ما هو التصغير في اللغة العربية؟

يأتي معنى التصغير في اللغة العربية بـ الاختزال أو تغيير محدد في معنى الكلمة من خلال الجمع بين الحرف الأول وفتح الثاني مع إضافة حركة الحرف الساكن من بعده، وفي اللغة العربية يستخدم التصغير للعديد من الأسباب من أبرزها حتى يتم تعريف الكلمة بشكل دقيق أكثر.

وقد يتم استعماله في التحقير من شيء معين أو التعظيم ولذلك يمكن توضيح أنه يأتي بأكثر من مظهر ويتم شرح الكلمة حسب محتواها في الجملة، ومن خلال مقالنا هذا يمكننا التعرف على المزيد من المعلومات والتفاصيل الأخرى التي تتعلق بمعنى التصغير وشروطه وأمثلته.

التصغير في اللغة العربية

التصغير في اللغة العربية
التصغير في اللغة العربية

يأتي التصغير في اللغة العربية بالكثير من الأشكال سواء في التصغير أو التحقير، كما أنه قد يأتي بصيغة تحسين المصغر وتقديم برهان على قرب الزمان والمكان، وعلى الرغم من كون التصغير متعدد الاستعمالات في الجمل إلا أنه قد يشترط عند استعماله في الكلمة أن تكون اسمًا معربًا بحيث لا يمكن تصغير الأسماء المبنية سواء بالفعل أو بـ الحرف.

وتأتي قاعدة التصغير بأنها تتم من خلال الجمع بين الحرف الأول، وفتح الحرف الثاني، وإضافة حرف ساكن من بعده، ومن أبرز الأمثلة: نهر نهير، قلم قليم، وقد جاء التصغير بأكثر من صيغة ممكنة كما تم تطبيقه لدى الكثير من الأشعار البلاغية والنثر والنصوص الأدبية المختلفة، كما يأتي على هيئة التصغير والتحسين والتقليل وغيرها. 

قواعد التصغير في الصرف

التصغير في اللغة العربية له بعض القواعد التي ينبغي تحقيقها حتى يتم استعمال الكلمة في الجملة بالشكل الصحيح، وبشكل عام التصغير يعني تغيير بنية أو هيئة الكلمة بالكامل لغرض معين ومقصود، ويتم من خلال ضم الحرف الأول ومن ثم فتح الحرف الثاني مع زيادة ياء ساكنة والتي تسمى ياء التصغير.

ويوجد ثلاثة أبنية في التصغير وهي فعيعل وفعيل وفعيعيل، وقد يستثنى من بعض الأحرف في حكم كسر الحرف المتصل بعلامة التصغير أو ما بعد ياء التصغير، وهي حرف التأنيث والحرف المتصل بالمدة الزائد بما في ذلك الحرف الذي يكون متصلاً المتصل بألف الجمع أو المتصل بألف فعلان ولا يجمع على فعالين، كما يتم التصغير في بعض الحالات والأغراض الخاصة مثل التقليل من حجم المصغر أو الحقير من شأنه، ومن أبرز الأمثلة على ذلك المعروفة فيما يتعلق بالتصغير: جبل وجبيل ونهر ونهير وغصن وغصين ومنزل ومنيزل وقلم وقليم.

شروط التصغير في اللغة العربية

يوجد بعض الشروط للتصغير في اللغة العربية التي يمكن التعرف عليها حتى يتم تطبيقه بالطريقة السليمة، فيما يلي يمكن توضيح ذلك والتعرف على أبرز الشروط:

  • ينبغي أن يكون التصغير اسمًا مُعرَّبًا بحيث يجب أن لا تكون من الأسماء المُركبة أو الكلمات التي تضم معنيين، أو حتى أن لا تحتوي على أسماء الاستفهام أو أسماء الشرطية بما في ذلك يجب أن لا يكون من أسماء النصب والضمائر المشابهة للأحرف، على أن يتم اختياره بشكل لا يقلل من الفعل الأصلي أو الحرف.
  • التصغير في اللغة العربية لا يجوز وضعه مع علامة التعجب حول الكلمة مثل استخدام معنى: ما أصينعه وما أحيبه، كما ينبغي أن تكون الكلمة خالية من مختلف الصيغ التي قد تكون مفردة بما فيه الكفاية أو ضئيلة والمصغرة لأنها تعتبر في شكل تصغير ولا تحتاج إلى أعادة صياغتها حتى تصغيرها مرة أخرى.
  • ينبغي أن يكون الاسم أو الكلمة المحددة قادرة على التضاؤل بحيث لا يمكن التقليل من الأسماء المجيدة أو المقدسة التي لا يمكن تعديلها بأي شكل من الأشكال مثل أسماء الله الحسنى وأسماء أنبيائه وملائكته، بالإضافة إلى ذلك لا يمكن تعديل كلمات الجموع ولا الكل أو حتى البعض ولا أسماء الشهور أو أيام الأسبوع، بما في ذلك الأسماء المنطوقة، وغيرها مثل بعض الأوصاف منها عادل، أو الكلمات الثابتة منها أمس، وغدًا وغيرها.

أمثلة على التصغير

تأتي صيغة التصغير في اللغة العربية بالكثير من المعاني المتعددة، منها:

  • تقليل ذات الشيء، مثل: جُبَيل، في: جبل. 
  • تقليل كمّيّته، مثل: دُرَيهمات في: دراهم. 
  • تقريب الزمان، مثل: قُبَيل العصر في: قبل. 
  • تقريب منزلته، مثل: صُدَيّقي، في: صديقي. يقول ابن عصفور: (أُخَي وصُدَيّقي، إنّما تريد تقريب منزلة أخيك، وصديقك في نفسك)
  • إظهار الشفقة، مثل: ذلك عُجَيّز يستحقّ العون.
  • التمليح، كقول الشاعر:
    يا ما أُمَيلح غزلاناً شَدَنّ لنا من هؤليّاكنّ الضّال والسُّمُر
  • الترحّم، مثل: مُسَيكين في: مسكين.
  • التعظيم والتحبّب، كقوله (صلّى الله عليه وسلّم) (أُصَيحابي أُصَيحابي) وقوله: (خذوا نصف دينكم عن هذه الحُمَيراء) ويقصد السيدة عائشة، أمّ المؤمنين (رضي الله عنها). 
  • الاختصار اللفظي، مثل: وُليد، فقد أغنت عن القول: ولد صغير.
  • الذمّ، مثل: يا فُوَيسق، في: فاسق.

التحقير في اللغة العربية 

استعمل الكثير من الشعراء العرب التحقير للدلالة على التصغير، ويتم استعماله للتعبير عن بعض الجمل بهدف التقليل من حجمها أو عدم لارتفاع من شأتها، وبالتحديد يتم استعماله في التقليل من ذات الشيء، أو من حجمه، أو كميته، أو حتى من عدده، كما يمكن استعماله للتقريب للمكان، أو حتى الزمان. 

ومن الأمثلة على ذلك:

 (قال: جُبَيل، ثمّ قال: شاهق، وهو العالي، فدلّ على أنّه أراد تفخيم شأنه، وتعظيمه).

قول الشاعر:

داهية قد صَغُـرت من الكِبَر

صِلّ صفا ما تنطوي من القِصَر

وفي قوله:

وكلُّ أناس سوف تدخل بينهم

دُوَيهيّة تصفـرُّ منهـا الأنامـل

قول المتنبّي: 

أحـاد أم سداس في أحـاد

  لُيَيلتنـا المنوطـة بالتنـاد

تابع المزيد: أسباب بناء الأسماء والأفعال في اللغة العربية

أمثلة على التصغير في اللغة العربية

التصغير في اللغة العربية
التصغير في اللغة العربية

والجدير بالذكر معظم ما ورد عن العرب من النثر والشعر يحتوي على صيغة من صيغ التصغير منها قول أوس بن حجر:

فُوَيق جُبَيل شاهق الرأس لم تكن

لِتبلغه حتى تكل وتعملا

وقوله:

وكلُّ أناس سوف تدخل بينهم

دُوَيهيّة تصفـرُّ منهـا الأنامـل

أمثلة أخرى: 

  • “ويوم دخلت الخدرَ خدرَ عُنيزة، فقالت لك الويلات إنّك مُرجلي”
  • “كُميت يَزلُ اللبدُ عن حالِ مَتنه، كمـا زلت الصفـواءُ بالمتنزل”
  • “ضَليعٌ إذا استُدُبرته سَدّ فَرجه، بضافٍ فُويق الأرض ليس بأعزل”
  • “فمنهن سَبقي العاذلات بشربة، كُميت متى ما تُعلَ بالماء تَزبَد”
  • “قريناكـم فعجلنـا قِراكـم، قُبَيل الصّبح مـرداة طحونـًا”
  • “حُديّـا الناس كلّهم جميعًـا، مُقارعـة بَنيهـم عن بنينـا”
  • “إذا ما رُحن يَمشين الهُوينى، كما اضطربت متون الشاربينا”
  • “كيف المزار وقد تربع أهلُــها، بعُنَيزتـين وأهلُنـا بالغيلـم”

التصغير في اللغة العربية له العديد من الاستعمالات المتنوعة سواء في التقليل أو التحقير أو التحسين وغيرها، وقد تنوعت الأمثلة وكثرت بين التصغير عند الشعراء وفي النثر والأدب وفي أحاديث رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم، وينبغي التعرف عليها لفهم القواعد الأساسية وتطبيقها بالطريقة الصحيحة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.