سنتعرف في هذا المقال على إن وأخواتها ( الحروف الناسخة ) :تعريف ، إعراب ، أمثلة واضحة
ما الحروف الناسخة ؟
تأمل الجمل الآتية :
– الجملُ صبورٌ : إنَّ الجملَ صبورٌ .
– الامتحانُ قريبٌ : علمتُ أنَّ الامتحانَ قريبٌ .
– القمرُ مصباحٌ : كأنَّ القمرَ مصباحٌ .
إذا تأملت الجمل السابقة في القسم الأول ( الجمل صبور – الامتحان قريب … ) ، تجدها تتألف من مبتدإ وخبر مرفوعان ، وإذا نظرت إلى القسم الثاني ( إنّ الجمل صبور – كأنّ القمر مصباح … ) وجدت أن هذه الجمل قد دخلت عليها أحرف ( إنَّ – أنَّ – كأنَّ ) .
وإذا تأملت أواخر هذه الأسماء في هذا القسم وجدت الاسم الأول منصوبا في كل الأمثلة ، والاسم الثاني مرفوعا في جميعها . والذي أحدث هذا التغيير هو دخول الأحرف المتقدمة ؛ وتسمى : الأحرف الناسخة أو الأحرف المشبهة بالفعل ، أو إن وأخواتها .
معاني الحروف الناسخة
-
إنّ و أنّ : للتوكيد .
-
كأنّ : حرف ناسخ يفيد التشبيه .
-
الحرف الناسخ لكنّ : تفيد الاستدراك .
-
لعلّ : تفيد الترجي .
-
ليت : تفيد التمني .
إنّ وأخواتها وعملها
تعمل الأحرف الناسخة عملها حيث تدخل على الجملة الاسمية ، فتنصب المبتدأ ويسمى اسمها ، وترفع الخبر ويسمى خبرها .
وتسمى أيضا بـ الأحرف المشبهة بالفعل لأنها تتشابه مع الأفعال في جملة أمور منها :
– اختصاصها بالأسماء كاختصاص الأفعال بالأسماء .
– أنها مبنية على الفتح كالأفعال الماضية .
– اتصال ضمائر النصب بها ، مثل ( إنّك – أنّك – ليتني – كأنّي … إلخ ) .
إنّ وأخواتها وكان وأخواتها
لمن يتساءل عن الفرق بين الأفعال الناسخة والحروف الناسخة ، فالأولى أفعال تدخل على الجملة الاسمية فيبقى المبتدأ مرفوعا ويسمى اسمها في حين يصبح الخبر منصوبا ويسمى خبرها .
أما الأحرف الناسخة فهي تدخل على الجملة الاسمية فتنصب الخبر وترفع المبتدأ .
أمثلة على إن وأخواتها
– إنّ باب الرزق مفتوح .
– علمت أنّ العمل عبادة .
– كأن خالدا أسدٌ ( تشبيه في القوة ) .
– القضاء نزيه ، ولكن العدلَ بطيء .
– لعل النصر قريب .
– ليت الامتحانَ سهل .
إعراب إن وأخواتها
ينصب اسم إنّ بـ :
– الفتحة الظاهرة ، مثل : إنّ الشمسَ ساطعةٌ .
– الفتحة المقدرة ، مثل : ليت صديقي يعود .
– الياء ( في المثنى ) ، مثل : لعل الولدين يُشفيان .
– الياء ( في جمع المذكر السالم ) ، مثل : إنّ المحسنين شرفاء .
– الألف ( في الأسماء الخمسة ) ، مثل : إنّ ذا الأخلاقِ موقر .
– الكسرة ( في جمع المؤنث السالم ) ، مثل : كأن صفحاتِ الماء مرآة .
ويرفع خبر إنّ بـ :
– الضمة الظاهرة ، مثل : إنّ أبي مجدٌّ .
– الضمة المقدرة ، مثل : أحبك ولكنك خصمي .
– الألف ( في المثنى ) ، مثل : ليت المجدّيْنِ فائزان .
– الواو ( في جمع المذكر السالم ) ، مثل : لعل المهاجرين عائدون .
– الواو ( في الأسماء الخمسة ) ، مثل : إنّ معلمنا ذو علم غزير .
أنواع خبر إن وأخواتها
يكون خبر إن وأخواتها :
1 – مفرد ، مثل : إنّ القاضيَ عادلٌ .
2 – جملة فعلية ، مثل : إنّ جيشنا يتربص بالأعداء .
3 – جملة اسمية ، مثل : إنّ الخيانةَ عاقبتها سيئة .
4 – جارا ومجرور ، مثل : علمتُ أنّ الأمرَ في غاية الأهمية .
5 – ظرف ، مثل : كأن العصفور فوق الشجرة .
إضافة مهمة:
الترتيب الأصلي لجملة إنّ و أخواتها يقتضي تقديم الاسم على الخبر ، لكن قد يتقدم الخبر على الاسم إذا كان شبه جملة ( جارا ومجرورا أو ظرفا ) .
إن وأخواتها ولام التوكيد
قاعدة:
قد يقترن اسم إنّ وخبرها بلام التوكيد المفتوحة .
– يقول سبحانه وتعالى : ‘ وإن الساعة لآتية ‘ ( الحجر 85 ) .
إن : حرف توكيد ونصب .
الساعة : اسمها منصوب .
لآتية : خبرها مرفوع ، واللام للتوكيد .
– يقول الله تعالى : ‘ وإن عليكم لحافظين ‘ ( الانفطار 10 ) .
إن : حرف توكيد ونصب .
عليكم : خبر إن شبه جملة مقدم .
لحافظين : اسم إن منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم ، واللام للتوكيد .
إن وأخواتها وما المانعة
قاعدة:
إذا دخلت ( ما ) على إنّ وأخواتها منعت عملها ما عدا: ليت ، فيجوز إهمالها أو العمل بها .
– يقول تعالى : ‘ إنما المؤمنون إخوة ‘ ( الحجرات 10 ) .
إنّما: كافة ومكفوفة .
المؤمنون : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو ؛ لأنه جمع مذكر سالم .
إخوة : خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة .
– ليتما التلميذَ ناجحٌ .
ليتما : حرف تمن ونصب وما زائدة
التلميذ : اسمها منصوب بالفتحة .
ناجح : خبرها مرفوع بالضمة .
هذا في حالة إعمال ليت ، أما في حالة إهمالها فتعرب :
التلميذُ : مبتدأ مرفوع بالضمة .
ناجح : خبر مرفوع بالضمة .
تخفيف نون إنّ وأخواتها
– إذا خففت إنّ المكسورة الهمزة جاز الإعمال والإلغاء ، والإلغاء أرجح .
مثال : إنْ محمدا مهذب – إنْ محمد لمهذب .
لقد خففت ( إنّ ) فأصبحت ( إنْ ) المكسورة الهمزة الساكنة النون . فجاز عملها كما في الجملة الأولى ، وألغيت في الجملة الثانية وهو المشهور بكثرة ، وإذا ألغيت دخلت اللام الفارقة على خبر المبتدأ وجوبا .
– إذا خففت أنّ المفتوحة الهمزة وجب الإعمال بشرط أن يكون اسمها ضمير شأن محذوف .
ومنه قوله تعالى : ” وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ” ( يونس 10 ) .
اسم أنّ ( ضمير الشأن المحذوف ) جواز تقديره ( أنه ) .
تخفيف نون لكنّ وكأنّ
– إذا خففت لكنّ وجب إلغاء عملها لزوال اختصاصها بالجملة الاسمية .
مثال قوله تعالى : ” وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ ” ( الزخرف 76 ) .
في هذا المثال خففت ( لكنّ ) فأصبحت ( لكنْ ) ساكنة النون . فوجب إلغاء عملها لأنها إذ خففت دخلت على الجمل الفعلية ، وزال اختصاصها بالأسماء . وفي هذا المثال دخلت ( لكن ) على الفعل ( كان ) .
– إذا خففت كأنّ عملت ، لكن ذكر اسمها أكثر من ذكر اسم أنّ المخففة .
أمثلة:
* قول الشاعر : كأَنْ ظَبْية تَعْطُو إِلى وارِق السَّلَمْ
* كأنْ محمد مجتهد .
* كأن لم تغنَ بالأمس .
مثال 4 : وقول الشاعر : كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا أنيس
مِثال 5 : كأن قد فهمت الدرس .
ففي المثال الأول يجوز أن تكون ( ظبية ) اسم كأنّ ، والخبر محذوف . والتقدير : هذه المرأة ، والجملة صفة لظبية .
ويجوز أن تكون ( ظبية ) بالرفع لأنها خبر كأن ، واسم كأن ضمير شأن محذوف تقديره : كأنها ظبية .
أما في المثال الثاني ( كأنْ محمد مجتهد ) ، خبرها جملة اسمية لذا لا تحتاج إلى فاصل .
– أما في المثالين الثالث والرابع والخامس ، فخبر ( كأن ) جملة فعلية فصل بينها وبين الخبر بفاصل هو ( لم ) و ( قد ) .
حكم العطف على إن وأخواتها
– إذا توسط المعطوف بين اسم إنّ وخبرها وجب نصب المعطوف ، وقلة من النحويين أجازوا الرفع .
مثال : إنّ محمدا وعليا طالبان مهذبان .
في المثال توسط المعطوف ( عليا ) بين اسم إنّ ( محمدا ) وخبرها ( طالبان ) فوجب نصب المعطوف .
– إذا تأخر المعطوف على الخبر جاز الرفع والنصب ، والنصب أرجح لعطفه على اسم إنّ ، والرفع على اعتبار أنه مبتدأ حذف حذف خبره .
مثال 1 : إنّ الإيمانَ إصلاحٌ للمجتمعِ والعلمَ .
مثال 2 : إنّ الإيمانَ إصلاحٌ للمجتمعِ والعلمُ .
في المثالين تأخر المعطوف عن الخبر ، فـ ( العلم ) متأخر عن ( إصلاح ) وهو الخبر . وهنا يجوز النصب وهو الأرجح لأنه معطوف على اسم إنّ ، واسم إنّ منصوب .
ويجوز أيضا مع هذا الرفع على اعتبار أنه مبتدأ خبره محذوف ، والجملة المعطوفة ابتدائية عطفت على محل اسم إنّ لأنه مبتدأ محله الرفع قبل دخول الناسخ .
جمل عن إن وأخواتها وإعرابها
– إنّ المعلمَ شريف .
إن : حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
المعلم : اسم إن منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره .
شريف : خبر إن مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره .
– كأن المطر لؤلؤ .
كأن : أداة تشبيه ونصب مبني على الفتح .
المطر : اسمها منصوب بالفتحة .
لؤلؤ : خبرها مرفوع بالضمة .
– لعل النصر قريب .
لعل : حرف توقع ونصب مبني على الفتح .
النصر : اسمها منصوب بالفتحة .
قريب : خبرها مرفوع بالضمة .
– يقول سبحانه : ‘ إن في ذلك لعبرة ‘ ( آل عمران 13 ) .
إن : حرف توكيد ونصب مبني على الفتح .
في ذلك : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر إن .
لعبرة : اسم إن مؤخر منصوب بالفتحة ، واللام للتوكيد .
– إنّ الحليب يفيد الطفل .
إنّ : حرف ناسخ مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
الحليب : اسم إن منصوب وعلامة نصبه الفتحة .
يفيد : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة والفاعل ضمير مستتر تقديره هو .
الطفل : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وجملة ( يفيد الطفل ) جملة فعلية في محل رفع خبر إنّ .
– قوله تعالى : ” إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ” ( الكوثر 1 ) .
إنا : إن ّ : حرف توكيد ونصب مبني على الفتح والأصل ( إنّنا ) . والضمير نا : ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم إنّ .
أعطيناك : أعطى : فعل ماض مبني على السكون . نا : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل . الكاف : ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به أول .
الكوثر : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة . وجملة ( أعطيناك الكوثر ) في محل رفع خبر إنّ .
أمثلة على إن وأخواتها من القرآن الكريم
– قوله تعالى عز وجل : ‘ اعلموا أن الله شديد العقاب ‘ ( المائدة – الآية 98 ) .
أن : حرف توكيد ونصب .
الله : اسم الجلالة اسمها منصوب بالفتحة .
شديد : خبرها مرفوع بالضمة .
– وقوله تعالى : ‘ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ‘ ( يونس – الآية 62 ) .
ألا : حرف استفتاح وتنبيه لا محل له من الإعراب .
إن : حرف نصب وتوكيد .
أولياء : اسم إن منصوب بالفتحة الظاهرة ، وهو مضاف .
الله : لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة للتعظيم . والجملة الاسمية ( لا خوف عليهم ) في محل رفع خبر إن .
– وقوله تعالى : ‘ إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ ‘ ( المرسلات 7 ) .
إنما : إنّ : حرف توكيد ونصب . ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب اسم إنّ .
لواقع : اللام : المزحلقة . واقع : خبر إن مرفوع بتنوين الضم .
– وقوله تعالى : ‘ كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ ‘ ( الأنفال 6 ) .
هاه ماذا ؟ أحسنتم . لقد دخلت ما على كأنّ ووفقا للقاعدة السابقة فسنهمل إعمالها .
ما هي شروط إن وأخواتها
يشترط في عمل إن وأنّ وكأنّ وليت أن يتم نصب المبتدأ، ورفع الخبر، وذلك في الجملة
الاسمية، على أن لا تدخل عليها (ما) الزائدة، وفي حال فإذا لحقت ما الزائدة إحدى هذه الأدوات
كفتها، أو منعتها من العمل فيما عدا (ليت) حيث يجوز إلغاء عملها، وفي حال لحقتها ما الزائدة ويجوز أن تظل عاملة، والأفضل أن يتم إلغاء عملها.
من الأمثلة على ذلك: (إنما المؤمنون أخوة، العدلُ سائدٌ، ليتما العدلَ سائدٌ):
- (إنما المؤمنون إخوة)
- إن: حرف مشبه بالفعل مبني.
- ما: حرف مبني على السكون زائد.
- المؤمنون: مبتدأ مرفوع علامته الواو.
- اخوة: خبر مرفوع علامته تنوين الضم.
- (ليتما العدل سائد)
- ليت: حرف مشبه بالفعل مبني.
- ما: حرف زائد مبني.
- العدلُ: مبتدا علامته الضمة.
- سائد: خبر مرفوع علامته تنوين الضم.
- ليتما العدلَ سائدٌ
- العدلَ: اسم ليت منصوب.
- سائدٌ: خبر ليت مرفوع.
- وتدخل (ما ) الزائدة الكافة على (إنّ) وذلك أكثر من سائر أخواتها.
شروط (ما) الكافة
يشترط في (ما) الكافة أن تكون الزائدة، وليست (ما) الموصولة، والتي يمكن أن تعني معنى (الذي) مثل: إن ما ترجوه واقع، أو حتى التفريق بينهما سهل، حيث أنه قد تعنى الموصولة معنى (الذي) وعند حذفها يمكن أن يتغير المعنى بالكامل، أما الزائدة فلا يتم إجراء أي تغيير فيها يمكن أن يطرأُ على الجملة وذلك عند العمل على حذفها.
ثم إنه قد يتم التفريق بين الزائدة والموصولة في طريقة الكتابة كذلك، ففي حين تتصل ما الزائدة مع إن أو أخواتها، حيث يمكن أن تكتبان كلمة واحدة ، فإن (ما) الموصولة يمكن أن تكتب مستقلة عن جميع تلك الأدوات، والمثال على ذلك:
- إنَّ ما ترجوه واقع
- إنَّ: حرف مشبه بالفعل مبني.
- ما: اسم موصول مبني على السكون يمكن أن يكون في محل نصب اسم إن.
- ترجو: وهو فعل مضارع مرفوع علامته ضمة مقدرة على الواو والفاعل الذي به مستتر فيه.
- هـ : وهوضمير مبني على الضم في محل نصب مفعول به.
- واقع: وهو خبر إن مرفوع.