كيفية التغلب على سوء تربية الأبناء
سوء تربية الأبناء من الأمور الخطيرة للغاية التي يقع فيها الوالدين فالأسرة هي المؤسسة التربوية التي ينشأ فيها الطفل حتى يمكنه الاعتماد على نفسه ومواجهة الحياة، فنحن هنا نتحدث عن المؤسسة الأولى والأهم في حياة الطفل، وبالطبع يلتحق بعد ذلك الطفل بالمدرسة ولكن الخمس سنوات الأولى من حياة الطفل في الأغلب تكون داخل البيت وهنا تبدأ التربية التي لها تأثير سوف يصاحبه مدى الحياة أما بالإيجاب أو بالسلب.
ليس هناك يمكنه تربية نفسه، فالتربية مهمة الوالدين وسوء التربية ينذر بأن هذا الطفل لن يكون بالإنسان الجيد سواء لنفسه أو للآخرين، وفي الحقيقة ذلك ليس بذنب الطفل أطلاقا، فالإنجاب مسئولية والطفل لم يحضر نقسه للحياة، ولذلك لابد أن لا ينجب من هو غير قادر على تحمل مسئولية تربية الأطفال تربية صحية سليمة.
سوء تربية الأبناء
- عادة ما تنتج التربية السيئة للأطفال من والدين لا يدركان الأساليب السوية لتربية الأطفال فالأغلب أنهما جاهلين بتلك الأساليب ولكن هناك ما هو أخطر وهو أن يكون الوالدين تعرضا هما الآخرين للتربية السيئة وللأسف يكرران ما عانوا منه مع أطفالهم، فمشكلة سوء تربية الأبناء من الممكن أن تورث بشكل كامل أو بشكل عكسي.
- فعلى سبيل المثال أب تم حرمانه من الحنان في الصغر قد يفعل نفس الأمر مع أطفاله ظنًا أن تلك هي طريقة التربية الصحيحة، وربما أب أخر يحدد معه العكس،
- ويغدق بالحنان على أطفاله لأنه حرم منه، وبالطبع نفس الأمر ينطبق على الأم، فتربية الأطفال قد تكون أصعب مهمة يمكن أن يؤديها إنسان، فهي تحتاج لعقل واعي وقلب حنون،
تحتاج لشخصية تعرف كيف تتعامل بالشد واللين اللذان يصنعها إنسان يتمتع بالصحة النفسية والجسدية.
تابع المزيد: تعرف على كيفية تأثير علاقة الوالدين على الأبناء
التسلط وسوء تربية الأبناء
- في بعض الأحيان يظن الوالدين أن التحكم شبه الكامل في طفلهما نوع من التربية الصحيحة وهما لا يدركان أنهما يتسلطان عليه بهذه الطريقة السيئة في التربية، فليس معقول رفض كل طلب للطفل حتى لو كان طلب معقول ومشروع
كما أن إلزام الطفل بالقيام بواجبات ومهام فوق قدراته نوع من التسلط كذلك،
ولو اتبع التسلط نوع من العنف فتلك جريمة ترتكب في حق ذلك الطفل، وهذا من سوء تربية الأبناء - ليس من حق الوالدين فرض ارتداء ملابس معينة على أطفالهم، فالطفل لديه ذوق خاص به ومن حقه الاختيار، كما أنه من حقه ارتداء ما يشاء من ملابس من حقه كذلك اختيار نوعية الطعام التي يحبها طالما لن تضره، وكذلك اختيار الأصدقاء وهنا دور الوالدين النصيحة والتقويم وليس التحكم والسيطرة،
ومن الجدير بالذكر أن تحكم الوالدين وتسلطهم قد يصاحب الابن أو الابنة حتى المرحلة الجامعية فيختاران لهما الجامعة أو القسم مثلًا، فذلك يدمرهما ويفقدهما أي ثقة.
الحماية المبالغة وسوء تربية الأبناء
- يظن الكثير من الآباء أن الحماية الزائدة للطفل شيء إيجابي وأمر يحتاجه، فمثلًا بعض الآباء يقومون بعمل الواجبات المطلوبة من أطفالهم لو كان الطفل يشعر بالضيق أو بعدم الرغبة في إتمام مهامه
- أو الأم التي تذهب كثيرًا لطفلها في المدرسة لتنبه الإدارة والمدرسين أن طفلها يتعرض للتنمر والاعتداءات رغم أنها مبالغة في ذلك الأمر وكل شيء لم يتعدى حدود اللعب الطفولي
فذلك لا يساعد الطفل في شيء بل يخلق شخصية ضعيفة غير قادرة على مواجهة الآخرين. - عادة ما يتم اتباع الحماية المبالغة مع الطفل الوحيد أو الطفل الذكر الذي لديه أخوات بنات فقط،
فيظن الوالدين أن تصرفاتهم صحية وتحمي الطفل وهما لا يدركان أنهما يدمرا شخصيته
وأنه في المستقبل القريب سيفقد الثقة في نفسه ويشعر بعدم القدرة على اتخاذ أي قرار لأن الوالدين كانا يقررا عنه كل شيء، فالحماية الزائدة للأطفال تؤدي لخلق شخصية اعتمادية ضعيفة.
الإهمال وسوء تربية الأبناء
- الحياه مشاغلها كثيرة ولكن أن تشغل الأبوين عن الأبناء فذلك خطأ جسيم،
الإهمال يحدث من الأبوين فنجد رب الأسرة منشغل في عمله وعندما يحضر للمنزل لا يتفاعل مع أبنائه إطلاقًا والأغلب يذهب لرفاقه أو ينام
وفي نفس الوقت نجد الأم منشغله في الواجبات المنزلية خاصة لو كانت هي الأخرى عاملة، وهنا يشعر الأبناء بالإهمال وبأن لا أحد يهتم بهم أو يعبأ لأمرهم. - الإهمال يترجم في عقل الطفل أنه كره من الوالدين له، وحتى لو كان ذلك غير صحيح ولكن عقل الطفل لا يستوعب الإهمال إلا بنظرية الكره، ومن هنا ينعكس ذلك الشعور بالكره على الطفل
فيشعر بالغضب والضيق، وتبدأ سلوكيات عنيفة عدائية تظهر عليه
وقد يتم استدعاء الوالدين من قبل إدارة المدرسة لإخبارهم أن سلوكيات الطفل غير منضبطة
والأخطر من ذلك أن الطفل قد يقوم بسلوكيات خارجة عن القانون ليجذب الانتباه مثل قيامه بالسرقة مثلًا.
الألم البدني وسوء تربية الأبناء
- قولًا واحدًا اتباع أساليب الضرب في تربية الأبناء جريمة ولابد من عقاب الأب والأم لو قاما بذلك الفعل المشين، فالضرب وسيلة عقاب غير إنسانية لا تليق بعلاقة البشر بعضهم ببعض فما بالنا بالأطفال،
وكل من يتصور أنه يربي طفل بشكل صحيح وهو يمارس عليه العنف الجسدي عليه أن يعرف بأنه يعاني من خلل يحتاج إلى العلاج - فالضرب وسيلة من العصور الوسطى التي كان يرتكب وقتها الإنسان الحماقات،
ولقد ولى هذا الزمن والآن هناك قوانين تحمي الطفل من الوالدين المختلين اللذان يمارسان العنف الجسدي ضد طفلهما. - يمكننا القول بأن الضرب يخلق إنسان مريض من كافة النواحي النفسية وبالطبع ربما الجسدية
فالضرب ينمي الشعور بالخوف مع الرغبة في الانتقام، فالطفل يكره كل من حوله
حتى أن الأمر يصل لكرهه لنفسه لعدم قدرته على رد الاعتداء
ومن هنا جميع الدول المتحضرة جرمت ضرب الأطفال ويتم القبض على الأهل الممارسين لتلك الجريمة
بل وينتزع منهم الطفل لصالح أسرة أخرى.
الألم النفسي وسوء تربية الأبناء
- يظن بعض الأهالي أن الضرب هو العقاب الغير مقبول فقط
ولكن العنف اللفظي لا مشكلة منه خاصة لو ارتكب الطفل فعل خاطئ
ولذلك نجد أباء كثيرين وأمهات يقومون بتوجيه عبارات الإهانة للطفل والتقليل من شأنه،
وسبه بصفات مزعجة وهم بذلك يعتقدون أنهم يقومونه للأفضل
ولكن في الحقيقة هم يخسرونه للأبد
فالعنف اللفظي لا يقل شيء عن العنف البدني، فأنت هنا لا تأذي جسد فقط، بل تأذي جسد وروح. - العنف اللفظي يخلق شخصية انسحابيه انهزامية لا تستطيع التفاعل مع الآخرين
وهنا يميل الشخص للانطواء فهو يرى أنه فاشل ومهما فعل سيتعرض للإهانة والتوبيخ
حتى أنه يتقبل ذلك من الآخرين لأنه ربى على أن يكون ضعيف متقبل للإهانة - ولقد تمت ملاحظة أن المتعرضين للعنف اللفظي يميلون لتحقير ذواتهم مع تفخيم الآخرين
فهنا الوالدين جعل من ابنهم مريض نفسي من الصعب علاجه.
اقرأ أيضاً: كيفية التعامل مع الطفل العصبي بطريقة ذكية وصحية
وبذلك نحن نكون قد اختتمنا مقالنا عن سوء تربية الأبناء، ونؤكد أن التربية السيئة للأطفال لها أثار سلبية كثيرة للغاية
ونحن لا نطلب من الآباء المستحيل ولكن التعامل برفق ولين والاطلاع على الدراسات الموثقة لكيفية تربية الأطفال.
فحتى لو تعرض الأبوين لسوء تربية فالعصر الحديث سمح بوسائل تجعلنا نحسن من أنفسنا،
ونكون افضل من أجل أطفالنا، فالوالدين مسئولين عن إخراج شخص صالح لنفسه وللمجتمع
ولو فشلا في ذلك فلا فشل أكبر من ذلك، فالأطفال أمانة الله لديكم فحافظوا على الأمانة.