أزمنة الفعل في اللغة العربية تعتبر من الأسس التي تبني عليها الجمل والعبارات بشكل صحيح، اللغة العربية تعتمد على تقسيم الأفعال إلى ثلاثة أزمنة رئيسية: الماضي، المضارع، والأمر، الفعل الماضي يدل على حدث وقع في الزمن الماضي وانتهى، مثل ذهب.
أما الفعل المضارع فيعبر عن حدث يقع في الحاضر أو المستقبل، مثل يذهب، بينما الفعل الأمر يأتي للطلب أو الإرشاد، مثل اذهب، لكل زمن من هذه الأزمنة قواعده الخاصة التي تحدد صيغته وكيفية استخدامه في الجملة، فهم أزمنة الفعل يعزز من قدرة المتعلم على التعبير بدقة ووضوح، ويعطي الجمل معاني دقيقة في الزمن الذي يقع فيه الحدث.
أزمنة الفعل في اللغة العربية
الفعل في اللغة العربية هو لفظٌ دل على حدث في زمن معين، وتتبلور أزمنة الفعل في اللغة العربية حول ثلاثة أزمنة أولها الماضي الذي يشير إلى حدث فات، والمضارع الذي يدل على حدث يحصل في الحال أو سوف يحصل في المستقبل، والأمر الذي يعني طلب حدوث الفعل، وللأفعال في اللغة العربية العديد من الأنواع والفروع.
حيث يمكنك التعرف على كل ما يخص الفعل في اللغة العربية من خلال موقع عش العربية، الذي يقدم موسوعة من المقالات التي تناقش وتشرح كل علوم وقواعد اللغة العربية، ليتمكن القراء من القراءة والكتابة باللغة العربية بدون أي أخطاء أو أي مشاكل، ولأن تعلم القواعد يعين على فهم المقاصد، لذا عش العربية معنا.
العلامات المشتركة بين أزمنة الفعل
يوجد نوعان من علامات الفعل في اللغة العربية، حيث توجد علامات مشتركة بين كل أزمنة الفعل في اللغة العربية وتوجد علامات أخرى تميز كل زمن من أزمنة الفعل على حدى، وتسهل علامات الفعل التعرف عليه في الجملة مما يعين على فهم معناه وإعرابه، أما بالنسبة للعلامات المشتركة بين الأفعال فهي منقسمة إلى نوعين:
علامات تدخل على زمنين
إن علامات أزمنة الفعل في اللغة العربية التي تدخل على زمنين فقط تتفرع إلى نوعين من العلامات وهما:
- علامة مشتركة بين الأمر والمضارع وهي ياء المخاطبة، ومثالها:
- في الفعل المضارع مشورة جنود ملكة سبأ عليها بعد قراءة رسالة سيدنا سليمان في قوله تعالى: {قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ} [النمل – 33].
- أما في الفعل الأمر فجاء في قول الله تبارك وتعالى وهو يخاطب السيدة مريم العذراء في قوله تعالى: {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ} [آل عمران – 43].
- علامات مشتركة بين الفعل الماضي والمضارع وهي “قد” لأنها تلتحق بـ:
- الفعل المضارع لتفيد معنى من ثلاث:
- التحقيق مثل قول الله تبارك وتعالى: {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا} [الأحزاب – 18].
- التقليل كقولك قد يفيد الألم.
- التكثير كما يقال قد يفوز المثابر.
- صرف المضارع إلى معنى الماضي مثل كلام الله تبارك وتعالى لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الآية: {قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا…} [البقرة – 144].
- التوقع مثل قولك قد يأتي فلان في أي لحظة.
- الفعل الماضي وتفيد في تلك الحالة معنى من اثنين:
- التحقيق كمثال: قد فاز المجتهد.
- التقريب مثل قول المؤذن قد
- الفعل المضارع لتفيد معنى من ثلاث:
علامات تدخل على ثلاثة أزمنة
كما العلامات التي تدخل على فعلين، توجد علامات تدخل على كل أزمنة الفعل في اللغة العربية، ومن تلك العلامات:
- نون التوكيد ومثالها في الأفعال الثلاثة كالتالي:
- مثالها في المضارع كلام الله تبارك وتعالى عن معاناة نبيه شعيب عليه السلام مع قومه في الآية الكريمة: {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ} [الأعراف – 88].
- وتدخل على الفعل الماضي في قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حديث الدجال: (…فَإِمَّا أَدْرَكَنَّ أحَدٌ، فَلْيَأْتِ النَّهْرَ الَّذي يَراهُ نارًا ولْيُغَمِّضْ…) [رواه مسلم].
- وتقترن بالفعل الأمر نحو احرصن على عمل الخير تنجو من المهالك.
- نون النسوة وتقترن بالأزمة الثلاثة كالآتي:
- تلتحق بالفعل المضارع في قوله تعالى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ…} [البقرة – 288].
- وتدخل على الفعل الماضي في الآية الكريمة: {…فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ…} [النساء – 25].
- أما مثالها في الفعل الأمر قول الله جل وعلا: {…وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا} [الأحزاب – 32].
علامات أزمنة الفعل المختلفة
العلامات التي تدخل على كل زمن من أزمنة الفعل في اللغة العربية بشكل منفرد تساهم في توضيح زمن الفعل وإليك علامات كل فعل من الأفعال على حدى:
علامات الفعل المضارع المثبت
تدخل علامتا “السين وسوف” على الفعل المضارع المثبت ويحولان زمن المضارع من الحال إلى الاستقبال ولكل منهما مثال:
- دخول السيد على الفعل المضارع كقول الله تبارك وتعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ…} [الأعراف – 146].
- إلتحاق سوف بالفعل المضارع مثل كلام الله جل وعلا في الآية: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ} [الضحى – 5].
- ولإيضاح الفرق بينهما فإن السين تشير إلى المستقبل القريب، بينما تدل سوف على البعيد.
علامة الفعل الماضي
للفعل المضارع علامتان في الجملة وكلتاهما تاء، أما الأولى فهي للتأنيث والثانية خاصة بالفاعل، ومن أمثلتهما الآتي:
- تلحق تاء التأنيث الساكنة بالفعل الماضي للدلالة على تأنيث الفاعل أو نائب الفاعل، سواء أكان التأنيث هنا حقيقة أو مجازاً،
- مثل أن تقول أشرقت شمس الصباح،
- وتعرب بالكسر إذا كان ما بعدها ساكن، لكي لا يلتقِ ساكنان مثل قولك انكسرت اللوحة.
- أما تاء الفاعل فقد دل دخولها على الفاعل على أنها فعل لأنها ضمير متصل مرفوع في محل فاعل والفاعل لا يتصل إلى بفعل ولها عدة دلالات عند دخولها على الماضي مثل:
- إذا جاءت مضمومة فهي تدل على المفرد المذكر أو المؤنث مثل وقولك رأيت وجهكِ كالقمر.
- أما المفتوحة فهي للمفرد المذكر فقط مثل قول الله تبارك وتعالى مخاطباً النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الآية الكريمة: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ} [الشرح – 7].
- وفي حالة الكسر فهي للدلالة على المفرد المؤنث ومثالها كلام الله تبارك وتعالى عن جهنم في قوله تعالى: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ} [سورة ق – 30].
تابع المزيد: ما هي التراكيب النحوية
أقسام الأفعال من حيث الاعتلال والصحة
كما يجوز التقسيم بناء على أزمنة الفعل في اللغة العربية، يجوز كذلك تقسيم الأفعال في اللغة العربية من حيث صحة واعتلال لفظ الفعل، وتنقسم الأفعال في اللغة إلى صحيح ومعتل كالتالي:
- الفعل الصحيح هو الذي يخلو آخره من حروف العلة الثلاثة الألف والياء والواو وينقسم إلى ثلاثة أنواع:
- السالم وهو الفعل الذي يخلو من حروف العلة في آخره ومن الهمزة في آخره مثل كتب محمد الدرس.
- المهموز الذي يكون صحيح الآخر من حروف العلة لكنه مبدوء بهمزة مثل أكل البرتقالة.
- المضعّف أي الفعل الذي يكون فيه حرف مشدد، مثل قولك مدَّ لي مداً.
- الفعل المعتل الذي يحتوي على واحد أو اثنين من حروف العلة الثلاثة وله خمسة أشكال:
- المثال أي الذي يكون أوله معتل مثل وثب الكنغر.
- الأجوف حيث يقع حرف العلة في وسطه تماماً مثل هكذا قال حازم.
- الناقص معتل الآخر يقع حرف العلة في آخره مثل ما وصل إلا لما سعى.
- اللفيف المقرون بحرفين علة في آخره ومثاله نوى الصلاة.
- اللفيف المفروق ويكون حرفي العلة في أوله وآخره، مثل وعى لما كان يحصل.
بعد تعلمك لأزمنة الفعل في اللغة العربية عليك أن تدخل على الحروف والأسماء حتى تكون قد أحطت بكل أساسيات النحو، مما يعينك على فهم هذا العلم المبارك والقراءة والكتابة بلغة صحيحة خالية من أخطاء المبتدئين وعثرات الغافلين.