قصة لمسة الملك الذهبية.. أجمل القصص القصيرة
تعتبر قصة لمسة الملك الذهبية من القصص الرائعة التي يقصها العديد من الآباء على أبنائهم بغرض تعليمهم عاقبة الجشع والطمع، وحتى يتم زرع بذرة الرضا والقناعة فيهم، وتعتبر تلك القصة من أهم قصص العبرة بالديانة المسيحية، وسنتناول في موقعنا عش العربية تفاصيل تلك القصة، ومغزاها، والهدف منها ليمكنك تعليمها لأولادك، فهي تعتبر من أدب العبرة الذي يتم قصه لاكتساب قيم إنسانية ورسائل هادفة يزرعها الآباء في الأبناء.
قصة لمسة الملك الذهبية
تعتبر قصة لمسة الملك الذهبية من أهم قصص الأدب الإغريقي الأسطوري، وتتناول قصة تتكلل في النهاية بعبرة رائعة، وقد حرص الكثيرون على مر عدة أزمنة على قص تلك القصة على أبنائهم لتعليمهم القيم المتعلقة بالرضا، وعدم الجشع والقبول بما أعطاك الله من نعم، وعدم السخط عليها والطمع في الحصول على أكثر مما تمتلكه؛ لأن ذلك قد يوقعك فريسة الطمع الذي هو من أسوأ الصفات الإنسانية، وتعتبر الشخصية الرئيسية لتلك القصة هو الملك ميداس الذي كان حاكماً لمملكة تسمي مملكة فريجيا، وكانت قديماً تقع بوسط غرب بلاد الأناضول، وحالياً هي بلاد تركيا الأسيوية بينما يرجع بعض الناس اسم هذا الملك لأحد حكام القرن الثامن.
فترة حكم الملك ميداس
اتسمت فترة حكم الملك ميداس بتطبيق العدل والوفرة في كل موارد البلاد والخيرات المتنوعة، ولكن مع ذلك فقد يعتقد أنه اتسم ببعض الصفات السلبية، فقد كان قليل الحكمة عميق التفكيرغير متسرع في اتخاذ القرارات، وكان يمتلك ثروة ضخمة لا تقدر بثمن، فقد كان يمتلك كل ما قد يتمناه الإنسان في حياته، ولكنه مع ذلك كان قمة في الطمع والجشع غير قانع بما يمتلكه من نعم ويمد عينه للنعم الموجودة لدى غيره من البشر.
وكان لديه حب شره للذهب وكان مقتنعاً بأن الذهب والثروة لابد أن تكون متواجدة لدى الملوك فقط، فقد كان يجمع الكثير من الذهب، ويقوم بوضعه في خزائن مصنوعة من أبواب من الحديد الصلب حيث كان يقضي معظم وقته في العمل من أجل الحصول على الذهب أو في التطلع إلى الذهب المتواجد بالفعل في الخزائن الخاصة به.
النسخة الأولى من قصة لمسة الملك الذهبية
هناك عدة نسخ من قصة لمسة الملك الذهبية، وتدور النسخة الأولى حول ظهور جنية ذات يوم للملك ميداس بينما كان يقوم بعد أمواله، وقامت بسؤال الملك ما إذا كان يرغب في تحقيق أمنية واحدة له، وقد تأكدت أنه يمتلك الكثير من الذهب لكنه بالطبع بسبب ولعه الشديد بالذهب فكر في أمنية تجعله يمتلك رصيد غير متناهي من الذهب، فقام بتمني أمنية أن يتحول كل شيء قد يلمسه إلي ذهب، وقد قامت الجنية بتحذيره من هذا الأمر، وبأنه قد يكون خطراً للغاية لكن لولعه وهوسه الشديد بالذهب الأصفر ذات اللون الخلاب لم يكترث لتحذيراتها، وتمنى إتمام الأمنية كما يرغب ثم ذهب الملك للنوم.
وقد كان متحمساً للغاية للاستيقاظ في اليوم التالي ليتحقق من صدق تلك الجنية، وما وعدته به فكان أول ما فعله عند الاستيقاظ هو لمس السرير الخاص به، وكانت الدهشة على وجهه لا تقدر بثمن حينما تحول السرير بالكامل لذهب أصفر لامع، ولم يصدق عينيه فظل يلمس بقية أثاث الغرفة حتى تحول بأكمله لذهب أيضاً من الكراسي والطاولات وغيرها.
النسخة الثانية من قصة لمسة الملك الذهبية
يشاع في النسخة الثانية من قصة لمسة الملك الذهبية بأن الملك كان يتجول في حديقته الجميلة والمساحات الخضراء المحيطة بقصره، فوجد جني مخموريدعى سيلينوس، وقد كان سيلينوس يتسم بالحكمة والرشد والقيادة، فقد شيع أنه معلم ديونيسوس، ولكن بسبب الخمر كان مشوشاً فقام الملك ميداس بمساعدته على الرجوع لحالته الطبيعية، وقام بإعطائه وجبة ليتناولها الأمر الذي جعله ممتناً للغاية للملك ميداس، وطلب منه أن يتمني أمنيه ووعده بأنه سيقوم بتحقيقها له.
ولم يفكر الملك وقام على الفور بتمني أمنية من الجني أن يمنحه القدرة على أن يحول أي شيء يقوم بلمسه إلي ذهب، وقد حذره ديونيسوس من هذه الأمنية لكنه لم يستمع وأصر على أمنيته، مما جعل الجني يرضخ لتحقيقها له.
ميداس الذي حول ابنته الذهب
انصرف ميداس، وهو في قمة السعادة بعد أن منحه الجني القدرة السحرية لتحويل أي شيء لذهب، وبدأ في تجربة قدراته الجديدة فوراً، وتملكته الدهشة عندما رأى كافة المساحات الخضراء والأثاث وغيرها يتحول لذهب بمجرد لمسة منه والأغصان والأحجار كذلك، وكانت ابنته الصغيرة لا تبالي بالذهب الذي يجمعه إنما تكترث بشعرها الذهبي الجميل ، وتتأمل أشعة الشمس الرائعة عند الشروق والغروب.
عواقب أمنية الملك ميداس
ظل الملك ميداس سعيداً بأمنيته في تحول كل شيء يلمسه لذهب أصفر حتى حدث ما عكر فرحته بـ أمنيته فور التوجه لتناول الفطور، فقد تحول طعامه وشرابه وكل ما قد حاول إدخاله إلى فمه لذهب مما أصابه بالذعر فكيف سيتمكن من تناول الطعام والشراب إذا كان من ذهب.
أدرك الملك ميداس خطر ما تمنى من أمنية عندما ركضت ابنته ماريجولد لتحتضنه فتحولت فوراً لتمثال من الذهب الخالص، وقد امتلأ قلبه بالرعب حول مصير ابنته التي تحولت لذهب، وأدرك عاقبة فعله وعاقبة جشعه، وزالت كل النشوة والسعادة التي تملكته من قبل عندما تحول كل شيء حوله لذهب، وكان فرحاً بتلك القدرة الذهبية التي حصل عليها.
تابع المزيد: الفرق بين اللام الشمسية والقمرية
توسل الملك للجنيه
بعد أن أدرك الملك ميداس فعلته الشنيعة، وتعلم الدرس جيداً حول فكرة أن يمتلك الإنسان الرضا بما لديه ولا يطمع في الحصول على أكثر مما لديه، وقد أصبح يعض أصابعه من الندم، وظل يبحث عن الجنية حتى وجدها وظل يتوسل إليها من أجل أن تقوم بإزالة القدرة السحرية التي سبق أن منحته إياها.
فهو لا يرغب في أي شيء في الدنيا سوى أن تعود ابنته الحبيبة للحياة، وعندها أدرك الملك ميداس أن هناك العديد من الأشياء التي تعتبر أغلى بكثير من جمع الذهب والكنوز، وبعد أن استجابت الجنية لطلبه سألته عما إذا كان يدرك الآن الدرس من هذا الموضوع الذي تعرض له فأخبرها بأنه يدرك الدرس جيداً، وأنه تعلم فن القناعة ونبتت بداخله بذرة الرضا بما لديه، وطلبت منه الجنية أن يقوم برش الماء على كل الأشياء التي قام بلمسها.
وعلى ابنته حتى تعود كل الأشياء كما كانت، وقام الملك بملأ إبريق كبير بالماء، وظل يرش كل ما لمسه، واندفع إلى النبع، وسرعان ما قام برش رأس ابنته بالماء وفوراً عادت الابنة إلى طبيعتها، وقامت بإعطاء والدها قبلة، وتعلم الملك تقدير نعمة الطعام والأولاد، وكل ما يمتلكه في حياته بسبب ذلك الموقف الذي تعرض له.
ختاماً نكون قد ذكرنا في هذه المقالة قصة لمسة الملك الذهبية، وكل العبر التي يجب أن يتعظ بها الإنسان من تلك القصة، وأن يدرك الإنسان أن السعادة لا تتحقق بسبب امتلاك الكثير من الأموال، وإنما تتحقق بسبب القناعة والرضا الداخلي بما يمتلكه الإنسان من نعم وهبها الله له.