شروط إلحاق الأسماء بالمثنى في اللغة العربية

ما هي شروط إلحاق الأسماء بالمثنى في اللغة العربية وهل للقواعد أهمية كبيرة؟ تعتبر القواعد الأساسية في اللغة العربية عنصر مهم لتحديد كيفية تشكيل الجمل بشكل صحيح، مما يساعد في توضيح المعاني بدقة ووضوح، في جميع لغات العالم، توجد قواعد أساسية تشكل الأسس التي تعتمد عليها القدرة على التعبير بشكل سليم والتواصل بفعالية، واللغة العربية بتعقيدها وجمالها ليست استثناء فهي لغة غنية بتركيبها وقواعدها التي تتطلب فهما خاصا لإتقانها، إن فهم هذه القواعد ليس مجرد حاجة أكاديمية، بل هو أساس لا غنى عنه لمن يسعى للتفوق في استخدام اللغة، سواء في الكتابة أو الحديث، لذلك سوف نقوم بعرض شروط إلحاق الأسماء بالمثنى وهي احد قواعد اللغة العربية.

شروط إلحاق الأسماء بالمثنى في اللغة العربية

شروط إلحاق الأسماء بالمثنى
شروط إلحاق الأسماء بالمثنى

الإلحاق بشكل عام يشير إلى ظهور كلمات في اللغة تعرب إعراب ما ألحقت به، على الرغم من عدم استيفائها للشروط، ويتحقق هذا الأمر في ثلاثة مجالات من الإعراب الفرعي، وهي المثنى، وجمع المذكر السالم، وجمع المؤنث السالم، سيتم توضيح الأسماء الملحقة بكل من الأخيرين في موضعه.
وبالتالي فإن الإلحاق بالمثنى يعني وجود كلمات في اللغة تأخذ شكل المثنى وتعرب إعراب المثنى بالألف في حالة الرفع وبالياء في حالتي النصب والجر، لكنها ليست مثناة حقيقة لافتقارها لبعض شروط الاسم الذي يمكن تثنيته، لذلك فهي ملحقة بالمثنى وليست مثناة، حيث تنقسم الأسماء الملحقة إلى أربع مجموعات.

أقسام الأسماء الملحقة

يوجد شروط إلحاق الأسماء بالمثنى في اللغة العربية، كما أن الأسماء لها عدة أقسام وهي:

القسم الأول

يتضمن هذان، هاتان، اللذان، اللتان ومن مفردات هذه الأسماء هذا، هاته، الذي، التي، يعتبر “هذان” و”هاتان” من أسماء الإشارة، بينما “اللذان” و”اللتان” من الأسماء الموصولة، كلا النوعين مبني وقد تم الاشتراط في المثنى كما ذكر سابقا أن يكون معرب، لذلك فإن هذه الأسماء ليست مثناة بشكل حقيقي، لكنها جاءت معربة كإعراب المثنى مما يجعلها ملحقة به.

القسم الثاني

 يتضمن اثنان واثنتان، هاتان الكلمتان لا تمتلكان مفردا على الإطلاق، وبالتالي لا تعتبران مثنى بشكل حقيقي، لكنهما وردتا معربتين إعراب المثنى، مما يجعلهما ملحقتين به.

القسم الثالث

يتضمن كلا، كلتا، تعتبر هاتان الكلمتان غير قابلتين للتصريف في صيغة المفرد، إذ لا تعدان من المثنى، بل تعتبران ملحقتين به، يتم استخدامهما معربتين، حيث تعرب “كلا” بالألف في حالة الرفع وبالياء في حالتي النصب والجر، يمكنك أن تقول “صاحبت صديقي كليهما الليلة”، أو “اشتركت في الرحلتين كلتيهما”.

ملاحظات على كلمتين كلا وكلتا

شروط إلحاق الأسماء بالمثنى
شروط إلحاق الأسماء بالمثنى

هناك ملاحظتان هامتان يجب مراعاتهما بشأن هاتين الكلمتين:

الأولى

تعرب هاتان الكلمتان إعراب المثنى فقط عند إضافتهما إلى الضمير، أما عند إضافتهما إلى اسم ظاهر، فإنهما تلزمان الألف وتعربان بالحركات المقدرة على الألف، كما هو الحال مع الأسماء المقصورة، لننظر إلى الأمثلة التالية:

 الصفتان المروءة والوفاء  كلتاهما حميدتان، حيث تعرب “كلاهما” مرفوعة بالألف، ملحقة بالمثنى ومضافة للضمير، بينما في “كلتا الصفتين المروءة والوفاء حميدتان.
تعرب “كلتا” مرفوعة بالضمة المقدرة على الألف، مضافة للاسم الظاهر، وفي جملة في الحياة النجاح والفشل، وقد خضت التجربتين كلتيهما، تعرب “كلتيهما” منصوبة بالياء، ملحقة بالمثنى ومضافة للضمير، أما في “في الحياة النجاح والفشل وقد خضت كلتا التجربتين”، فتعرب “كلتا” منصوبة بالفتحة المقدرة على الألف.

الثانية

 أن هاتين الكلمتين سواء أضيفتا للضمير أم الظاهر لفظهما مفرد ومعناهما مثنى، فلهما جانبان وهم الإفراد والتثنية، ويترتب على ذلك أنهما إذا وقعتا مبتدأ وأخبر عنهما، فإن الخبر يصح فيه الإفراد مراعاة للفظهما، ويصح التثنية مراعاة لمعناهما، ويصح هذان الأمران أيضا إذا عاد عليهما ضمير في كلام لاحق لهما، فلنلاحظ الأمثلة:

  •  إن الصديقين متفاهمان وكلاهما متفق مع الآخر، كلمة متفق مفردة مراعاة للفظ.
  • إن الصديقين متفاهمان وكلاهما متفقان، كلمة متفقان، مثناة مراعاة للمعنى.

 

الملحق بالمثنى

  • الملحق بالمثنى هو كل اسم يدل على اثنين أو اثنتين، ويعتبر من شروط إلحاق الأسماء بالمثنى في اللغة العربية، يعامل الملحق بالمثنى مثلما يعامل المثنى في الإعراب، حيث يرفع بالألف، وينصب ويجر بالياء.
  •  تشمل ملحقات المثنى الأسماء التالية (اثنان، اثنتان، كلا، وكلتا عند إضافتهما إلى الضمير، اللذان، اللتان، هاتان، هذان).
  •  أما شروط تثنية الاسم فهي كالتالي: يجب أن يكون الاسم مفرد قبل تثنيته، وأن يكون الاسم معرب.
  • الأسماء المبنية لا تقبل التثنية، مثل: (الذي، التي، هذا، هذه)، تعرف الأسماء التي تشير إلى اثنين بالملحق بالمثنى، يجب أن يتوافق المفرد في اللفظ والمعنى، مثل: “اثنان” و”اثنتان”، و”كلا” و”كلتا”، حيث لا يوجد لها مفرد من حيث اللفظ، كما ينبغي أن لا يكون الاسم مركب تركيب مزجي أو إسنادي.

 

أمثلة على الملحق بالمثنى مع الإعراب

إليك بعض الأمثلة التي توضح الملحق بالمثنى مع إعرابها:

  • اشترك في المسابقة اثنان من الطلاب  

   اثنان: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الألف لأنه ملحق بالمثنى.

  • سلمت على اثنين من اصدقائي 

   اثنين اسم مجرور، وعلامة جره الياء لأنه ملحق بالمثنى.

  • قرأت كتابين اثنتين  

   اثنتين: نعت منصوب، وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بالمثنى.

  • حضر متسابقان اثنان 

   اثنان: نعت مرفوع، وعلامة رفعه الألف لأنه ملحق بالمثنى.

  • هذان المسافران حضرا قبل الموعد المحدد  

   هذان: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الألف لأنه ملحق بالمثنى.

  • حدثني عن صديقيك اللذين سانداك في محنتك  

   اللذين: نعت مجرور، وعلامة جره الياء لأنه ملحق بالمثنى.

أقرأ أيضًا:  أخطاء في بناء الجملة الاسمية 

إعراب كلا وكلتا

شروط إلحاق الأسماء بالمثنى
شروط إلحاق الأسماء بالمثنى

تعرب كلا وكلتا إعراب المثنى بشرط أن تتصلان بضمير فقط، أما إذا أضيفتا إلى اسم ظاهر، فإنهما تعربان إعراب الاسم المقصور، حيث ترفعان بضمة مقدرة على الألف، وتنصبان بفتحة مقدرة على الألف، وتجران بكسرة مقدرة على الألف.

على سبيل المثال في إعراب كلا وكلتا كإعراب الاسم المقصور، نجد في قوله تعالى (كلتا الجنتين آتت أكلها) أن “كلتا” هي مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف، وقد منعت من الظهور بسبب التعذر وهي مضافة.

وفي الجملة “كلا البحثين قيم”، نجد أن “كلا” أيضا مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف، ومنعت من الظهور بسبب التعذر، وهي مضافة كذلك.

أقرأ أيضًا: قواعد إعراب ملحقات المثنى بالتفصيل مع الأمثلة

إعراب كلا وكلتا كملحق بالمثنى

فيما يلي أمثلة على إعرابها كملحق بالمثنى، حيث أضيفت إلى ضمير:

  • في الجملة “قرأ الولدان كلاهما الرواية”، نجد أن “كلاهما” تتكون من:
  • “كلا”: توكيد معنوي مرفوع، وعلامة رفعه الألف لأنه ملحق بالمثنى، وهو مضاف.
  •   “هما”: ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
  • وفي الجملة “سمعت الخبرين كليهما”، نجد أن “كليهما” تتكون من:
  •   “كلي”: توكيد معنوي منصوب، وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بالمثنى، وهو مضاف.
  •  “هما”: ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.

الفرق بين المثنى والملحق بالمثنى

لكي تتمكن من معرفة شروط إلحاق الأسماء بالمثنى في اللغة يجب أن تعرف أولاً ما الفرق بين الملحق بالمثنى والمثنى، حيث أن المثنى يكون اسم معرب ينوب عن مفردين قد اتفقا في اللفظ والمعني بزيادة ياء ونون أو ألف ونون ويمكن حذفهما من الكلمة، أما الملحق بالمثنى يكون اسم معرب جاء على شكل المثنى ويلحقه بإعرابه، ولا يمكن أن يتم حذف علامته من الكلمة مثل كلتا وكلا إذا أضيفتا للضمير ومثل اثنتين واثنين.

بالإضافة إلى أن المثنى والملحق به يرفع بعلامة الإعراب الفرعية وهي الألف بدلاً من الضمة، وأيضاً ينصب بالياء بدلاً من الفتح، كما أنه يجر بالياء بدل من الكسرة، وإذا أضيف المثنى يتم حذف النون للإضافة.

شروط إلحاق الأسماء بالمثنى في اللغة
شروط إلحاق الأسماء بالمثنى في اللغة

كيف تثني الأسماء المقصورة والممدودة المنقوصة 

بصدد الحديث عن شروط إلحاق الأسماء بالمثنى في اللغة يمكن القول بأن الاسم المقصور يكون اسم معرب مختوم بالألف اللازمة أي أنها ثابتة وقد تكتب ألفه ألفاً أو تكتب ياء وتنطق ألف، كما أن الاسم المقصور تقدر حركات الإعراب عليه رفعاً وجراً ونصباً، أيضاً قد يكون الاسم المقصور إما فوق ثلاثي أو ثلاثي وطريقة تثنيته تختلف بناء على ذلك، حيث أن الاسم المقصور الثلاثي يثني بقلب ألفه إلى واو إن كان أصلها واو مثل علا ستكون علوان، أما إن كان أصل الاسم المقصور ياء تقلب ياء مثل هدى ستكون هديان، كما أن الاسم المقصور فوق الثلاثي يثنى بقلب الألف إلى ياء مثل مستشفى ستكون مستشفيتان. 

بالإضافة إلى أن الاسم المنقوص يكون هو الاسم المختوم بالياء الأصلية غير المشددة، وإن كانت الياء محذوفة من الاسم المنقوص ترد إليه عند التثنية، والياء من الاسم المنقوص تحذف إن كان نكرة منونة بحالتي الجر والرفع، وذلك لمنع التقاء ساكنين لأن التنوين يعد نون ساكنة والياء تكون حرف ساكن ولكي يتم منه التقاء الساكنين تحذف الياء.

تثنية الاسم الممدود

الاسم الممدود يكون آخره ألف زائدة ويأتي بعدها همزة مثل صحراء وسماء وإن كانت همزة الاسم الممدود أصلية فإنه يتم تثنيته بإبقاء الهمزة على حالها، والاسم الممدود يثنى بقلب همزته إلى واو إن كان مزيدة للتأنيث، أما إذا كانت همزة الاسم الممدود لا زائدة ولا أصلية فإنه يتم تثنيته إما من خلال إبقاء همزته على حالها أو القيام بقلبها إلى واو إن كانت مبدلة من ياء أو واو مثل كساء قد تكون كساوان أو كساءان.

إعراب الملحق بالمثنى 

بعد أن تعرفنا على شروط إلحاق الأسماء بالمثنى في اللغة سوف نتعرف على إعراب الملحق بالمثنى، حيث أن المثنى يدل على اثنتين أو اثنين بزيادة حرف الألف والنون بحالة الرفع، أو زيادة الياء والنون بحالتي الجر والنصب، ويشترط بالأسماء المراد تثبيتها أن تكون مفردة وغير مركبة ومعربة ولها أسماء مماثلة لها بالمعنى واللفظ، ولكن يوجد بعض الألفاظ التي قد تلحق بالمثنى بإعرابه أي تنصب وتجر بالياء وترفع بالألف فتكون على صورته ولكن ليس مثناة حقيقة، ويرجع ذلك لعدم تحقيقها لشروط التثنية لذا لا يطلق عليها اسم مثنى بل تعرف بالمحلق بالمثنى.

يمكن القول أن الملحق بالمثنى هي أسماء ليست مثنى نظراً لأنها فقدت شرط من شروط المثنى لذا تلحق بالمثنى بالإعراب أي أنها تجر وتنصب بالياء وترفع بالألف، بجانب أن نون الملحق بالمثنى يتم حذفها بالإضافة، ويمكن حصر الملحق بالمثنى في هذان وهاتان واثتنان واثنان واللتان واللذان وكلا وكلتا وكلاهما وكلتاهما.

وقد قمنا بالتعرف على الأسماء المثنى وأقسامها وشروط إلحاق الأسماء بالمثنى في اللغة العربية وطريقة إعرابها،  وكما نعرف أن القواعد تعتبر أساسية في اللغة العربية وعنصر أساسي في تحديد الطريقة الصحيحة لبناء الجمل، مما يساعد على توضيح المعاني بدقة ووضوح.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.