تصريف الأفعال في اللغة العربية
إن تصريف الأفعال يعد جزءًا أساسيًا من فروع اللغة العربية ونال اهتمامًا كبيرًا من قبل علماء اللغة لأسباب عدة، منها الحفاظ على اللغة العربية من التأثيرات الأجنبية وتصحيح الأخطاء الشائعة فيها ونظرًا لأهميته طبعت الكتب ونشرت الأبحاث حول هذا الموضوع.
كما أنه تم في العالم الرقمي رفع التسجيلات المصورة وكتابة المقالات، بالإضافة إلى دروس اللغة العربية المتاحة عبر الإنترنت مما يسهل على الأفراد تعلم تصريف الفعل وفهم قواعد اللغة العربية بسهولة، وفي هذا المقال نسعى لشرح تصريف الفعل وأهمية أبوابه بشكل مبسط ليكون مفهومًا بشكل أفضل.
تصريف الأفعال
تصنف الأفعال العربية إلى ثلاثة أقسام حسب زمان الفعل، الماضي والمضارع والأمر، إذ يدل الفعل الماضي على حدث وقع في الماضي كما في أمثلة: درس وقام، ويميز هذا الفعل بقبوله تاء التأنيث الساكنة أو المتحركة، مثل: قامت أو قمتن، أما الفعل المضارع فيدل على حدث يحدث في الوقت الحالي ويمكن أن يشير إلى المستقبل أيضًا كما في فعل” يلعب”.
من علاماته قبول كلمات مثل: سوف، لم، لن، مثل: سندرس أو لن نتعلم أو سيذهب أو لم ندرس، أما الفعل في صيغة الأمر، فيدل على طلب حدوث الفعل من المخاطب ويتضمن الفاعل ويكون بدون لام الأمر كما في: ادرس أو اجتهد وتميز علامة هذا الفعل بأنه يدل على الطلب بوجود ياء المخاطبة المؤنثة كما في فعل “تمتعي”، ونعرض فيما يلي ما يشمل موضوع تصريف الأفعال.
تصريف الأفعال مع الضمائر
الفعل لا يكتمل دون أن يرتبط بفاعل ويمكن أن يكون الفاعل ضميرًا أو اسمًا أما الضمير يمكن أن يكون مستترًا أو بارزًا، يتصرف الفعل في صيغتي الماضي والمضارع في أربعة عشر حالة، تتضمن اثنتان للمتكلم وثلاث للغائب المذكر وثلاث للغائبة وثلاث للمخاطب الذكر وثلاث للمخاطبة، أما فعل الأمر فيتصرف في ست صيغ، ثلاث للمخاطب وثلاث للمخاطبة.
الفعل المتصرف والجامد
في إطار التعرف على تصريف الأفعال، فالأفعال في اللغة العربية تقسم إلى نوعين أحدهما متصرف والآخر جامد حيث أن الفعل المتصرف هو الذي يمكن أن يأتي منه صورتان أو أكثر من صور التصريف كما في أمثلة: شرب ويشرب واشرب.
ينقسم الفعل المتصرف إلى قسمين وهما تام التصريف، الذي يمكن أن يأتي منه الفعل في صيغ الماضي والمضارع والأمر مثل: حضر ويحضر واحضر، وناقص التصريف، الذي يأتي منه الفعل في صيغ المضارع والأمر فقط مثل: يدع ودع.
أما الفعل الجامد فهو الفعل الذي يتم تصريفه بصورة واحدة فقط وفي زمن واحد، ويكون إما في الزمن الماضي أو في صيغة الأمر ولا يمكن أن يظهر في صيغة المضارع.
مثال الفعل الجامد في صيغة الماضي
أخوات كان مثل ليس وما دام، أيضًا أفعال المقاربة مثل قرب وأفعال الرجاء مثل عسى، يوجد أيضًا أفعال المدح مثل نعم وحبذا أما أفعال الذم تكون مثل ساء ولا حبذا.
ثمة أفعال شروع عديدة أيضًا مثل أنشأ وشرع أما الفعل الجامد في صيغة الأمر يكون أمثال هب وتعلم.
تصريف الفعل المضارع الصحيح
عند الحديث عن تصريف الفعل المضارع مع جميع الضمائر، فالفعل المضارع الصحيح هو الذي تخلو حروفه الأصلية من حروف العلة وينقسم الفعل الصحيح إلى ثلاثة أنواع، سالم ومهموز ومضعف وسنوضح فيما يلي كيفية تصريف هذه الأنواع مع كافة الضمائر:
الفعل المضارع السالم
الفعل السالم هو الفعل الذي لا تحتوي حروفه الأصلية على أي من حروف العلة ولا يحتوي على همزة أو تضعيف ونظرًا لذلك، لا يتغير تصريفه عند استخدامه مع الضمائر المختلفة مثل، أنا أكتب وأنت تكتب وهو يكتب.
الفعل المضارع المهموز
الفعل المضارع المهموز هو الفعل الذي يحتوي على همزة في أصل حروفه، سواء كانت في بداية الفعل أو في منتصفه أو في نهايته ولا يتغير تصريفه عند استخدامه مع الضمائر المختلفة مثل أنا آسف وأنت تأسف وهو يأسف.
الفعل المضارع المضعف
إن الفعل المضعف هو الفعل الذي يحتوي على حرفين متماثلين وينقسم إلى نوعين:
- مضعف ثلاثي: مثل فعلي شد ومر، ويتطلب هذا النوع من الفعل تطبيق بعض القواعد الخاصة عند تصريفه مع الضمائر.
- مضعف رباعي: مثل فعل وسوس، وفي هذا النوع من الفعل، لا يحدث أي تغيير عند تصريفه مع الضمائر ويكون مشابهًا للمضارع السالم والمهموز في تصريفه.
بهذه الطريقة، نوضح الاختلاف بين الفعل المُضعّف الثلاثي والرباعي وكيفية تصريف كل منهما مع الضمائر المختلفة.
تصريف الفعل المضارع المعتل
فيما يتعلق بتصريف الفعل المضارع مع جميع الضمائر، يعتبر الفعل المعتل هو الفعل الذي يحتوي على حرف علة كواحد من حروفه الأصلية ويمكن تقسيم الفعل المعتل إلى أربعة أنواع مختلفة، سنتعرف على كل نوع وتصريفه مع الضمائر هنا:
الفعل المضارع المثال
الفعل المعتل المثال هو الفعل الذي يكون أوله حرف علة كما في الأمثلة التالية: وجد أو ثب، ويتم تصريف هذه الأفعال بحسب القواعد التالية:
- إذا كان الحرف الأول من الفعل حرف ياء، فإن تصريفه لا يتغير مثل الفعل “يئس” حيث يكون تصريفه هو أنا أيأس ونحن نيأس وهكذا.
- إذا كان الحرف الأول من الفعل حرف واو، فهناك حكمين:
- إذا كان الماضي مجردًا ثلاثيًا والحرف الأوسط من المضارع مكسور، يحذف الواو كما في الفعل ورث، حيث يكون تصريفه هو أرث ونرث وهكذا.
- إذا كان الماضي للفعل مزيدًا وكان الحرف الأوسط من المضارع مفتوحًا أو مضمومًا، فإن الواو لا يتم حذفه، كما هو الحال في الفعل واعد، حيث يكون تصريفه أواعد أو نواعد وهكذا.
وبهذه القواعد، يتم تصريف الأفعال المعتلة المثال وفقًا للحروف الأولى المختلفة التي يبدأ بها كل فعل.
الفعل المضارع الأجوف
استكمالًا لموضوعنا عن تصريف الأفعال، فالفعل الأجوف هو الفعل الذي يكون الحرف الثاني منه حرف علة مثل الفعل قام ويتميز الفعل الأجوف بحالتين:
- تلازم حالتها حيث تبقى الحروف الأصلية ثابتة ولا تتغير عند إسنادها للضمائر مثل الفعل “قام”.
- حذف المعتل إذ يحدث حذف للحرف الثاني من الفعل إذا اتصل بنون النسوة وفي حالة جزمه بالسكون.
بهذه الصورة، يتم تصريف كافة الأفعال وفقًا للقواعد المذكورة بحسب تأثرها بالنون النسوية وحالات الجزم.
الفعل المضارع الناقص
لإمكانية تصريف الأفعال سجي العلم أن الفعل الناقص هو الفعل الذي ينتهي بحرف علة مثل الفعل “دعا” وله قواعد تتمثل فيما يلي:
- إذا كان الحرف الأخير ألف، يتم حذف حرف العلة ويفتح الحرف الذي قبله إذا كان يسند إلى ياء المخاطبة أو واو الجماعة.
- وفي حالة إسناده إلى ألف الاثنين أو نون النسوة، تتحول الألف إلى ياء.
- في حال كان الحرف الأخير من الفعل ياء أو واو، لا يحدث تغيير في إسناده للضمائر.
الفعل المضارع اللفيف
إن الفعل اللفيف هو الفعل الذي يحتوي على حرفي علة وينقسم إلى نوعين، أولًا اللفيف المفروق وهو الفعل الذي يكون حرف علته في البداية والنهاية، مثل الفعل وعى، أما اللفيف المقرون هو الفعل الذي يكون حرف علته في وسطه وفي نهايته ويتم تصريفه وفقًا للضمائر كما في الفعل طوى.
وفي نهاية مقالنا، نكون قد تعرفنا على تصريف الأفعال والفعل المتصرف والجامد، فضلًا عن تصريف الفعل المضارع.