أقسام علم الصرف
أقسام علم الصرف متعددة وقد تم وضعها بشكل دقيق لتخدم اللغة العربية على النحو الذي يحقق البلاغة وتكتمل به اللغة العربية الصحيحة، ويعد هذا العلم أحد علوم اللغة الهامة والذي دقق العلماء العرب في وضعه ومن ثم تدريسه بالشكل الصحيح وهو يهدف إلى توضيح الكلمات بشكلها الصحيح قبل تحويلها وتحريكها، وفي هذا المقال سوف نتعرف بشكل أكبر على هذا العلم وماهيته وأقسامه وأهمية تدريسه والتعرف عليه بالشكل الصحيح.
أقسام علم الصرف
هناك عدة أقسام يشتمل عليها علم الصرف والتي يجب أن يكون كل شخص دارس ومتمرس في اللغة العربية على علم كامل بها، وهذه الأقسام تتمثل في الآتي:
الميزان الصرفي
المقصود بالميزان الصرفي هو اللفظ الذي يظهر لبيان أحوال الكلمات في علم الصرف ويوضح من خلاله مدى التغيرات التي تطرأ على هذا اللفظ سواء كانت زيادة بعض الحروف عليه أو الإنقاص منها أو وضع الإعلال والإبدال، وكذلك التأخير والتقديم والسكون والحركة وكل ما يطرأ على أصل الكلمة من تغيرات تطرأ على شكلها أو نطقها.
يتكون ميزان الصرف ضمن أقسام علم الصرف من ثلاثة أحرف أساسية يقاس عليها جميع الألفاظ مع تشكيلها سواء بالتحريك أو السكون، وهذه الحروف هي ف، ع، ل والتي تكون كلمة فعل.
من أمثلة ذلك كلمة أوراق وزنها الصرفي يكون أفعال، ويكون مفردها قسم على وزن فعل بنفس التشكيل، وهكذا غيرها من الكلمات يتم قياسها على هذه الحروف الثلاثة ونأتي بأصلها منهم.
المصادر
المصدر هو ذكر اللفظ مجردا من الأزمان، أي أننا نأخذ مصدر الكلمة فقط بدون تحويلها إلى فعل ماضي او حاضر أو مستقبل، وإذا كانت في أي من هذه الأزمنة يتم إرجاعها إلى مصدرها الأصلي، ومن أمثلة ذلك قول الدخول يتم إرجاعها من فعل دخول، وأيضا عندما نقول انتظر انتظاراً، وهذا يعني أن المصدر هو اسم وليس فعل، وهناك أنواع من المصدر هي كما يلي:
- المصدر الصريح: مثل الذهاب.
- وأيضا المصدر المؤول: مثل يزعجني أن تتألم، يتم تأويلها إلى يزعجني ألمك.
- أما مصدر الهيئة: فهو المقصود به كما في المثال انقض انقضاض الشجاع.
- والمصدر الصناعي: وهو كما في المثال السرية الصحية شرط طبي.
المشتقات
نأتي هنا إلى القسم الثالث من أقسام علم الصرف وهو المشتقات، وهو يشير إلى كل نشاط يختص باللغة العربية ويرجع إلى حدث معين أو زمن معين، من أمثلة تصريف المشتقات نذكر الآتي:
- اسم الفاعل: ومن أمثلة ذلك لكل مجتهد نصيب.
- المبالغة: وهي تأتي بلفظ يشبه المثال من هو الفاروق؟
- صيغة المفعول: كل شخص محبوب سعيد.
- منها أيضا اسم التفضيل: مثل الورود أروع جمالا من الشجر.
- اسم الآلة: وهو يشير إلى أسماء مثل المطرقة.
أقرأ المزيد: نحو اللغة العربية
حروف الزيادة
هنا نشرح القسم الأخير من أقسام علم الصرف وهو القسم الذي يتحدث عن حروف الزيادة في اللغة، ويقصد بها الحروف الزائدة التي يتم إدخالها على اللفظ المجرد بهدف تغيير معناه، وحتى يكون من السهل التعرف على حروف الزيادة بالكامل التي تدخل على الكلمات فقد قام علماء الصرف بجمعها في كلمة واحدة وهي “سألتمونيها” وأي من هذه الحروف واحد أو أكثر منها يمكن أن يدخل على الكلمة الأصلية ويغير معناه كما في الأمثلة التالية:
- فاعل: وهنا تزيد الألف على حروف الفعل الأصلية مثل كلمة قابل.
- أفعل: وفيها أيضا تم زيادة حرف الألف ولكن في أول الكلمة مثل أنذر.
- انفعل: وفيها تم زيادة حرف الألف على المصدر الأصلي ومعه حرف النون فأصبح انفعل مثل فعل اندثر.
- فعل: وهنا لم يزد أي حرف جديد ولكن ما حدث أنه شدد الحرف الثاني من الفعل مثل كلمة غلق.
- تفاعل: وفيها تم زيادة حرف التاء في أول الكلمة ثم زاد الألف بعد الفاء كما في المثال تراجع.
أهمية علم الصرف
بعد أن تعرفنا على أقسام علم الصرف نحتاج الآن أن نتعرف على أهمية هذا العلم وما فائدته وكيف أضاف إلى اللغة العربية، فعلماء اللغة يقولون أن هذا العلم هو المصدر الأول الذي يمكن من خلاله إتقان اللغة بشكل جيد وهو من أهم العلوم فيها وقد يقدم على علم النحو وغيره من العلوم الأخرى من فرط أهميته، لأنه من خلال إجادته يتم نطق الكلمات بالشكل الصحيح وبالتالي يمكن توظيفها في المكان المناسب ومن ثم فهمها بالمعنى المقصود وقراءتها ومن ثم كتابتها مما يحفظ للغة العربية هويتها ويحميها من الاندثار الذي يهددها بسبب اندماجها الزائد مع اللغات الأخرى الدخيلة على الناطقين باللغة العربية في البلدان المختلفة، وتأتي أهمية دراسة علم الصرف بشكل متقن من خلال ما يلي:
فهم القرآن الكريم وأحكام الشريعة
ومن أهمية علم الصرف أيضا أنه وضع لتجنب اللحن في الكلمات والتحريف فيها حتى لا تنطق أو تؤول بالشكل الخاطئ، والخوف الأعظم من هذا أن يمتد هذا التأويل أو اللحن إلى القرآن الكريم والتغيير في لفظه.
الصرف هو ميزان اللغة
عند تعلم أقسام علم الصرف المختلفة وإجادتها فإن هذا يسمح بقياس الكلمات على مصدرها الأساسي لأن لكل كلمة وزن معين لا يمكن الخروج عنه، ومن خلاله يمكن التمييز بين الكلمات الأصلية والكلمات التي أدخلت عليها الحروف الزائدة.
والخلاصة أن هذا العلم هو أحد العلوم الهامة في اللغة العربية ويعد بمثابة ميزان اللغة الذي يؤخذ عليه بالقياس، ولا يمكن الوصول إلى هذا القياس إلا بإتقان علم الصرف والقدرة على التصريف الصحيح للكلمات وفق الأصول اللغوية.
وقد أجمع علماء اللغة أن علم الصرف يأتي في المقام الأول مع علم النحو والعروض وأن إتقانهم مجتمعين يعني الفصاحة اللغوية التي من شأنها فهم كل المعان بمدلولها الصحيح والتعبير عنها بالطرق السليمة التي لا تخطئ المعنى ولا تسعى إلى تحريفه، وينصب هذا أيضا على أهميته في فهم القرآن الكريم وتدبر معانيه من خلال قراءته الصحيحة.
أقرأ المزيد:ما هو ملخص قصة ألف ليلة وليلة؟
فهم الموضوعات النحوية والإملاء
عند القدرة على فهم أقسام علم الصرف بالشكل الصحيح فإن هذا يساعد بشكل جيد في فهم معاني الكلمات ونطقها بالشكل الصحيح، وعلى أساس النحو والقدرة على إعرابها نستطيع فهم معناها الصحيح دون أن يتعرض الشخص للخطأ أثناء القراءة وبالتالي يستطيع أولا فهم المعنى ثم القراءة الصحيحة ومن ثم الكتابة بالتشكيل الصحيح مما يحد من الأخطاء الإملائية الفادحة التي أصبحت تهدد البلاغة في اللغة والتي هي من التراث الأصيل للهوية العربية.
تجدد اللغة
من خلال استخدام أقسام علم الصرف فإنه على أساس اشتقاق الكلمات يمكن أن تكون اللغة العربية متجددة بشكل دائم ومواكبة لتطورات العصر مما يساعد على استحداث كلمات جديدة مشتقة من الكلمات الأصلية تعبر عن احتياجات الأشخاص وتستطيع أن توفر كلمات مناسبة ومرادفة لنظيرتها في اللغة الإنجليزية مثلا، خاصة عند استخدام هذه الكلمات في التكنولوجيا الحديثة المتعلقة بالحواسيب والهواتف.
نشأة علم الصرف
يرى علماء اللغة العربية أن نشأة علم الصرف بدأت مع علم النحو وكان ذلك في منتصف القرن الأول الهجري، وكانت قواعده جزء من قواعد علم النحو ويطلق عليهما عمل اللغة، وقد بدأت تلك الحقبة باجتهادات العالم اللغوي أبو الأسود الدؤلي، وانتهت مع ظهور الخليل بن أحمد الفراهيدي.
ولم يبدأ علم الصرف ينشق عن قواعد علم النحو، إلا بعد أن سمع علماء اللغة اللحن في بنية الكلمة نفسها من أهل البادية وأهل الحضر، فقرروا أن يعتنوا بقواعد ضبط بنية الكلمة منفصلة عن علم النحو، ومن هنا نشأ علم الصرف، وكان أول من نص على ذلك هو العالم معاذ بن مسلم الهراء.
ومنذ ذلك الحين والعماء يصنفون الكتب في قواعد الصرف وكان من أبرزهم كتاب سيبويه، والتصريف لعلي الأحمر الكوفي، والتصريف للفراء والتصريف والأبنية للجرمي، حتى وصل علم الصرف إلى ذروة اكتماله في عهد العالم اللغوي أبي عثمان بكر المازني الذي ألف كتاباً منفصلاً في قواعد علم الصرف.
أسباب وضع قواعد الصرف
قبل التعمق في أقسام علم الصرف، من الواجب أن نفهم السبب وراء وضع قواعد وقوانين ضبط بنية الكلمة في علم الصرف، وكان ذلك بسبب عدة عوامل منها:
انتشار اللحن
بعد الفتح الإسلامي العظيم على المنطقة العربية، تحولت إلى مركز ثقافي وحضاري يجذب العلماء والتجار من كل أنحاء العالم، وخلال ذلك الاختلاط الحضاري المتشعب انتشر بين العرب والعجم اللحن والغلط في نطق كلمات اللغة العربية، مما زاد من ضرورة الاجتهاد في وضع قواعد وضوابط للغة، حتى لا تلحن الألسنة وتنسى لغتها الأصلية.
الحاجة الدينية
عندما دخل الأعاجم من المغرب والمشرق إلى بلاد المسلمين دع الحاجة إلى شرح كيفية نطق وكتابة القرآن الكريم لهم، بالإضافة إلى تعليمهم الصلاة، فقام العلماء بوضع قواعد النحو والصرف ليساعدوا الأجانب على نطق الكلمة بشكلها الصحيح.
أبواب علم الصرف
يبحث الصرف في خمسة عشر باباً من أبواب ضبط بنية الكلمة، حيث وزع العلماء أقسام علم الصرف كالتالي:
- التقاء الساكنين.
- الوقف والابتداء.
- الإبدال والإدغام.
- حروف الزيادة.
- الأوزان وأبنية الأفعال.
- الإمالة.
- العدد.
- النسب.
- التصغير.
- جمع التكسير.
- التثنية والجمع.
- المذكر والمؤنث.
- المد والقصر.
- مصادر الأفعال ومشتقاتها.
- تخفيف الهمزات.
تابع المزيد: أسماء الإشارة للاطفال
شرح الميزان الصرفي
إن من أهم أقسام علم الصرف الميزان الصرفي، الذي يمكن من خلاله فهم تركيب الكلمة، وكيفية ضبط كل حرف فيها على وزن كلمة فعل، وإليك شرح مبسط للأوزان الصرفية كالتالي:
وزن الكلمة المجردة
الكلمة المجردة في اللغة هي التي لا يوجد بها حرف زائد عن حروفها الأصلية، وتنقسم إلى نوعين:
- مصدر ثلاثي مثل قَرَأَ التي يمكن وزنها صرفياً على فَعَلَ، حيث يقابل كل حرف من كلمة فعل كل حرف من كلمة قرأ.
- مصدر رباعي مثل كلمة دحرج التي على وزن فعلل، وقد زيدت لام إضافي إلى الوزن فعل للتعبير عن الحرف الأصلي الرابع في كلمة دحرج.
- المصدر الخماسي مثل كلمة جحرمش التي زيد على ميزانها لامان فصارت فعللل، وذلك لأن كل حروفها أصلية.
وزن الكلمة المزيدة
أما الكلمة المزيدة فهي التي يدخل عليها حرف ليس من أصولها، ويعبر عنه في الميزان الصرفي فعل بكتابته كما هو أو يزيد حرف من حروف الميزان، ومن أمثلتها:
- إذا كان الحرف المزيد من أصول الكلمة مثل قررَّ، فميزانها فعلل، زيدت لام بعد الآخر للتعبير عن الحرف المزيد.
- أما إذا كان الحرف المزيد ليس من بنية الكلمة فهو يكتب في الميزان كما هو، ومثاله كلمة انتقل، فميزانها الصرفي افتعل، حيث زيدت ألف قبل الفاء من أجل التعبير عن حرف الزيادة.
وزن الكلمات الناقصة
إذا حدث حذف لحرف أصلي من حروف الكلمة يجب حذفه كذلك من الميزان الصرفي، مثل كلمة قُل فميزانها الصرفي فُل، بحذف العين من الميزان الصرفي لسقوط موضعها في الكلمة الأصلية.
بهذا نكون قد تعرفنا على أقسام علم الصرف وأهمية تعلمه للحفاظ على اللغة العربية وحمايتها بالشكل الذي يجب علينا ليس فقط للعروبة ولكن لفهم معاني القرآن الكريم.