ما هي الغنة في التلقي القرآني

الغنة في التلقي القرآني هي عبارة عن إصدار صوت يكون له رنين يدل على الخشوع، وتتبع كل الحروف التالي وهي النون والميم عند القيام بتحقيق العديد من حالات إحكام التجويد، كما أن الغنة هي التي تصدر من التجويف الداخلي للأنف غير أن صوتها يخرج من مكانين وهم الفم والأنف.

 فلو نطق القارئ الغنة وقام بإغلاق أنفه يمكن أن يتسرب الصوت من خلال الفم ويختنق، ولو أغلق الفم أثناء النطق بالغنة لقام الميم بالتسرب من الأنف، ومن خلال هذا المقال سوف نتعرف على ما هي الغنة وما هي مراتبها والمواضيع المرتبطة بها.

الغنة في التلقي القرآني

الغنة في التلقي القرآني
الغنة في التلقي القرآني

إن الغنة هي صوت يخرج من الخيشوم، حيث يشير مصطلح الغنة إلى الصوت الذي ينشأ في التجويف الداخلي للأنف المعروف بالخيشوم، ويعتبر الأنف هو المسؤول الأساسي عن الخيشوم في تكوين الغنة، وغالبًا ما تكون الغنة مرتبطة ببعض الحروف المعينة والتي منها النون والميم المشددة في تلاوة القرآن الكريم.

 يتطلب تلاوة القرآن العمل على التجويد الدقيق في نطق الحروف من مخارجها الصحيحة، وهو ما يشمل الغنة وغيرها من أشكال التجويد والتي منها المد والجهر، وتتمثل خصوصية الغنة في أنها تخرج من الخيشوم من دون استخدام اللسان، ويمكن العمل على تمديدها بحركة تعادل قبضة الإصبع أو بسطه من دون تمهل أو عجالة.

مراتب الغنة في التلقي القرآني 

الغنة في التلقي القرآني يوجد بها حوالي 5 مراتب على أرجح أقوال علماء التجويد، وهي التي نقوم بالعمل على توضيحها في النقاط التالية:

مرتبة المشدد

هذه المرتبة هي التي تتعلق بالحروف المشددة والتي منها النون والميم، حيث يكملان الغنة بشكل كامل، ويكون الغنة داخل النون المشددة أكثر اكتمال وقوة مقارنة بالميم المشددة، تعتبر الغنة في النون والميم تأتي من أصلهما، كما في الكلمات التالي (حمّالة الحطب) و(تلك الجنّة)، وهنا يتم تعريف مقدار الغنة بحركتين.

تتبع هذه المرتبة مجموعة كبيرة من القواعد الأخرى والتي منها الإدغام التام والإدغام الشفوي، حيث يحدث الإدغام عند التقاء كل من النون الساكنة بحرف من حروف الإدغام الكامل المشددة، كما في كلمة (نرمل)، أما الإدغام الشفوي فهو يحدث عند التقاء الميم الساكنة بالميم المشددة في الكلمة التالية.

مرتبة الإدغام الناقص 

الإدغام الناقص هو أحد مراتب الغنة في التلقي القرآني، حيث يكون الإدغام الناقص ناتج عن وجود اجتماع ما بين النون الساكنة مع حرفي الواو والياء، حيث يعتبران من حروف الإدغام الناقص، من أهم الأمثلة في الآيات: (فمن يعمل) و(من ولي)، وهنا يكون مقدار الغنة في تلك المرتبة يكون بحركتين وهو مقدار المعروف داخل علم التجويد.

الإخفاء

الغنة في التلقي القرآني
الغنة في التلقي القرآني

يحدث الإخفاء عندما يلتقي كل من النون الساكنة مع أحد حروف الإخفاء الحقيقي، وهي التي تكون في بداية القليل من الأبيات الشعرية، ومن أهم الأمثلة على ذلك هي كلمة الإنسان وأنفسهم وهنا يكون مقدار الغنة داخل هذه المرتبة يكون بحركتين.

 

ويلحق بهذه المرتبة من الغنة الإخفاء الشفوي وهي التي تحدث عندما يلتقي الميم الساكنة بحرف الباء، وذلك سواء في كلمة واحدة أو في كلمتين متتاليتين، والتي منها (يعتصم بالله) و(ترميهم بحجارة).

 

 تأتي غنة الإقلاب وهي عبارة عن الغنة التي تحدث عندما تلقي النون الساكنة بالباء، سواء في كلمة واحدة أو في كلمتين متتاليتين، وتكون الغنة للميم التي تقع فوق النون، كما في قوله الله سبحانه تعالى: (من بعد ما قنطو).

مرتبة الساكن المظهر 

في المرتبة الرابعة من قواعد الغنة في التلقي القرآني تأتي مرتبة الساكن المظهر والغنة، في هذه المرتب، تحدث الغنة داخل النون والميم الساكنتين المظهرتين فقط، ويثبت في تلك المرتبة أصل الغنة فقط من دون إظهارها بحركات، وتتضمن الغنة في تلك المرتبة ثلاثة أنواع وهم كالتالي:

 الغنة داخل الإظهار الحلقي

 وهي عبارة عن الغنة التي تحدث عندما يلتقي النون الساكنة بأحد من حروف الإظهار الحلقي، وهي عبارة عن الحروف التي تقع في بداية البيت الشعري، في هذه الحالة تكون الغنة غير ظاهرة ولا يظهرها القارئ بحركات وذلك كما في قوله تعالى (من غير سوء).

 الغنة داخل الإظهار المطلق

 وهي الغنة التي يمكن أن تحدث عندما يلتقي النون الساكنة بأي من حروف الإدغام، وتكون في كلمة واحدة فقط، وتلك الحروف هي: (الدنيا، صنوان، قنوان، بنيان).

 الغنة داخل الإظهار الشفوي

 وهي عبارة عن الغنة التي تحدث عندما يلتقي الميم الساكنة بأي من حروف الإظهار الشفوي، ولكن باستثناء حروف الإدغام والإخفاء الشفوي.

المتحرك المخفي 

وهو من ضمن مراتب الغنة في التلقي القرآني وهي الغنة التي تحدث نتيجة لوجود النون والميم وإلزامهم بالغنة، في تلك المرتبة الغنة في النون والميم تكون شرط لازم كما أنها تكون قدر ممكن، ومن أهم الأمثلة على ذلك (مريم) و(نمارق)، ويتم إضافته إلى هذه الكلمات النون والميم المتحركتين من أجل تجنب التلاقي الساكنين.

أهمية أحكام التجويد داخل القرآن الكريم

الغنة في التلقي القرآني
الغنة في التلقي القرآني

لا تقتصر أحكام التجويد فقط على تلاوته بطريقة صحيحة، بل هي تتعدى ذلك إلى فهم عميق لمعانيه، إن القرآن هو كلام الله (سبحانه وتعالى) الذي أنزله على نبيه محمد (صلى الله عليه وسلم) كما أنه هو المصدر الرئيسي للتشريع في الإسلام، لذا يجب على كل مسلم أن يسعى من أجل تلاوته بطريقة صحيحة ومن هنا تأتي أهمية أحكام التجويد.

عندما يفهم المسلم كل أحكام التجويد ويتقن تطبيقها خلال تلاوة القرآن، فإنه يضمن القيام بتلاوة بطريقة صحيحة وجميلة وأن ينقل الرسالة بأقصى درجات الدقة والوضوح، من بين تلك الأحكام الهامة هي الغنة وهي التي تتعلق بالنون والميم المشددة والتي تعمل على تعزيز جمالية التلاوة وتضيف لها الرونق والجمال.

إلى جانب ذلك يجب على القارئ أن يفهم العديد من الأحكام الأخرى والتي منها الإقلاب والإخفاء والإدغام والإظهار، حيث أن كل منها يتعلق بتفاصيل صوتية يمكن أن تؤثر على الطريقة التي يتم بها تلاوة القرآن، وتعتبر هذه الأحكام جزء لا يتجزأ من الفن الجميل في تلاوة القرآن الكريم، وهي التي تساهم في إبراز جمالية لغته العربية الفصيحة والأداء المتقن للقراءة.

المواضيع التي يجب بها الغنة في التلقي القرآني

 الغنة في التلقي القرآني هي التي تظهر في العديد من المواضع المهمة لكي تضيف إلى جمالية التلاوة وصحتها، تستوجب الغنة داخل القرآن الكريم في الأمور التالية:

  • النون المشددة
  •  الميم المشددة
  •  حكم الإقلاب
  •  حكم الإخفاء
  • حكم الإدغام بالغنة

تلتزم هذه المواضع بكل من أحكام التجويد وذلك لأنها تسهم في العمل على تحسين النطق وتزيد من جمالية وصحة تلاوة القرآن الكريم.

 

في ختام مقالنا هذا قد تحدثنا حول الغنة في التلقي القرآني وأهم المراتب التي لها علاقة بها، وأحكام التجويد في القرآن الكريم، وما هي المواضيع التي يكون من الضروري بها الغنة في القرآن الكريم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.