الضمائر في الجملة الفعلية هي من المكونات المهمة التي تضيف المعنى للجملة وتجعلها واضحة ومفهومة إذا لم يكن هناك فاعل أو مفعول به صريح في الجملة، وهنا يقوم الضمير بحل محل أي منهم ليعطي المعنى المطلوب المراد الوصول إليه من الجملة.
وسوف نتعرف من خلال هذا المقال على أنواع الضمائر في الجمل وكيفية إعرابها مع بعض الأمثلة والتدريبات اللازمة لتوضيح الشرح بشكل عملي.
الضمائر في الجملة الفعلية
في البداية نحتاج إلى التعرف على المقصود بمعنى الضمائر التي تأتي في الجملة سواء كانت فعلية أو اسمية، ويقصد بها اسم جامد ليس له أي مشتقات من لفظه وقد تم وضعه في الجملة لينوب عن الاسم الواقع فيها حسب إعرابه سواء كان فاعل أو مفعول به حسب موقعه في الكلام.
وهناك نوعين من الضمائر التي تأتي في الجملة الفعلية، وهي الضمير المتصل والضمير المنفصل والتي سوف نتحدث عنها لاحقا بالتفصيل.
أمثلة على الضمائر في الجملة الفعلية
هناك العديد من الأمثلة التي يمكن إعطائها عن أنواع الضمائر في الجملة الفعلية، وهي كما يلي:
- ضمير المتكلم: مثل أنا – نحن – إيانا – إياي، وتأتي كلها مع المذكر والمؤنث.
- ضمير المخاطب: مثل أنت وأنتم وأنتما وأنتن وإياك وإياكِ و إياكما وإياكن وإياكم.
وتكون أنت وإياك فقط للمذكر المفرد، أما أنت وإياكِ تكون للمؤنث المفرد، وأنتما وإياكما للمثنى المذكر، بينما تكون إياكن وأنتن للجمع المؤنث وإياكم وأنتم للجمع المذكر.
- ضمير الغائب: يكون هو وهي وهما وهم وهن وإياهم وإياهن وإياهما وإياه وإياها.
أياه وهو تكون للمذكر المفرد، أما إياها وهي للمؤنث المفرد، بينما هم وأياهم للمذكر الجمع، وهن وإياهن للمؤنث الجمع، وإياهما وهما تكون للمثنى المذكر والمؤنث معا.
انواع ضمائر المتكلم مع الجملة الفعلية
هناك مجموعة من الضمائر في الجملة الفعلية التي تأتي وتسمى ضمائر المتكلم، وهي عبارة عن ضمير ينوب عن شخص المتكلم في الجملة الذي لا يأتي اسمه بشكل صريح ويكون الكلام في هذه الجملة عائد عليه، وهناك ثلاث أنواع من ضمائر المتكلم، هي:
- ضمير متكلم متصل.
- ضمير متكلم منفصل.
- الضمير المتكلم المستتر.
وسوف نتعرف عليها فيما يلي بالتفصيل:
أولا ضمير المتكلم المتصل
يقصد بضمير المتكلم المتصل أنه ذلك الضمير الذي يأتي موصول بالفعل في الجملة ويعبر عن الشخص الذي يعود عليه الفعل وهو يكون:
- تاء الفاعل: ويأتي بشكل مفرد مثل: ذهبتُ إلى الحديقة.
- ياء المتكلم: ويكون مثل آتاني الله من فضله.
- نا الفاعلين: وتكون دالة على الجماعة مثل رزقنا الله من فضله وتأتي بصيغة المتكلم وهي تستخدم عند الحديث عن شخصين أو أكثر.
ثانيا ضمير المتكلم المنفصل
هذا النوع من أنواع الضمائر في الجملة الفعلية المتصلة تأتي بشكل منفصل عن الفعل والكلمات الأخرى في الجملة، وهي تأتي لتنوب عن الفاعل أو المفعول به في الجملة حتى تعبر عن المعنى المطلوب، وتكون كما هو في الأمثلة التالية:
- أنا: وهو ضمير منفصل يتم استخدامه للتعبير عن الشخص المفرد عندما يتحدث عن نفسه في الجملة الفعلية، مثال: أنا أتعلم دروسي.
- نحن: وهو ضمير منفصل أيضا ولكن يستخدم للحديث عن الجماعة ويعبر به الأشخاص عن أنفسهم في الجملة لأكثر من شخصين، مثال: نحن ندعو الله.
- إياي: هو نوع من الضمائر المنفصلة أيضا التي تستخدم للتعبير عن المفرد في الجملة الفعلية سواء من المذكر أو المؤنث، ومن أمثلة ذلك: إياي ذهبت للعمل.
- أما إيانا فهي تأتي للتعبير عن الجمع لشخصين أو أكثر، ومثال ذلك: إيانا شكرنا الله، وقد تأتي للمفرد مع تعظيم النفس.
ثالثا ضمير المتكلم المستتر
هذا النوع هو النوع الأخير من أنواع الضمائر في الجملة الفعلية المنفصلة، ويقصد بهذا النوع المختلف من الضمائر و الذي لا يظهر في الجملة شكلا، و لكن يمكن فهمه من سياق الكلام، وهي تأتي كما يلي:
- أحب والدتي كثيرا.
- نسعى للعمل معا.
- ذهبت إلى المدرسة صباحا.
- كنا في الحديقة بالأمس.
في كل هذه الجمل السابقة لا تجد أن هناك ضمير واضح لا متصل ولا منفصل، ولكن يمكنك عند قراءة الجملة القيام بفهم من الذي يتحدث ومن هو الفاعل أو المفعول به في الجملة، وذلك من خلال فهم سياق الكلام.
ففي كل من الجمل الفعلية السابقة تجد أن الفاعل يقصد به أنا أو نحن، ولكن في جمل أخرى قد يأتي بمعنى هم أو أنتم أو غيرها من الضمائر سواء التي تأتي بصيغة المخاطب أو الغائب، مثل:
- اذهبوا إلى معلمكم.
- لقد رحلوا عن المكان.
- قل خيرا لجارك
- ذهبت الفتاة إلى أمها.
وهكذا وبنفس الطريقة تستطيع ان تفهم من سياق كل جملة أن هناك ضمير مستتر في كل جملة تقديره إما للغائب هو / هي أو المخاطب أنت / أنتم، وفي كل جملة تجد أن هذا الضمير لا يظهر في الجملة بشكل واضح ولا حتى بضمير متصل وإنما هو مخفي لا وجود له إلا بالمعنى فقط وليس بالحروف، لهذا أطلق عليه اسم مستتر.
إعراب ضمير المتكلم في الجملة الفعلية
عندما نتحدث عن أنواع الضمائر في الجملة الفعلية التي تأتي بصيغة المتكلم فنحن نحتاج إلى إعرابها حتى نستطيع أن نعرف من هو المتكلم في الجملة، وفي اللغة العربية فإن كل كلمة من الكلمات لها محل من الإعراب يكون الغرض منه التعرف على موقع الكلمة المعربة حتى يمكن فهم الجملة بالشكل الصحيح، ويساعد على ذلك التشكيل سواء بالعلامات الأصلية أو الفرعية.
بصفة عامة نستطيع أن نجزم وفقا لقواعد اللغة العربية بأن الضمائر جميعها تأتي مبنية وتكون إما في محل رفع أو ضم أو كسر على حسب موقع الضمير في الإعراب.
وهذا يعني انها عند النطق تلزم الشخص بنطقها بتشكيل معين لا يجوز تغييره حتى وإن كان إعرابها يستلزم إعراب آخر، وهذا بحكم وظيفتها في الجملة إن كانت فاعل أو مفعول به، ويتم التعبير عن ذلك عند الإعراب الكامل للكلمة أنها مبنية على الفتح أو الضم مثلا وفي محل رفع أو جر أو غير ذلك على حسب إعراب الضمير الذي يدل على موقع صاحبه في الجملة سواء فاعل أو مفعول أو غير ذلك.
أنواع الضمائر المشتركة
من ضمن أنواع الضمائر في الجملة الفعلية هي الضمائر المشتركة، ويقصد بها أنواع الضمائر المشتركة بين الرفع والجر والنصب، وتكون عبارة عن ضمير واحد هو “نا المتكلمين” وهذا الضمير قد يأتي في مواضع مختلفة مثل وضع الجر للمضاف إليه أو رفع الفاعل وقد يأتي أيضا في محل نصب مفعول به.
مثال على ذلك ما جاء في الآية الكريمة: “ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا”
هنا تأتي “نا” الأولى في قوله ربنا في محل جر مضاف إليه.
“نا” الثانية في قوله تؤاخذنا تأتي في محل نصب مفعول به.
بينما “نا” الأخيرة في قوله أخطأنا تكون في محل رفع فاعل.
هكذا نكون قد استعرضنا أنواع الضمائر في الجملة الفعلية وتعرفنا على ضمير المتكلم وكيفية إعرابه وحكمه في المواقع المختلفة للإعراب.
