هناك العديد من العوامل التي تؤثر على العملية التعليمية، لذلك زاد الاهتمام بدراسة تأثير الثقافة على أساليب التعلم والتعليم، حيث إن الثقافة تعتبر من الكلمات ذات المفهوم العميق، والذي يرتبط بالعديد من الجوانب المختلفة من حياة الشخص، لذلك من العناصر التي تتميز بالديناميكية من حيث التأثير والتأثر بما حولها بسهولة.
لذلك عمل الفلاسفة وخبراء التعليم على دراسة العلاقة المتبادلة بين التعليم والثقافة، وذلك بغرض السعي نحو استغلال ذلك الجانب من أجل دعم العملية التعليمية بشكل أكبر.
تأثير الثقافة على أساليب التعلم والتعليم
وفقًا للعديد من الباحثين في مجال التعليم فإن تأثير الثقافة على أساليب التعلم والتعليم من الأمور الواضحة، والتي تم إثباتها وفقًا للنطاقات الجغرافية المختلفة، وقد تأكد ذلك من خلال اختلاف طريقة تفكير سكان القارات المختلفة عن بعضها البعض، بالإضافة إلى الاعتماد على أساليب مختلفة في العيش والتعامل بشكل يومي في حياتهم.
في حالة إذا كنت ترغب في التعرف على العديد من الموضوعات التربوية بشكل أكبر، يمكنك الدخول إلى موقع عش العربية، لتحقيق الاستفادة بشكل أكبر.
نظريات تفسر التأثير المتبادل بين الثقافة والتعلم
لم يتوقف الأمر عند دراسة تأثير الثقافة على أساليب التعلم والتعليم عند ذلك الحد، ولكن ظهرت مجموعة من النظريات التي تؤكد ذلك، وهي:
نظرية العجز الثقافي
من النظريات التي ربطت ما بين اللغة وبين التأثير على مستوى تعليم الطفل، حيث أكدت أن الأطفال الضعاف من ناحية اللغة سوف يكونون أقل من ناحية التحصيل الدراسي، وذلك راجع إلى طبيعة المنزل الذي لم يكون لديه القدر الكافي من الثقافة لمساعدة الطفل على إتمام التعلم.
حيث إن البيوت التي حصل أولياء أمورها على القدر الكافي من التعليم، سوف يساعدون أطفالهم على المذاكرة من خلال القراءة المستمرة لهم، مما يعزز الحصيلة اللغوية لهم، ويعود كل ذلك عليهم بالنفع في النهاية.
نظرية التوقعات
يمكننا فهم تأثير الثقافة على أساليب التعلم والتعليم من خلال تلك النظرية، والتي تقوم على وجود رابط خفي بين بيئة الطالب وثقافته وبين المعلم، تجعل المعلم يتوقع مجموعة من التصرفات الخاصة بالطالب، ومن ثم يكون المعلم رد فعل مبكر لها، وقد اعتمد المعلم في تكوين تلك النظرة من خلال خبراته السابقة من حيث التفاعل مع البيئات والثقافات المختلفة، على الرغم من أن النظر إلى تلك النظرية يكون غير عادل بالنسبة للكثير من الأشخاص.
ولكن، إذا تمكن المعلمين من تقديم التفاعلات بشكل أكثر إيجابية تجاه الطلاب المنتمين إلى الثقافات التي يتوقع أن طلابها سوف يؤدون بشكل متوسط، فإن إيجابية النتائج سوف تفوق التوقعات بشكل كبير.
الاختلاف الثقافي
واحدة من النظريات القادرة على إيضاح تأثير الثقافة على أساليب التعلم والتعليم، وذلك من خلال توضيح أن الطلاب الذين ينتمون إلى أقاليم مختلفة يميلون إلى الدراسة بأساليب مختلفة عن غيرهم، لكي يتمكن المعلم من الاستفادة من تلك النظرية بشكل صحيح، يجب أن يكون على دراية بكافة التفاعلات التي تحدث للأطفال في البيئة الخاصة بهم، ومن ثم السعي نحو الوصول إلى أفضل الأدوات التي تساعدهم على تحقيق أكبر نمو بالنسبة للجانب التعليمي.
أهمية الثقافة العامة بالنسبة للتعليم
سوف نتعرف على تأثير الثقافة على أساليب التعلم والتعليم من خلال التعرف على أهميتها بالنسبة لتلك العملية، وذلك من خلال مجموعة من الجوانب المختلفة:
تحقيق عملية التدريس الفعال
لكي يتمكن المعلم من تحقيق مبدأ التدريس الفعال، يجب عليه أن يكون على دراية بكافة مجالات الثقافة العامة، حيث يتمكن من استغلال ما لديه من خلفية ثقافية من أجل إتمام عملية التعزيز لعدد من الطرق المختلفة، والتي يكون الغرض منها تحقيق مجموعة من الأهداف للعملية التعليمية.
تنظيم الفصل الدراسي
في حالة إذا كان لدى المعلم القدر الكافي من الثقافة التربوية، سوف يتمكن من تطبيق مبدأ التربية والتعليم بشكل مثالي، بحيث يطوع كل من ثقافته والمادة العلمية التي يقدمها، وطريقة التعامل المناسبة التي يحتاج إليها من أجل الوصول في النهاية إلى الأهداف المطلوبة للعملية التعليمية، من خلال الاعتماد على الأساليب الصحيحة للتعليم.

اقرأ أيضًا: دور المرأة في المجتمع العربي القديم
ثقافة المعلم وتأثيرها على الطلاب
يتم النظر إلى المعلم من الطلاب أنه القدوة والمثل الأعلى الخاص بهم، لذلك يكتسبون منه العديد من الصفات واللزمات الحركية واللفظية، لذلك يستطيع المعلم الناجح استغلال ذلك، بحيث يكون عضوًا فعالًا في مجتمعه، بحيث يحصل على مجموعة من الجوانب الثقافية التي لها علاقة بالجوانب الهامة التي يحتاج المجتمع دعمها، مما يسهل نقل كل ذلك للطلاب، مثل تعليمهم القيم الثقافية والاخلاقية المختلفة.
تأثير ثقافة المعلم على العملية التعليمية
تعتبر العملية التعليمية واحدة من العمليات الثقافية، والتي إذا تمكن المعلم من توظيف الثقافة الخاصة به في العملية التعليمية، سوف يتمكن من تحقيق أهداف تلك العملية، وذلك عن طريق الاعتماد على مجموعة من الأساليب التعليمية المختلفة التي تصل بالمعلم إلى الهدف المطلوب.
العوامل المؤثرة على العملية التعليمية
لا تعتبر الثقافة فقط صاحبة التأثير على العملية التعليمية، حيث إن هناك عدد من العوامل الأخرى التي تزيد من التأثير على العملية، وهي:
خصائص المعلم
تلعب الخصائص التي يتمتع بها المعلم من الناحية الجسدية والعقلية والاجتماعية دورًا في التسريع أو الإبطاء من العملية التعليمية الخاصة به، حيث إن تلك الخصائص تجعل المعلم ينظر إلى الطالب من زاوية معينة، ويبدأ في التعامل معه على أساس تلك الزاوية.
سلوك المعلم والمتعلم
يمكننا الإشارة إلى أن العملية التعليمية هي عملية علاقة متبادلة بين الطرفين، في حالة إذا كان الأسلوب إيجابي الخاص بالطرفين، وقائم على نوع من التفاعل الإيجابي، سوف تكون النتيجة هي تسريع تلك العملية والعكس صحيح.

اقرأ أيضًا: مهارات النجاح والتنمية البشرية: السلوك التنظيمي، أهميته ومستوياته.
البيئة المدرسية
تعتبر البيئة المدرسية هي المكان الذي تتفاعل فيه معظم مدخلات العملية التعليمية، وفي حالة إذا تم تحديد الطريقة المثالية لتحديد كيفية التفاعل بين تلك المدخلات وكيفية توظيفها بشكل صحيح، فإن النتيجة سوف تكون إيجابية في صالح العملية التعليمية.
المادة الدراسية
يدرس الطلاب العديد من المواد الدراسية خلال يومهم الدراسي، كل مادة منهم تختلف في الحجم والطبيعة، لكي يتمكن الطفل من الوصول إلى أفضل تعليم، يجب مراعاة كل العناصر السابقة، وخلق نوع من التفاعل بينها، لكي يتم إيصال المحتوى الخاص بها بسهولة إلى الطالب.
صفات المتعلمين
من المؤكد أن لكل طفل الميول والأفكار والقدرات التي تميزهم عن بعضهم البعض، حيث يتم التفاعل بين الأطفال وفقًا لتلك الصفات، بالإضافة إلى التفاعل مع البيئة التعليمية بشكل عام على أساس ذلك، مما يؤدي في النهاية إلى الوصول إلى المطلوب بنمط مختلف.
من المهم التعرف على تأثير الثقافة على أساليب التعلم والتعليم من بين العوامل المؤثرة على العملية التعليمية، حيث إن التأثير الثقافي يساعد كل من المعلم والطالب والمؤسسة التعليمية على تحقيق الأهداف التعليمية، من خلال خلق حالة من التفاعل الجيد بين عناصر العملية التعليمية المختلفة.