العقوق في قصص الأنبياء والمرسلين
دعونا نتحدث اليوم عن العقوق في قصص الأنبياء والمرسلين، حيث أن الله سبحانه وتعالى أوجب على كل عباده واجبات وحقوق، وأحب من عمل بها وأقامها، ومن الحقوق التي أحقها الله سبحانه وتعالى على كل عباده ويعد أحق الحقوق بعد حق الله سبحانه وتعالى هو حق الوالدين.
أوجب الله سبحانه وتعالى حق الوالدين وحث على أن طاعتهما من طاعته، حيث أنه قال في كتابة الكريم”وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا”.
العقوق في قصص الأنبياء والمرسلين
سوف نتحدث اليوم عن العقوق في قصص الأنبياء والمرسلين، حيث أنه يوجد قصة توضح أن سخط الأم يحد من النطق بالشهادة، وتشتمل تلك القصة على ما يلي:
- حكي أنه بزمن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يوجد شاب يدعى بعلقمة وكان يجتهد فى طاعة الله سبحانه وتعالى بشكل كبير من خلال الصوم والصلاة والصدقة، ومرض وزاد مرضه فأرسلت امرأته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت أن زوجي علقمة في النزع فرغبت في أن أعلمك بحاله يا نبي الله.
- فقام النبي عليه الصلاة والسلام بإرسال صهيب وعمار وبلال وقال “امضوا إليه ولقنوه الشهادة” فمضوا عليه ودخلوا فوجدوه فى النزع ثم ظلوا يلقنونه لا إله إلا الله وكان لسانه لاينطق بها.
- بعد ذلك أرسلوا إلى رسول الله يخبرونه أنه لا يتمكن لسانه من نطق الشهاده.
- قال رسول الله: هل أحد من أبويه على قيد الحياة؟
- قيل: يا نبي الله له أم كبيرة في السن.
- أرسل إليها رسول الله وقال: قل لها أن قدرت على السير إلى نبي الله وإن لم تقدري قري فى البيت حتى يأتيك.
اقرأ أيضًا: قصص عن الصدق في عهد الرسول
حديث النبي مع أم علقمة
- جاء لها النبي فأخبرها بقول نبي الله وقالت: نفسي له الفداء، فأنا أحق بأتيانه
- فقامت بالتوكأ على عصا وجاءت إلى نبي الله، وسلمت فرد عليها السلام وقال :يا أم علقمة كيف كان حال علقمة ولدك؟
- قالت: يا نبي الله كان كثير الصيام وكثير الصلاة وكثير الصدقة.
- قال نبي الله صلى الله عليه وسلم فما كان حالك؟
- قالت: يا نبي الله أنا عليه غاضبة.
- قال: ولم أنتِ عليه ساخطة؟ قالت: يا نبي الله يؤثر على زوجته ويعصينى، فقال نبي الله: “إن سخط أم علقمة كان سبب في منع لسان علقمة من الشهادة”.
- بعدها قال: يا بلال انطلق واجمع لى الكثير من الحطب.
- قالت: يا نبي الله وما تصنع به؟
- قال: سوف أحرقه بالنار بين يديك.
- قالت: يا نبي الله ولدى لايحتمل قلبي أن تحرقه بالنار بين يداي.
- قال رسول الله: يا أم علقمه عذاب الله سبحانه وتعالى أشد وأبقى، فإن رغبتي في أن يغفر الله سبحانه وتعالى له فارضي عنه فوالذي نفسى بيده علقمة لا ينتفع بصدقته ولا بصلاته ولا بصيامه مادمتي عليه ساخطة.
- قالت أم علقمة: يا نبي الله إني أشهد الله سبحانه وتعالى وملائكته ومن حضرنى من المسلمين أنى رضيت عن علقمة ولدي.
تلقين علقمة شهادة أن لا إله إلا الله(العقوق في قصص الأنبياء والمرسلين)
- قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: إنطلق يا بلال إلى علقمة وأنظر هل يتمكن من أن يقول لا إله إلا الله أو لا، لعل أم علقمة تحدثت بما ليس بقلبها حياء منى، وأنطلق بلال وسمع علقمة من الدار يقول لا إله إلا الله.
- دخل بلال وقال: يا أيها الأشخاص إن سخط أم علقمة منع لسانه عن الشهادة ورضاها أطلق لسانه.
- بعدها مات علقمه وحضر نبي الله وأمر بغسله وكفنه وبعدها قام بالصلاة عليه وحضر دفنه.
- بعدها قام على شفير قبره فقال: يامعشر المهاجرين والأنصار من يفضل زوجته على أمه فيكون عليه لعنة الله سبحانه وتعالى وملائكته وكل الناس أجمعين، فلا يقبل منه الله صرف ولا عدل إلا أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى ويحسن إليها ويطلب رضاها فرضى الله سبحانه وتعالى برضاها وسخط ربنا في سخطها.
اقرأ أيضًا: قصة عن بر الوالدين.. أجمل القصص للأطفال
خطب عن العقوق في قصص الأنبياء والمرسلين
أيها المسلمون عباد الله سبحانه وتعالى، لقد أكثر رسول الله عليه الصلاة والسلام في الحث والتشجيع على طاعة الوالدين، كما أنه حذر من مخالفتهم، حيث أن كتب السنة ذكرت جملة من الأحاديث ما بين مرهبة ومرغبة، منها ما قام بذكره الإمام المنذري رحمه الله عليه في كتابه الترغيب والترهيب، وقام بتصحيحه الشيخ الألباني رحمهما الله وهاكم بعض منها لكي تعلموا ما للوالدين من قدر عند الله سبحانه وتعالى:
ذكر الإمام المنذري رحمه الله عليه عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر وقال: “إن جبريل عليه السلام أتاني فقال : من أدرك شهر رمضان ، فلم يغفر له ، فدخل النار ؛ فأبعده الله ، قل : آمين ، فقلت : آمين ، ومن أدرك أبويه أو أحدهما ، فلم يبرهما ، فمات ، فدخل النار ؛ فأبعده الله ، قل : آمين . فقلت : آمين ، ومن ذكرت عنده ، فلم يصل عليك ، فمات ، فدخل النار ؛ فأبعده الله ، قل : آمين . فقلت : آمين”
خص الله سبحانه وتعالى الكبر في الوالدين، وطلب طاعتهما في حالة كبرهما، وذلك لزيادة حاجتهم إلى أولادهم، حيث أنه عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: “قال نبي الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة حرم الله عليهم الجنة، مدمن الخمر، والعاق، والديوث الذي يقر الخبث في أهله”.
وأيضًا عن أبي أمامة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاثة لا يقبل الله منهم يوم القيامة صرف، ولا عدلاً، عاق، ومنان، ومكذب بالقدر”.
في سياق الحديث عن العقوق في قصص الأنبياء والمرسلين، عن عمرو بن مرة الجهني رضي الله عنه -قال أتى أعرابي إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم، وقال: يا نبي الله شهدت أن لا إله إلا الله، وأنك نبي الله، وصليت الخمس صلوات، وأديت زكاة مالي، وصمت رمضان، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: “من مات على ذلك كان مع النبيين، والصديقين، والشهداء يوم القيامة، هكذا، ونصب أصبعيه ما لم يعق والديه”
إضافة إلى ذلك، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “رضا الله في رضا الوالدين، وسخط الله بسخط والدين”
هنا نكون وصلنا لنهاية مقالنا الذي من خلاله تم التحدث عن العقوق في قصص الأنبياء والمرسلين، حيث أن الله سبحانه وتعالى ورسوله وصوا على طاعة الوالدين والتعامل معهم بشكل جيد لأن راضهم يكون من رضا الله سبحانه وتعالى.