مكانة اللغة العربية في الإسلام وحفظها للقرآن الكريم
تعد مكانة اللغة العربية في الإسلام وحفظها للقرآن الكريم مكانة عظيمة فهي اللغة التي استخدمت في عرض القرآن الكريم والسنة النبوية، أي أنها جزء من الدين الإسلامي ولا يمكن أن يقوم الإسلام بدونها، فلا يصح قراءة القرآن إلا باللغة العربية ولا تصح الصلاة إلا بها.
وتحتوي اللغة العربية على العديد من الخصائص والمفردات اللغوية التي تمكنها من توضيح المقصود من الحديث بسلاسة، وتمتلك أيضا مفردات أخرى معقدة وصعبة وتحمل الكثير من المعاني في طياتها، فإذا تحدثنا عن اللغة العربية وتأثيرها وارتباطها بالدين لن ننتهي ولكن يمكن توضيح تأثيرها في الحفاظ على الإسلام والقرآن الكريم طوال تلك السنوات.
مكانة اللغة العربية في الإسلام وحفظها للقرآن الكريم
سارت اللغة العربية بالتوازي مع بدء الإسلام منذ إنطلاقه من شبه الجزيرة العربية، والتي انتشرت على نطاق واسع لأي من الراغبين في الانضمام إلى الدين الإسلامي، فنجد أن اللغة العربية ذات لسان طليق وتمكنت من المساهمة في تراث العديد من المجالات العربية في الحياة سواء الطب أو الرياضة أو الفيزياء والفلك والكيمياء التي عاصرها أهل العلم في العصر القديم منذ بداية اللغة العربية.
ولم تكتفي بذلك بل أصبحت مكانة اللغة العربية في الإسلام وحفظها للقرآن الكريم ذات شأن عظيم، حيث امتلك العديد من الخصائص التي جعلتها من أهم اللغات المتواجدة، ومن تلك المميزات التالي:
ارتباطها بالوحي
تمتلك مكانة اللغة العربية في الإسلام وحفظها للقرآن الكريم مكانة كبيرة، فهي لغة القرآن الكريم الذي أنزل على الإنسان بكافة بقاع العالم، كما هي اللغة الخاصة بالوحي ليصبح دستورهم ليتمكن من تنظيم العلاقة الروحية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية بين القرآن واللغة.
حيث امتازت اللغة العربية عن غيرها من سائر اللغات باستخدامها في العديد من الكتب السماوية السابقة التي سبقت القرآن الكريم، وأكسبت اللغة العربية هيبة وهيمنة على غيره من سائر اللغات لذا اعتبرها العلماء أفضل اللغات وأوسعها في المفردات وأبلغها في الحديث، فذكر على لسان الإمام الشافعي قبله : ” لسان العرب أوسع الألسنة مذهبا وأكثرها ألفاظا وقد علمنا أنه لا يحيط به إنسان غير نبي ” .
اقرأ أيضًا: فضل التكبير في صلاة العيد وأحكامه
لغة ثابتة وراسخة
تمتد جذور ومكانة اللغة العربية في الإسلام وحفظها للقرآن الكريم في أعماق التاريخ لأكثر من خمسة عشر قرنا على عكس العديد من اللغات الأخرى التي تواجدت منذ قرن أو ثلاثة، فنجد اللغة الإنجليزية كانت ذات مفاهيم مختلفة عن أخر ثلاثة قرون حتى اليوم وقد يجد البعض صعوبة في فهمها حتى المختصين.
ولكن اللغة العربية ذات عقيدة مفاهيم راسخة لا تتغير بل تمتلك الكثير والكثير من الخصائص وجميعها يمكن للمختصين في اللغة فهمها وتداولها، بالإضافة إلى عدم القدرة على تغيير أي من خصائصها فلا يمكن زعزعتها.
قدسية اللغة العربية
اللغة العربية محفوظة فقد خصها الله بحفظ القرآن الكريم، وقد تمكنت من البقاء على مدار القرون السابقة حتى وقتنا الحالي ومستقبلنا القادم، فنجدها اليوم تتداخل في العديد من المجالات مثل التأليف والكتابة، ووسائل الإعلام، وهي لغة المفكرين والعلماء والملوك.
لغة راقية
إن اللغة العربية من اللغات الراقية التي تتمكن من التعبير عن المواقف أو الأحداث بمنتهى الفصاحة والبلاغة، كما تمتلك صور فنية إبداعية، فمنذ قديم الأزل تفنن العرب في التعرف على الكلمات والمصطلحات الجميلة الإبداعية واستخدامها في الحديث بشكل مستمر وقد أثبت ذلك في المعلقات المتواجدة من العصر الجاهلية، وقد تمكن القرآن من تحدي قدراتهم الإبداعية في المصطلحات من خلال اللغة العربية التي تمكنت من توضيح مفاهيم والكلمات الإبداعية المذكورة في كتاب الله ليتمتع بالبيان والفصاحة.
ارتباطها بالشعائر الإسلامية
مكانة اللغة العربية في الإسلام وحفظها للقرآن الكريم تظهر بوضوح في الشعائر الإسلامية التي لا ينفك المسلم عن تأديتها، فهي تتواجد في جميع الشعائر التي يتم ممارستها من الصلاة والأذكار وأوراده وغيرها من الأعمال الدينية التي تتم من خلال اللغة العربية، فلا يمكن قراءة القرآن الكريم إلا باللغة العربية.
تراث عربى
تعد اللغة العربية من التراث العربي القديم لكونها تمتلك العديد من الذخائر اللغوية المستخدمة في العديد من المواقف والأعمال اليومية، فاللغة العربية ذات مخزون ثقافي كبير وتمتلك قيمة تراثية لدى الكثير من الأمم فهي حلقة الوصل بين الكثير من الأمم المختلفة وخاصة التي تعتنق الدين الإسلامي ليتمكنوا من تبادل الثقافات والعلم بكل سهولة.
كما تعلم اللغة العربية على إثبات الهوية العربية ورسم الشخصية وتحديدها لجميع العرب، فلا يمكن التخلي عنها ولا التجرد منها، فنجد الكثير من الحركات التي تسعى لتجريد اللغة العربية والهوية العربية من البلاد المسلمة ليفقدوا هويتهم ويختلطوا ضمن الأعراف والتقاليد المنافية للشريعة الإسلامية.
اقرأ أيضًا: الفرق بين الجملة الفعلية والاسمية
خصائص اللغة العربية
بالإضافة إلى مكانة اللغة العربية في الإسلام وحفظها للقرآن الكريم لامتلاكها العديد من الخصائص الهامة التي تجعلها لغة تراثية مخلدة، لا يمكن العبث بها أو محاولة تغيير أي من خصائصها فلا يمكن تغيير لغة القرآن الكريم، ومن أبرز خصائصها ما يلي:
مفردات غزيرة
تمتلك اللغة العربية غزارة كبيرة في المفردات والمفاهيم فمن خلال الإطلاع على المعجم العربي تجد أمامك كم هائل وكبير من المواد اللغوية التي يمكن الاعتماد عليها في سياق الحديث والأشعار والكتابة وغيرها، ولكل مادة العديد من المشتقات التي قد تصل إلى عشرات الكلمات وأكثر مثل (ك ت ب) فتقول: كتب، يكتب، اكتب، اكتبا، اكتبي، اكتبوا، اكتبن، وأكتب ونكتب ويكتب وتكتب، وكاتب (اسم فاعل) ومكتوب(اسم مفعول) ومكتبة ومكتب وكُتُبٌ وكتيبة وكَتَبَةٌ وكاتبة وكاتبون وكاتبات وكويتب وكويتبات وكتيبات وغيرها الكثير من المفردات المتنوعة التي تعمل على بقاء اللغة وقدرتها على مواكبة أي من التغيرات الجارية في العالم دون حدوث أي خلل بها.
الطبيعة الاشتقاقية
إن اللغة العربية من اللغات التي تحتوي على الكثير من الكلمات الاشتقاقية وتكاد تكون الوحيدة التي تختص بتلك الميزة، فهي تتمكن من الحديث عن معنى واحد وما تمحور حوله مثل مادة (ج ن ن) إذ يقصد بها الستر والخفاء بالعديد من المفاهيم فالجن مستورون، والجنين مستور برحم أمه، والمجنون خفي عقله، والجنة خفيت عنا.
اعتمادها على القوالب البنائية
يقصد بالقوالب البنائية هي الكلمات وبنيتها والقدرة على تواجدها ببنية مختلف، بالإضافة إلى اختلاف المقصد من كل قال لها ولا يمكن أن نجد تلك الخاصية بأي من اللغات الأخرى، لكن اللغة العربية يمكن تشكيلها من خلال استخدام العديد من الكلمات في أبنية مختلفة وقوالب متعددة واختلاف واضح في المفهوم، فاللغة العربية لا تنضب من المفردات المختلفة.
وقوع الاشتراك فيها
في سياق الحديث عن مكانة اللغة العربية في الإسلام وحفظها للقرآن الكريم يجب أن نتعرف على خاصية مميزة تمتلكها اللغة حيث يمكن أن يحتو اللفظ على أكثر من معنى واحد، ويمكن التلاعب بمفردات اللغة في العديد من السياقات المختلفة اعتماد على سياق الجملة والمقصود بها.
وقوع الترادف فيها
يقصد بالترادف هو تواجد معنى بالكثير من الألفاظ المختلفة مما يجعلها قدرة مميزة للغة العربية فيوجد العديد من الألفاظ التي تحمل نفس المعنى والتي يمكن استخدامها في العديد من الكتابات المختلفة ولتعزيز مفهوم الجمل بشكل سلس.
يوجد العديد من الخصائص التي تميز اللغة العربية والتي حافظت على تواجدها حتى وقتنا الحالي، وساعدت على تعزيز مكانة الدين الإسلامي من خلال احتفاظها بالكثير من المفاهيم الدينية المختلفة، ولا يمكن أن نتجاهل قدرتها في الحفاظ على كتاب الله السماوي القرآن الكريم.