهار الحلقي والإظهار المطلق والإظهار الشفوي،
الإظهار الحلقي يظهر في النون الساكنة أو التنوين في حالة تلاقيها مع الحروف المحددة لحكم الإظهار والتي منها الهمزة والهاء والعين والحاء والخاء والغين،
فلا تكون الغنة ظاهرة.

المرتبة الخامسة

والتي تكون في المتحرك المخفف وهي تكون الغنة الناتجة من أصل النون والميم حيث أن الغنة لازمة فيهما والغنة في هذه المرتبة ناقصة والجدير بالذكر أن في هذه المرتبة يلحق بها النون والميم المتحركتين منعا لالتقاء الساكنين.

 

وفي الختام لابد التأكيد على أن الحفاظ على الغنة من خلال نطق غنة سلسة في نطقها دون إطالة أو مد زائد عن الطبيعي وعدم الوقوع في اللحن في قراءة القرآن

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.