الخوف عند الأطفال وكيف يتم علاج تلك المشكلة
تعد مشكلة الخوف عند الأطفال من المشاكل التي يعاني منها معظم الآباء فقد تخلف المخاوف من طفل إلى آخر ولكن الأمر ليس بالخطورة البالغة كما يعتقد البعض فهي ليست بالضرورة أن تكون مرتبطة بمرض عقلي أو نفسي ولكن ربما تلك المخاوف مؤقتة وتختفي مع الوقت، عليك أن تقلق في حالة واحدة وهي إذا تحول الخوف إلى هاجس نفسي يمنع الطفل من ممارسة حياته أو يومه بشكل طبيعي كبقية الأطفال.
الخوف ما هو إلا طبيعة فطرية توجد بداخلنا جميعًا كبار وصغار لكل شخص مخاوف من شيء معين فالبعض يعاني من وجود الحيوانات الأليفة مثل القطط أو الكلاب والبعض لديه فوبيا من المرتفعات والحشرات أو الظلام أو الأماكن المغلقة فالخوف شعور طبيعي لا ينجو منه أي شخص ولكن المهم أن لا تترك مساحة لتلك المخاوف أن تؤثر على ممارسة حياتك بشكل طبيعي.
طرق التعامل مع الخوف عند الأطفال الرُضع
لكي تستطيع التغلب على الخوف عند الأطفال الرُضع عليك أن تجعل طريقة سهلة ومرنة في التواصل مع الطفل تجعله متزن في علاقاته مع الآخرين تدريجيًا حتى يعتاد عليهم.
الكثير من الأطفال لديها رهبة من التجمعات أو الأشخاص الغير معتادة عليهم حاول قدر المستطاع أن تُخلق له روتين يساعده على ذلك.
كما يمكنك أيضًا أن تبني داخل الطفل الرضيع الثقة والتخلص من الخوف من خلال التواصل أو التقارب المنتظم من خلال التواصل البصري واللمس والتحدث إليه والغناء.
الخوف عند الأطفال الأكبر سنًا
يمكنك أن تتعرف على المخاوف التي تقابل طفلك أو ما يخشاه وذلك من خلال أسلوب التحاور وطرح الأسئلة وتشجعيه على التحدث معك لكي تتعرف على تلك المخاوف وتحاول أن تحلها معه.
حاول أن تأخذ تلك المخاوف على محمل الجد ولا تستهين بها أو تعلق على الكلام بالاستهزاء والسخرية،
ولكن حاول أن تضع له خطة أو طريقة تساعده بها على التخلص من تلك المخاوف،
وأن تبني بداخله طريقة الاعتماد على النفس والمواجهة حتى يتمكن من إدارة خوفه بنفسه.
ابدأ باستشارة طبيب نفسي إذا لم تجد حلاً للمشكلة وعليك أن تراقب سلوك الطفل لكي تعرف إذا ما تم تجاوز المشكلة،
أم الأمر بالفعل يستدعي لوجود طبيب نفسي والذي ينصح بأسلوب أو طريقة معينة في كيفية التعامل مع الطفل،
من خلال وضع الطفل في اختبارات تعرضه لتلك المخاوف ولكن بجرعات صغيرة وليست مرة واحدة حتى لا تزيد من رهبته.
وعلى سبيل المثال إذا كان الطفل لديه رهبة من القطط يمكنك أن تعرض له صور قطط صغيرة ودودة،
ابدأ في اللعب مع تلك القطة أمامه فإن ذلك يحفزه على تجربة الأمر بنفسه ويزيد من شغفه على مداعبتها،
وبالتدريج سيتم التخلص من تلك الرهبة وسيكون قادرًا على التعامل مع جميع القطط.
تعرف على أسباب الخوف عند الأطفال
الطفل في الجانب الآمن دائمًا إذا ما تحولت مشكلة الخوف إلى مشكلة معقدة تؤثر على سلوكه أو تصرفه وعليك أن تتعرف على أهم أسباب الخوف الزائد عن الطفل:
- قد يتسبب خوف الأهل الأكثر من اللازم عند تعرض الطفل لإصابة ما أو عند السقوط فإن ذلك يزيد من توتر الطفل وارتباكه دائمًا حاول أن تتصرف مع الأمر بصبر أو عقل لكي تطمئنه.
- حاول أن لا يكون التعليق سلبي طوال الوقت على طريقة الحل التي يتبعها الطفل فإذا كان لديك تعليق على ذلك قم بتوجيهه بصورة لائقة حتى تزيد من ثقته بنفسه وتجعله دائمًا يعتمد على نفسه.
- كثرة العقاب والتهديد لا يجدي مع الطفل نفعًا بل يزيد من مخاوفه وينعكس على شخصيته.
- كما يؤدي التوتر الأسري وكثرة المشاكل والخلافات يزيد من توتر الطفل وافتقاده لمشاعر الاحتواء والحنان.
- كذلك يؤدي تعلق الطفل وارتباطه بالأهل فإذا أظهرت الأم أو الأب للطفل مخاوفهما من شيء ما فإن ذلك سينتقل إلى الطفل.
- كما يؤدي تعرض الطفل للإهانة على أقل التصرفات سواء كان في المنزل أو المدرسة فإن ذلك يجعله خائفًا طول الوقت من كل شيء حوله.
ما هو الفرق بين الخوف عند الأطفال والفوبيا
- هناك فرق بين الفوبيا والخوف الطبيعي، فالخوف الطبيعي يواجه الطفل في السنة الأولى حيث يكون خائفًا من الأشياء حوله،
وفي بعض المواقف قد يكون رد فعله الصراخ أو البكاء ولكن هذا الأمر ليس له أي علاقة بشخصية الطفل في المستقبل. - سيتجاوز هذا الخوف بمجرد أن تعطيه إحساس الأمان والدفء ومع تقدم العمر لن يصبح خائفًا من نفس الأشياء.
- ولكن الأمر مختلف تمامًا في حالة الفوبيا فقد تجد الطفل يظهر عليه أعراض جسدية مثل الارتباك والتعرق والرعشة،
والتلعثم في الكلمات أو في التعبير مع برودة الأصابع وسرعة ضربات القلب. - وفي بعض الحالات يرتبك الطفل ويبدأ أن يبحث عن مكان يختبئ به بعيدًا عن الموجودين حوله.
اقرأ أيضًا: العوامل المؤثرة في بناء الشخصية
كيف أعالج الخوف عن الطفل من الغرباء
أمر الخوف عند الأطفال من الغرباء تحديدًا أمرًا طبيعيًا وتحديدًا عند الأطفال الصغيرة التي تهرب إلى غرفتها،
أو تختبئ عند رؤية ضيف أو شخص لم تعتاد على رؤيته وقد ترجع تلك المشكلة إلى الانغلاق على الطفل،
وكذلك عدم توفير حياة اجتماعية شاملة والحل هو أن تقدم له في روضة الأطفال.
أو في نادي لكي تزيد من حلقة الأشخاص التي يراها يوميًا بدلاً من اعتياده على رؤية الأشخاص التي تعيش معه في نفس المنزل كل يوم.
كيف أعالج طفلي من الخوف ؟
هناك بعض الأطفال التي تخشى ممن حولها حتى وإن كان في نفس السن وعلى سبيل المثال،
إذا تعرض طفلك للضرب من طفل آخر ولم يقوم بأي رد فعل من أجل الدفاع عن نفسه فعليك حينها أن تقومي بتوعيته بذلك،
أن يكون له رد فعل طبيعي وليس عنيف من خلال الاشتراك له في رياضة ما تساعده على بناء ثقته بنفسه،
واستلهام رد الفعل من تلقاء نفسه دون أن يطلب المساعدة من أحد.
الخوف عند الأطفال من الظلام والعفاريت
أغلب الأطفال إذا لم يكن جميعهم يخافون من الظلام ويعتقدون بأن الخيال الموجود على الحائط هو العفريت،
كما يعتقدون بأن هناك ساحرة شريرة أسفل السرير كلها معتقدات عند جميع الأطفال يمكنك تجاوزها مع طفلك من خلال
عدم السماح للطفل بمشاهدة أفلام الرعب أو القصص الخيالية التي تتحدث عن ذلك،
حاول دائمًا أن تقص له روايات مسلية وطريفة قبل النوم.
اقرأ أيضًا: مرحلة الطفولة المتأخرة
نصائح هامة للتعامل الطفل
- الأسرة عليها عامل كبير في تشكيل شخصية الطفل فإذا كنت تقدم لطفلك العطف والمشاعر التي يحتاجها،
فإن ذلك سينعكس على شخصيته وأيضًا إذا كنت تعامله بقسوة وعنف فإن ذلك سينعكس على سلوكه وشخصيته. - كما يجب على الأسرة أن توفر بيئة سوية للطفل قائمة على النقاش والاستماع والتحاور فالأمر ليست مجرد أوامر يتم تنفذيها
- اجعل لطفلك دائمًا مساحة احترام أن تسمع رأيه أولاً قبل أن ترفض أو توافق على ما يطلبه.
- كما يجب أن تشعر الطفل بأنه صديقك المقرب وليس مجرد شخصًا عاديًا في يومك،
حاول أن تشاركه اهتماماته وما يحب ولا تسفه أبدًا من حجم مشاكله أو مخاوفه أو حتى اهتماماته.