ما هي الصلة بين الغنة والتشديد في علم الأصوات؟
الصلة بين الغنة والتشديد في علم الأصوات تعتبر صلة وطيدة حيث أن جميع الأصوات الأنفية تحتوي على مكونات ثابتة إلى حد كبير تعتمد في إخراجها عند النطق على استخدام الممر الأنفي والحلق بالتحديد.
ومن خلال هذا المقال سوف نتعرف على العلاقة بين كلًا من الإدغام والتشديد من خلال شرح الغنة الكاملة والغنة الناقصة ودرجة التشديد في كلًا منهما حتى يتضح الفرق وتظهر الصلة.
الصلة بين الغنة والتشديد في علم الأصوات
في علم الأصوات تكون الغنة في حرفي الميم والنون، وحتى يتم نطق الغنة بالشكل الصحيح يكون هناك تشديد في الحرفين، وحتى يمكننا توضيح مدى التشديد في حروف الغنة يجب أن نتعرف أوًلا على مراتب الغنة، وهي كما يلي:
- الغنة الكاملة في النون والميم المشددتين، وتكون في حرف النون أقوى من حرف الميم، مثل “لن نصبر” و”الجنة”، أما في الميم تأتي في كلمة مث “حمالة الحطب”.
- كذلك الغنة التي تأتي من إدغام النون الساكنة في الواو والياء، مثل “من ولى” أو “من يعمل”.
- غنة بإخفاء النون الساكنة في حرف النون عند الإخفاء، مثل “الإنسان”- “أنفسهم” وأيضا الغنة التي تأتي عند إخفاء حرف الميم الساكنة عند التقائها مع الباء، مثل “ترميهم بحجارة”
- الغنة الناقصة وهي الغنة التي تظهر عند نطق حرفي الميم والنون الساكنتين المظهرتين ويكون زمنها حركة واحدة فقط مثل “أنعمت عليهم”.
- كما أن الغنة الناقصة بالكامل وهي الغنة التي تظهر عند نطق حرف النون والميم المتحركتين ويكون زمنها حركة واحدة مثل “نمارق”.
اقرأ أيضًا: ما هي أنواع الأفعال في اللغة العربية؟
حكم النون والميم المشددتين
لتوضيح الصلة بين الغنة والتشديد في علم الأصوات حكم النون والميم المشددتين يقصد به كل نون وميم مشددة يكون فيها غنة بمقدار معين وهو مقدار حركتين، ويكون هذين الحرفين المدغمين على أن يكون الحرف الأول ساكن والثاني متحرك.
ويقصد بالحرف المشدد هو الحرف المتكرر مرتين متتاليتين في النطق فقط وليس في الكتابة، إذ يعبر عنه في الكتابة من خلال كتابة الحرف ووضع الشدة عليه فقط دون كتابته، كون الحرف الأول منهما ساكن أما الثاني فهو الحرف المتحرك.
كذلك الأمر بالنسبة للميم المشددة هي عبارة عن حرفي ميم متتاليين في النطق وليس في الكتابة الأول ساكن والثاني متحرك، وينقسم حرفي الميم والنون إلى قسمين الأول متصل والثاني منفصل، وفي كلا القسمين تجب الغنة.
وأما عن حكم الغنة في الميم والنون المشددتين الذي يكون بمقدار حركتين يطلق عليه حرف غنة مشدد، وذلك لأن الغنة من الصفات اللازمة للميم والنون في علم الأصوات.
ما هي الغنة؟
حتى يمكننا معرفة الصلة بين الغنة والتشديد في علم الأصوات يجب أن نتعرف ما المقصود بالغنة، وهي في علم التجويد وعلم الأصوات الصوت الذي يخرج من الخيشوم أو الأنف، وقد أورد هذا التعريف علماء اللغة وعلى رأسهم سيبويه.
وقد ورد في تعريف آخر أنها الصوت الذي يجري في الأنف أو الخيشوم مجرى حروف اللين والمد في المواضع الخاصة بها، والتشبيه هنا يأتي من أن حروف المد تجري بلين في الفم والحلق وكذلك حروف الغنة ولكنها تجري من خلال الحلق والأنف أو الخيشوم، وأن حروف الغنة تكون الميم والنون المشددتين أو الساكنتين أو المتحركتين، وتختلف شدة الغنة مع التشديد أو عدمه كما سبق وأوضحنا
شروط الغنة
هناك شروط يجب أن تتوفر حتى تقع الغنة لحرفي الميم والنون وهي:
- أن يكون الحرفين ساكنين وليسا مشددين.
- ألا يكون هناك إظهار في الحرفين عند النطق.
أقسام حرفي النون والميم المشددتين
سوف نتعرف على النون والميم المشددتين في قسميها بشيء من التفصيل حتى يمكن توضيح حكمهما بشكل أكبر، وهما كالتالي:
حرفي النون والميم المشددتين المتصلين
الحرف المتصل هو عبارة عن حرف النون والميم المشددة الذي ياتي مع الكسر أو الفتح أو الضم ويكون في كلمة واحدة وليس في كلمتين متتاليتين، بحيث لا يمكن فصلهما عن بعضهما ويأتي في ستة صور كما يلي:
- النون المشددة المفتوحة والتي تأتي في كلمات مثل “إِنَّ”.
- حرف النون المشددة التي تأتي مع الكسر كما هو في كلمة “إِنِّي”.
- النون المشددة التي تأتي مع الضم كما هي في كلمة “جَانٌّ”.
- الميم المشددة التي تأتي مع الفتح، كما هو في كلمة “أمَّا”.
- الميم المشددة التي تأتي مع الكسرة كما في كلمة “فلِأُمِّه”.
- وآخر حرف هو الميم المشددة التي تأتي مع الضمة كما هو الحال في كلمة “وأُمِّه”.
اقرأ أيضًا: ما هي مواضع الغنة في القرآن الكريم
حرفي الميم والنون المنفصلين
أما عما يصل بين الغنة والتشديد في علم الأصوات في حرفي النون والميم المشددتين والمنفصلين فيقصد به ما جاء في كلمتين إذا ما اجتمعتا وجاءتا بالتوالي تحدث الغنة والتشديد، وأما عندما يفترقا فإن التشديد يزول عنهما وبالتالي تزول الغنة، وذلك كما جاء في الآية “وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ”، فانظر هنا إلى الميم في كلمة لكم والتصاقها في النطق مع كلمة ما التي تليها وما تحدثه من غنة عند النطق إذ يتعذر أن يخرج الحرفين إلا من خلال الخيشوم ما يعني وجود الغنة الكاملة.
موقع الميم والنون المشددتين في الكلمة
عندما نتحدث عن النون والميم المشددتين من حيث كتابتها وموقعها في الكلمة نجد أن الشدة دائما ما تأتي في وسط الكلمة أو في آخرها، ولا يمكن أبدا أن تأتي في أول حرف من الكلمة، وذلك بسبب السكون الذي يكون عادة في الحرف الأول عند التشديد، فكما عرفنا أن الحرف المشدد هو عبارة عن حرفين متتاليين أولهما يكون ساكن والثاني متحرك، وبالتالي فإنه وفقا لأصول اللغة العربية لا تبدأ الكلمات أبدا بحرف ساكن.
بالنسبة لوضع تشكيل الشدة على حرفي الميم والنون الساكنة الموجودة في بعض الكلمات في القرآن الكريم على الحرف الأول فهي تكون علامة على وجود إدغام بغنة وهو لا يعني وقوع حرف الغنة المشدد في بداية الكلمة.
من أمثلة الكلمات التي جاءت في بعض آيات القرآن الكريم والتي وضع شدة على أول حرف بها: “حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ” و”مِن نِّعمَةٍ”، وهنا نلاحظ أن الإدغام مع الغنة جاء من التقاء حرف النون الأخير في الكلمة مع حرف النون الأول في الكلمة التي تليها.
وقد ورد شرح أحكام النون والميم المشددتين وحكم الغنة فيهما بالتفصيل في كتاب تحفة الأطفال للشيخ الإمام سليمان الجمزوري رحمه الله.
حكم النون والميم الساكنتين
بعد أن شرحنا الصلة بين الغنة والتشديد في علم الأصوات وأحكام النون والميم المشددتين، نتعرف على حكم الغنة في ذات الحرفين ولكن مع السكون.
يوضح السمرقندي أن الغنة تأتي مع حرفي الميم والنون الساكنتين دون المتحركتين، فإذا تحرك الحرف لم تكن هناك غنة وكان عمل الصوت من اللسان والشفتين وليس الأنف والحلق، لذلك تجد أن الشخص الذي يعاني من الزكام مثلا لا يستطيع إخراج النون والميم المتحركة من الفم واللسان ولكن ينطقها من مجرى الخيشوم.
إذا لم يكن بعد النون والميم الساكنة حرف آخر لم يكن هناك غنة مثل كلمات من وعن التي يمكن نطقها بوضوح عن طريق الفم
بهذا نكون قد تعرفنا على الصلة بين الغنة والتشديد في علم الأصوات من خلال توضيح حكم كل منهما في علم الأصوات وعلم التجويد.