حالات إعراب الممنوع من الصرف

هناك قاعدة خاصة في النحو تتعلق بحكم إعراب الممنوع من الصرف والذي يقصد به الكلمات التي لا يجوز أن يتم تنوينها وتكون هذه الأسماء مجرورة بالفتحة بدلًا من أن تكون مجرورة بالكسرة كما جرت العادة في إعراب باقي الكلمات المعربة.

واللغة العربية لها بحور كثيرة والقواعد النحوية فيها واسعة تحتاج إلى وقت طويل للتعرف عليها والخوض فيها لمعرفة أصولها بالشكل الصحيح وهذا ما اعطى هذه اللغة العظيمة هذا القدر من البلاغة والجمال الذي يظهر بشكل أكبر عندما نتعرف على أسرارها.

ومن خلال هذا المقال سوف نتعرف بشكل تفصيلي على أنواع الممنوع من الصرف وقاعدة إعرابه بشكل مفصل، فتعال معنا.

إعراب الممنوع من الصرف

من المعروف أن الأسماء يكون الأصل فيها أن كل من الاسم المفرد وجمع التكسير مجرور بالكسرة ويكون في آخر حرف منه التنوين وذلك في حال كان نكرة غير معرف بأل التعريف أو معرف بالإضافة، ومن المعروف أيضًا ان هذا التنوين يكتب على شكل ضمة مزدوجة في آخر حرف في حالة الرفع، وبالتالي فهي لا تكتب نون صريحة، وفي حالة الجر تكون كسرتين وكذلك الحال بالنسبة للنصب يكون فتحتين يضاف إليها ألف في نهاية الكلمة فيما عدا الأسماء المنتهية بهمزة أو تاء تأنيث.

إعراب الممنوع من الصرف
إعراب الممنوع من الصرف

اقرأ أيضًا: ما هي الكلمات الممنوعة من الصرف

أنواع الاسم الممنوع من الصرف

حتى يمكن إعراب الممنوع من الصرف بالشكل الصحيح يجب ان نعرف أولا أنواعه وأسباب منعه وهي كما يلي:

الممنوع لعلة واحدة من الصرف

يكون الاسم ممنوع من الصرف لاحتوائه على علة وهذا لواحد من الأسباب التالية: 

  • الاسم الذي يحتوي في نهايته على ألف التأنيث اللينة مثل كلمة أورى وبشرى ونجوى وحبلى وثكلى وغيرها.
  • الاسم الذي يأتي بصيغة الجمع ومن أمثلته كلمات مثل قنابل مصابيح مكاتب ومصاحف  ومدافع وقواطع وغيرها.
  • أيضا تكون العلة بسبب أن الاسم يكون في آخره ألف التأنيث الممدودة والتي تأتي في كلمات مثل شعواء وحسناء وصحراء وسمراء وغيرها من الكلمات الشبيهة لذلك.

الممنوع من الصرف بسبب وجود علتين

هناك أيضًا في إعراب الممنوع من الصرف أسماء تكون ممنوعة من الصرف بسبب وجود علتين ويكون إما اسم علم أو صفة ويحدث ذلك في 6 مواضع مختلفة كما يلي:

  •  الاسم العلم الذي يأتي في آخره ألف ونون زائدة والتي تأتي في كلمات مثل عثمان ومروان وسليمان ونجوان وإيمان  وعنان وغيرها من الأسماء الأخرى.
  • أيضًا الاسم العلم الذي يكون على وزن فُعَل مثل كلمة عمر وما على شاكلتها وبنفس الوزن من كلمات أخرى.
  • أنواع الاسم العلم الأعجمي وهي الأسماء التي تدخل على اللغة العربية وهي في الأصل أسماء أجنبية جاءت من لغات أخرى مثل كلمة بغداد وإبراهيم ودمشق وكلمة سقراط ويعقوب وغيرها من الأسماء الأخرى.
  • اسم العلم الذي يأتي على وزن الفعل مثل اسم أشرف وأكرم وأحمد وأيمن وغيرها من الأسماء التي تأتي على نفس الوزن،ويقصد بها أنها على وزن الفعل أنها لى الرغم من كونها أسماء علم مذكر إلا أنها تأتي في بعض الجمل على أنها فعل مثل أن يقال أكرم الرجل والديه.
  • اسم العلم الذي يكون مركب بشكل مزجي وذلك مثل كلمة حضرموت وبعلبك وبور فؤاد ونيويورك وبور سعيد وسامراء وغيرها من الأسماء الأخرى.
  • أنواع اسم العلم المؤنث وهنا تكون جميع أسماء العلم المؤنث في أنواع ثلاثة كما يلي:

-ويكون عبارة عن مؤنث ولكن لفظيًا وفي الأصل هو عبارة عن اسم علم مذكر ولكنه يسمى ذلك لأنه ينتهي بتاء التأنيث مثل خفاجة وطلحة ومعاوية وزيادة وقتادة وغيرها من الأسماء الأخرى.

-اسم المؤنث الحقيقي وهو الذي يكون عبارة عن اسم مؤنث ينطق ويفهم من المعنى على أنه كذلك وذلك لنه ينتهي بتاء التأنيث مثل اسم نادية وفاطمة وسميرة وأميرة وعائشة وسعيدة وغيرها.

-أيضا اسم المؤنث ولكن الذي يفهم من المعنى أنه مؤنث ويطلق عليه اسم المؤنث المعنوي وهو لا ينتهي بتاء التأنيث ولكن يفهم من معناه أنه اسم لمؤنث مثل سعاد وسماح وإيمان وسوسن ونجوى وغيرها من الأسماء الأخرى.

حالات الممنوع من الصرف 

في ظل الحديث عن حالات إعراب الممنوع من الصرف، نشير إلى أن إعرابه يكون وفق موقعه في الجملة، لكنه يختلف عن الاسم المصروف في حالة الجر تحديداً، ففي حالة الرفع يرفع الممنوع من الصرف بالضمة الظاهرة، دون أي تغيير كأن نقول “جاء أحمد” بحيث تكون الكلمة مرفوعة لأنها فاعل وتعامل معاملة الاسم العادي.

في حالة النصب ينصب أيضاً بالفتحة الظاهرة على أخره مثل “قابلت هنداً” بحيث تظهر الفتحة علامة نصب واضحة رغم كون الكلمة ممنوعة من الصرف، أما عند الجر فيأتي الاختلاف ظاهر بحيث يجر الممنوع من الصرف بالفتحة نيابة عن الكسرة فيقال مثلاً “مررت بأسواق قديمة”، وتكون أسواق هنا مجرورة، لكن بالفتحة لأنها ممنوعة من الصرف، وغير معرفة بأل وغير مضافة لما بعدها.

إذا دخلت أل على الاسم وأضيف إلى اسم بعده فإنه يعامل معاملة الاسم المصروف ويجر بالكسرة، فنقول “ذهبت إلى الأسواق الواسعة”، أو ” مشيت في أسواق المدينة”، لذلك فإن الممنوع من الصرف يعامل بإعراب خاص في حالة الجر فقط بينما لا يختلف عن باقي الأسماء في حالتي الرفع والنصب، وهو ما يتطلب انتباهاً دقيقاً عند الإعراب لتحديد حالته بشكل صحيح.

الفرق بين المصروف والممنوع من الصرف

لا زلنا في إطار الحديث عن حالات إعراب الممنوع من الصرف، ونشير إلى أنه يظهر الفرق بين الاسم المصروف، والاسم الممنوع من الصرف في الجانب الإعرابي تحديداً في حالة الجر، فالاسم المصروف، هو الاسم الذي يصرف، ويقبل التنوين ويجر دائماً بالكسرة مثل “ذهبت إلى مساجد كثيرة” فمساجد لا يظهر عليها التنوين، وجاءت مجرورة بالفتحة.

يمنع الاسم من الصرف لأسباب صرفية متعددة مثل أن يكون مختوماً بألف التأنيث، أو يكون علماً أعجمياً، أو مركباً مزجياً، أو على صيغة منتهى الجموع، وغيرها، وعلى الرغم من أن الممنوع من الصرف، يرفع بالضمة، وينصب بالفتحة مثل المصروف إلا أن الفرق الأساسي يكمن في علامة الجر.

إذا دخلت “الـ” التعريف على الاسم، أو أضيف الاسم لما بعده، فإنه يجر بالكسرة مثل المصروف، لذلك التفريق بين المصروف، والممنوع من الصرف لا يتعلق فقط بالشكل الظاهري؛ بل بفهم خصائص الكلمة الصرفية، والسياق النحوي الذي وردت فيه، وهو يعتبر من المهارات الأساسية في الإعراب.

اقرأ أيضًا: ما هي المجرورات من الاسماء.. تعرف عليها

الممنوع من الصرف لأنه صفة

الأسماء التي تأتي على أنها صفات ينطبق عليها حكم إعراب الممنوع من الصرف وذلك إذا جاءت في الحالات الاتية:

  • الأسماء التي جاءت على وزن فعلان والذي يكون مؤنثه كلمة فعلىمث كلمة عطشان والتي مؤنثها عطشى، وكلمة جوعان مؤنثها جوعى ، أما إذا كانت هذه الكلمات على وزن فعلانة مثل كلمة فرحان وفرحانة فهي لا تكون ممنوعة من الصرف.
  • الصفات التي تأتي في كلمات محددة مثل أحاد وموحد وعشار ومعشر وثناء ومثنى وأخر وأخرى.
  • الصفات التي تأتي على وزن أفعل مثل كلمات أسبق وأسوأ وأجود وأبيض وأعمق كلها تكون ممنوعة من الصرف، ولكن في حال لا يكون في آخرها تاء التأنيث، وبالتالي فإن الصفات التي كانت في آخرها تأء تأنيث مثل أرمل وأرملة فهذه لا تنطبق عليها القاعدة ولا تكون ممنوعة من الصرف.
إعراب الممنوع من الصرف
إعراب الممنوع من الصرف

كيف يكون إعراب الأسماء الممنوعة من الصرف

يكون إعراب الممنوع من الصرف عندما يكون مرفوعا فيرفع بالضمة والمكسور يجر بالفتحة  وذلك إذا كان من الأسماء المجردة من التعريف والإضافة، ومن أمثلة ذلك نذكر ما يلي:

  • إن عمرَ أصبح ثريا.
  • لعليَ الفضل العظيم في تدوين القرآن الكريم.

ولكن في حال كان الاسم مضافًا أو أنه قد تدخل عليه ال التعريف في هذه الحالة يكون جره بالكسرة، وذلك مثل جملة:

  • تأتي قاذفاتُ على مواقعِ الأعداء وتدمرها. 

وفي هذه الجملة تكون كلمة أماكن مجرورة بالكسرة لأنها مضافة وتأتي في صيغة الجموع.

متى يجوز صرف الاسم الممنوع من الصرف؟

هناك بعض الحالات التي يمكن أن يكون فيها إعراب الممنوع من الصرف من الجائز أن يصرف وهذه الحالات هي:

  • لا يجوز أن تصرف الصفات التي تأتي على وزن فعلان وعندما تكون مؤنثة تكون على وزن فعلانة مثل فرحان وفرحانة.
  • إذا كان الاسم العلم بصيغة المؤنث من الأسماء التي ترسم ساكنة في الوسط فإنه من الممكن أن يجوز صرفه وايضًا يجوز أن يكون ممنوع من الصرف وذلك في الكلمات مثل هند.
  • بالنسبة للأسماء الأعجمية التي تأتي أيضا مرسومة الوسط بالسكون مثل اسم نوح ولوط وهود فإنه يجوز أن يتم صرفها كما ورد في القرآن الكريم اسم لوط منون في الآية “وإن لوطًا لمن المرسلين”.

أمثلة على الأسماء الممنوعة من الصرف

بعد ان تعرفنا على إعراب الممنوع من الصرف، نتعرف فيما يلي على بعض الأسماء التي تأتي ممنوعة من الصرف، وهي كما يلي:

  • كم من علماء في التاريخ الحديث طوروا الحياة.
  • زهير بن أبي سلمى هو واحد من أشهر شعراء الجاهلية.

اقرأ أيضًا: كل مرفوعات الأسماء في اللغة العربية

أمثلة  على الصفات الممنوعة من الصرف

هذه مجموعة من الصفات التي تأتي ممنوعة من الصرف:

  • يصبح عطشان إذا تعرض للشمس.
  • ومن كان منكم مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر.

إعراب الممنوع من الصرف من أهم الدروس في علم النحو، لما له من تأثير كبير على فهمنا للجملة وإعرابها بشكل صحيح، فالممنوع من الصرف هو اسم لا ينون ويجر بالفتحة نيابة عن الكسرة إلا في حالتين: إذا كان معرفًا بأل، أو إذا كان مضافًا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.