العادات تعد من أقوى العوامل التي تمثل سلوك الإنسان وتؤثر بحياته اليومية، حيث إنها تعتبر الأفعال التي نكررها باستمرار لكي تكون جزء من شخصيتنا، وتطوير العادات الجيدة تعتبر خطوة أساسية إلى تحقيق النجاح وتحسين جودة الحياة، وذلك سواء على المستوى الشخصي أو المهني، حيث يعتبر الاستيقاظ المبكر، وممارسة الرياضة، والقراءة المنتظمة، والتنظيم والتغذية الصحية، أمثلة على عادات جيدة تساعد على بناء نظام حياة متوازن ومنتج.
كما أن التطوير من العادات الجيدة لا يحدث بين ليلة وضحاها، بل يحتاج إلى الوعي والانضباط والتكرار والنية الصادقة للتغيير.
كيفية تطوير العادات الجيدة
تطوير العادات الجيدة تعتبر من أهم العوامل التي تشكل سلوك الأشخاص، وتؤثر على حياته اليومية، لذلك سوف نتعرف على كيفية تطوير العادات الجيدة من خلال ما يلي:

اجعلها جزء من جدولك الزمني
من الأمور السهلة جداً أن تزول العادات الإيجابية الجديدة؛ في حالة إن لم ممارستها بشكل منتظم، حيث إن في حالة الإنشغال بشكل كثير، فيمكن أن يكون ذلك سبب في إعاقة الحياة عن بناء العادات الخاصة بنا، ولكي يتم لحد من هذا يجب جعل العادات الجديدة الخاصة بك جزء من جدولك اليومي.
خلق بيئة داعمة
يجب أن تحيط نفسك بأفراد ذات تفكير مشابه، وأهداف مشابهه لك، وذلك لأن البشر بطبيعته يتأثر بشكل كبير بكل ما يفعله الآخرون أو يشعرون به.
هناك دراسة توضح أن بذل الجهد العقلي معد، حيث إنه عندما يتم إتمام مهمة إلى جانب فرد يبذل جهد كبير، فذلك سوف يساهم في القيام بالمثل، فالوجود مع أفراد ذات تفكير مشابه يعتبر من الأمور المحفزة.
استخدم التذكيرات
من الجوانب الصعبة للحفاظ العادة الجيدة، هو تذكر ممارستها من البداية، حيث إن ذلك بشكل خاص ينطبق في أول المراحل من اكتسابها، فالأمر يأخذ وقت إلى أن يتم تحويل الأفعال لسلوكيات عادية.
للمساهمة في المحافظة وتطوير العادات الجيدة الخاصة بك، يجب عليك أن تقوم بتحديد تذكيرات لنفسك، حيث إن ذلك التذكير يمكن أن يكون بصري منها المرآه، أو ورقة لاصقة على الثلاجة.
كما يمكنك إنشاء تذكيرات على الهاتف المحمول الخاص بك، أو قم بتنزيل أحد تطبيقات تتبع العادات الكثيرة المتوفرة، حيث إن بعض أجهزة تتبع النوم والتوتر القابلة إلى الارتداء تكون مزودة بخاصية ضبط التذكيرات، وتتمكن من تعيين تذكيرات عن سبب القرارات الخاصة بك بالالتزام بالعادات الجديدة الخاصة بك، وذلك ما يجعلك أكثر تشجيع للبقاء على المسار السليم والمحافظة عليه.
ممارسة التعاطف مع الذات
بناء عادة يعتبر من الأمور الصعبة، ولكن تطوير العادات الجيدة، والمحافظة عليها يمكن أن يكون أصعب، حيث إن الضغط على النفس بشكل كثير للمحافظة على العادات الخاصة بك يمكن أن يكون له نتائج عكسية.
مثال على ذلك، في حالة أن فشلت بالمواظبة على العادات الخاصة بك، حيث يمكن أن يغريك التركيز على الفشل فقط، فالحديث السلبي مع النفس والأفكار التلقائية التي منها (فشلت مرة أخرى)، أو (لا أنجح أبدًا) يكون سبب في إعاقتك.
كما يجب الحد من الإفراط في انتقاد النفس، وذلك من خلال ممارسة التعاطف مع النفس وضبط المشاعر، كما يجب العلم أن تكوين العادات والمحافظة عليها تعتبر رحلة والفشل يعتبر جزء طبيعي منها، ويجب أن لا تلوم نفسك والتركيز على الإجراءات التي تتمكن من اتخاذها في المستقبل.
شاهد أيضًا: أبرز طرق وأساليب تعلم فعالة
أنواع مختلفة من العادات
بعد أن تحدثنا حول كيفية تطوير العادات الجيدة، سوف نتعرف على أنواع العادات المختلفة التي تتمثل في ما يلي:

العادات الفكرية
تلك العادات تتعلق بعمليات ذهنية تحتاج إلى قوة عقلية، حيث إنها تشتمل على اتخاذ القرارات، واختبار الاستنتاجات، إضافة إلى التفكير المنطقي والاستدلال وتحليل البيانات والملاحظة الدقيقة.
العادات الاجتماعية
العادات الاجتماعية هي الأساليب، والطرق التي نتفاعل بها مع الأشخاص الآخرين بشكل يومي، وتشتمل تلك العادات على التواصل بشكل جيد والتحلي بالأدب، إضافة إلى احترام الآخرين، حيث إن العادات الاجتماعية الجيدة تساهم في تقوية العلاقات وبناء الثقة، إضافة إلى أنها تحفز على الشعور بالتفاهم والانتماء، حيث إن ممارسة تلك العادات تساهم في التحسين من التفاعلات بالحياة المهنية، والشخصية.
العادات الحركية
العادات الحركية هي عبارة عن عادات، وأفعال بدنية يتم ممارستها بشكل منتظم، وتشتمل على حركات معينة منها الجري والمشي والوقوف والجلوس أو المحافظة على أوضاع محددة، وتتمثل أمثلة هذا في حركة الأذرع في وقت الجري، أو عادة قضم الأظافر.
عادات الشخصية
العادات الشخصية هي عبارة عن أشكال في طريقة تعامل الأشخاص مع المشاعر والتفاعل مع الآخرين، ومثال على ذلك بعض الأشخاص يتجنبون الصراع بشكل تام، ولكن يمكن أن يفقد أشخاص آخرين أعصابهم بشكل سريع. تلك العادات تمثل طريقة التعامل مع التحديات والعلاقات في الحياة اليومية، حيث إن فهم تلك الميول من الممكن أن يساعد على فهم النفس بصورة أفضل والتحسين من الاستجابة للمواقف المتنوعة.
عادات الإنتاجية
العادات التي تساهم في التحسين من الإنتاجية يمكن أن تزيد من فاعليتك، حيث تتمكن من محاولة التخطيط ليومك بالليلة السابقة، أو تفادي التأكد من الرسائل في الصباح أولاً، إضافة إلى جعل تنظيم البريد الوارد الخاص بك في العادة باتباع أسلوب التفويض، أو التنفيذ، أو الحذف.
العادات المعرفية
العادات المعرفية، هي عبارة عن أساليب نميل بها للتفكير والتعامل مع المواقف، حيث إن بعض الأشخاص بطبيعتهم يركزون بطبيعتهم على الأهداف على المدى الطويل، ولكن أشخاص آخرين يعطون الأولوية للنتائج على المدى القصير.
يمكن أن يعاني بعض الأشخاص من الحديث السلبي مع أنفسهم، وذلك ما يؤثر على ثقتهم في نفسهم، حيث إن فهم تلك الأنماط يساهم في اتخاذ أفضل الخيارات ويكون سبب في حدوث نمو شخصي، والتحسين من أسلوب التعامل مع التحديات.
أهمية العادات الجيدة
في سياق الحديث عن تطوير العادات الجيدة، سوف نتعرف على أهمية العادات الجيدة، والتي يكون لها تأثير هائل على سعادتك وحياتك اليومية التي تشتمل على ما يلي:
تحسين طول العمر
العادات الصحية تساهم في الشعور بالتحسن وإطالة العمر، حيث يعتبر ممارسة النشاط البدني وتناول طعام مغذي، إضافة إلى إدارة التوتر من العوامل التي تساهم في التقليل من خطر الإصابة بالأمراض، وكل تلك الممارسات تساهم في دعم العقل والجسم، حيث يوجد تغييرات بسيطة يمكن أن تكون سبب في حدوث تحسن هائل في الحياة اليومية.
يمكن أن يحل محل الدافع
التحفيز لا يجعلك مستمر بشكل دائم، حيث إن تطوير العادات الجيدة تساهم في ترسيخ الانضباط والنظام بحياتك، كما أنها تجعلك مستمر حتى في حالة عدم الشعور بالنشاط، وبمرور الوقت يتم إنشاء تلك العادات بشكل روتيني للمساهمة في تحقيق الأهداف الخاصة بك.
تحسين الصحة العقلية
الاهتمام بصحتك النفسية، وذلك عن طريق ممارسات، منها العلاج النفسي، والتأمل الذي يساهم في التخفيف من التوتر القلق، كما أن تلك الاستراتيجيات تساعد على إدارة تحديات الصحة النفسية الأخرى بشكل فعال، حيث إن تخصيص وقت للراحة النفسية يكون سبب في العيش في حياة أكثر توازن وهدوء.
اقرأ المزيد: إطلاق الأندية الصيفية التربوية لإتاحة فرص تعليمية وترفيهية
إلى هنا نكون وصلنا إلى ختام مقالنا الذي من خلاله تم التحدث حول تطوير العادات الجيدة التي تعتبر من الأمور الجيدة جداً التي تمثل سلوك الإنسان وتؤثر بحياته اليومية.