سوف نتحدث اليوم عن استخدامات ضمائر المتكلم، حيث أنه في الكتابة بشكل عام استعمال الضمائر يكون على حسب وجهة نظر المؤلف، إضافة إلى رؤيته الأدبية، فعندما يميل الكاتب لتخصيص النص فإنه يتكلم بصيغة المتكلم، وذلك الأمر يكون مقبول في كل أنواع الكتابة ما عدا الكتابة في الأكاديمية، كما أن بعض الباحثون يكون ذلك الأمر محير بالنسبة لهم بعض الشيء خلال كتابة الأوراق البحثية، حيث أنهم يدخلون في الكثير من التساؤلات عن الضمير المناسب،
إضافة إلى أن الباحثين يعرفون أن عليهم استبعاد نفسهم من الكتابة والتعامل مع النفس بصيغ المجهول، ولكن الأمر يظل محير كل الأوقات للباحثين الجدد.
ما هي استخدامات ضمائر المتكلم
يتم استخدام ضمائر المتكلم بالكتابة حتى يتم تحديد العلاقة بين القارئ والكاتب والشخص الذي يتحدث عنه أو يتحدث إليه، ومن خلال السطور التالية سوف نتعرف على استخدامات ضمائر المتكلم:
ضمائر المتكلم
يتم استعمال ضمائر المتكلم لكي يتم الإشارة إلى الفرد الذي يتحدث في النص، ومثال على ذلك (أعتقد أنه يلزم علينا العمل معاً لحل تلك المشكلة)، حيث أن الضمير (أعتقد) يشير إلى الشخص المتكلم.
ضمائر المخاطب
يتم استعمال ضمائر المخاطب لكي يتم الإشارة إلى الفرد الذي يتحدث إليه بالنص، مثال على ذلك (أرجوك)، ساعدني في حل تلك المشكلة)، حيث أن الضمير (أرجوك)ى يشير إلى المخاطب.
ضمائر الغائب
يتم استعمال ضمائر الغائب لكي يتم الإشارة إلى الفرد الذي يتحدث عنه بالنص، ومثال على ذلك هو قد أكمل العمل شكل ناجح، حيث أن الضمير (هو) يشير إلى الفرد الذي يتحدث عنه ولكنه غير متواجد بالنص.
يمكن استعمال تلك الضمائر بشكل سليم وصحيح في الكتابة لكي يتم تفادي اللبس وتوضيح العلاقة بين المخاطبين والمتحدثين والغائبين.
أقرأ أيضًا: أنواع الأفعال وفق الحاجة لمفعول به
أنواع ضمائر المتكلم
بعد ما تعرفنا استخدامات ضمائر المتكلم، سوف نتعرف الآن على أنواعه، حيث أن ضمائر المتكلم التي تشير لصاحب الكلام تعد من المبني وليست المعرب، وهو عبارة عن بناء من النوع الثابت اللازم الذي لا يتغير بناءه في أي حالة من الحالات، والبناء بقصد به ثبوت حركة لفظ آخر الكلمة، حيث أنها تكون متصلة مبنية ومنفصلة ويكون عددها سبعة على النحو الآتي:
ضمائر المتكلم المنفصلة
ضمير “أنا” وتكون للمفرد المتكلم، وضمير نحن يأتي للمثنى والجمع للشخص المتكلم.
ضمائر المتكلم المتصلة
“نا” للجمع والمثنى، “التاء” للمتكلم للمفرد، إضافة إلى أن “الياء” للمفرد، “إياي” للمفرد، “إيانا” للجميع والمفرد.
ضمائر المتكلم المستترة
ضمائر المتكلم المستترة هي نفسها ضمائر المتكلم المتصلة والمنفصلة، ولكنها تخفى وتقدر لعدم ظهورها إلا عن طريق سياق الجملة، مثل جميلة أحفظ الدرس، حيث أن المتكلم هنا هو أنا ولكنه لا يظهر منفصل أو متصل.
أقرأ أيضًا: الفرق بين ضمائر المتكلم المنفصلة والمتصلة
موقع ضمائر المتكلم من الإعراب
في سياق الحديث عن استخدامات ضمائر المتكلم، سوف نتعرف اليوم على موقع ضمائر المتكلم من الإعراب، حيث أن الضمائرُ المبنية تحتل موقع من الإعراب مثل غيرها من من الكلمات المعربة، كما أنها تأتي تحت ثلاث أبنية إما في محل نصب، أو في محل رفع، أو في محل جر، وذلك الأمر ينطبق على ضمائر المتكلم بالتفصيل الآتي:
ضمائر المتكلم المنفصلة
نحن ، وأنا، تعد مبنية في محلّ رفع بشكل دائم، حيث أنها تأتي في محل رفع مبتدأ بالجملة الخبرية.
الضمائر
إيانا وإياي، للجميع والمفرد، تعد مبنية في محل نصب بشكل دائم، حيث أنها تأتي في محل نصب مفعول به.
الضمير
تاء المتكلم تأتي مبنية بشكل دائم في محلِ رفع نائب فاعل أو فاعل في حالة الفعل المبني للمجهول، حيث أنه يدخل على الفعل الماضي المبني.
الضمائر
الياء للمتكلم و”نا” للمتكلمين تكون مبنية في محل نصب مفعولٍ به، حيث أنها تكون متعلقة في الفعل الماضي والمضارع ومتقدمة على الفاعل.
الضمير ياء المتكلم
ضمير ياء المتكلم يأتي متصل بالمضاف لكي يصبح مبين على السكون في محل جر مضاف إليه.
الضمائر المشتركة
في سياق الحديث عن استخدامات ضمائر المتكلم، سوف نتحدث عن الضمائر المشتركة، حيث أنها عبارة هي ضمائر تأتي في أكثر من موقع للبناء الإعرابي في محل نصب أو رفع أو جر، وهذا على حسب ارتباط الضمير، كما أن مثاله الناء للمتكلمين، حيث أنها تأتي في مواضع عديدة، ومحل نصب مفعول به ومحل رفع فاعل، إضافة إلى محل جر مضاف إليه أو بمحل جر بحرف الجر.
بعض الأغراض البلاغية لاستخدام ضمائر المتكلم
بعد ما تعرفنا على استخدامات ضمائر المتكلم، سوف نتحدث عن بعض الأغراض البلاغية باستعمال ضمائر المتكلم، حيث أن الضمير يوظف في اللغة العربية لبعض الأغراض البلاغية، ومن خلال السطور التالية سوف نتعرف نتعرف بعض الأمثلة:
التفخيم والتعظيم
من الأغراض البلاغية لاستعمال ضمير المتكلم هى التفخيم والتعظيم، وهذا يكون عندما يستعمل الضمير نحن عندما يتم التعبير عن المفرد، فمه أن الضمير (نحن) بالأصل وضع لكي يعبر عن المتكلم المفرد إلا أنه يكون لغرض التعظيم والتفخيم والتشريف ويمكن أن يستعمل لكي يتم الإشارة للمفرد المعظم لذاته.
مثال على ذلك: قول الله تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون). ولأن الله -عز وجل هو العظيم المتعالي، حيث أن (فنحن) أتت هنا إشارة إلى الذات العليا من باب التفخيم ، والتعظيم.
أللالتفات
يمكن أن يستعمل ضمير المتكلم بغرض أللالتفات وهو الذي يعني تغيير أسلوب الكلام والانتقال من أسلوب إلى أسلوب آخر، وهذا لكي لا يمل القارئ، وينتشر استعمال ذلك الأسلوب البلاغي بين الخطباء والأدباء لكي يتم جذب انتباه القراء أو المستمعين.
أمثلة على أللالتفات باستعمال ضمير المتكلم
- “وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ”، وفي الأصل: وإليه أرجع، حيث أن أنه تم الالتفات من التكلم إلى الخطاب، مثل قوله تعالى: “إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ، حيث لا يقول فصل لنا.
- الالتفات من الخطاب للتكلم، مثل قول الله تعالى “قُلِ اللّهُ أَسْرَعُ مَكْراً إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ” على أنه الله سبحانه وتعالى نزل نفسه منزلة المخاطب، حيث أن الضمير في كلمة “قُلِ” للمخاطب، وفي “رُسُلَنَا” للمتكلم.
- قول الله تعالى “إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ”، حيث أنه تم الانتقال من المتكلم “فَتَحْنَا”، للمخاطب “لِيَغْفِرَ”، ولا يقول “لنغفر لك”
- الالتفات من التكلم للخطاب مثل قول الله سبحانه وتعالى “وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ”، وهو في الأصل: وإليه أرجع، فحيث أنه يتم الالتفات من التكلم إلى الخطاب
- الالتفات من الخطاب للتكلم مثل قوله تعالى “قُلِ اللّهُ أَسْرَعُ مَكْراً إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ” على أنه الله سبحانه وتعالى نزل نفسه منزلة المخاطب، حيث أن الضمير في “قُلِ” للمخاطب، وفي “رُسُلَنَا” للمتكلم.
أقرأ أيضًا: ما هي ضمائر المتكلم؟
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا والذي من خلاله تم التعرف على استخدامات ضمائر المتكلم، إضافة إلى أننا تعرفنا على أنواعه، والعديد من التفاصيل الأخرى حول ضمائر المتكلم.
