التمييز في اللغة العربية هو أحد أنواع المفاعيل أو المكملات التي تأتي بعد اسم نكرة ليبين نوعه أو عدده أو حاله، يشير التمييز إلى ما يوضح المقصود من الكلمة التي سبقته، ويعزز المعنى بشكل دقيق، يعتبر التمييز من الموضوعات المهمة في علم النحو، وله استخدامات متنوعة في الجمل العربية.
كما أن التمييز هو اسم نكرة يأتي بعد اسم آخر نكرة ليبينه ويوضح معناه، يختلف التمييز عن المفعول به أو الخبر، حيث إنه لا يحدد فاعل الفعل أو يصف المبتدأ، بل يوضح المقصود من الاسم.
التمييز في اللغة العربية
يختلف التمييز في اللغة العربية عن الحال في عدة جوانب، حيث أن التمييز يعتبر جامدًا بينما الحال مشتق، كما أن التمييز يوضح المبهم من الذوات أو النسب، في حين أن الحال يفسر المبهم من الهيئات، ويشير معظم النحاة إلى أن التمييز يشترك مع الحال في كونه اسمًا زائدًا، لكنني أرى أن هذا القول ليس دقيقًا تمامًا.
فالتمييز لا يأتي إلا كاسم بينما الحال يمكن أن يكون اسمًا أو جملة، بالإضافة إلى ذلك يعتبر التمييز فضلة يمكن الاستغناء عنها، بينما الحال قد يستغنى عنه في بعض الحالات وقد لا يُستغنى عنه في حالات أخرى، كما تم توضيحه سابقًا في موضوع الحال.
يوجد الكثير من أنواع التمييز في اللغة العربية، ويمكن توضيحها بالتفصيل فى النقاط التالية:
تمييز الذات
إن تمييز الذات من أنواع التمييز في اللغة العربية وهو الذي يستخدم لتوضيح اسم غير محدد تم ذكره سابقًا، مثل قولنا: “اشتريتُ لترًا حليبًا”، حيث تعتبر كلمة “حليبًا” تمييزًا، لأنها توضح الغموض الموجود في كلمة “لترًا”، التي قد تشير إلى أشياء متعددة.
توجد عدة أنواع للاسم المبهم، وهي كما يلي:
العدد
يمكن أن يكون التمييز صريحًا حيث يُستخدم لفظ العدد بشكل مباشر، مثل: اشتريت عشرين قلمًا.
كما يمكن أن يكون التمييز مبهمًا، حيث يُستخدم كناية عن عدد غير محدد، مثل: “كم، وكأين، وكذا”، كما في المثال: كم كتابًا قرأت؟
ما يدل على المقادير
يتمثل التمييز في اللغة العربية في هذا النوع في لفظ يدل على مقدار محدد، حيث يقصد بالمقدار ما يقاس باستخدام أدوات مثل المساحة أو الوزن أو الكيل أو القياس، ومن الأمثلة على ذلك: اشتريتُ قصبةً من الأرض، لك قنطار من العسل، اشتريتُ صاعًا من القمح، واشتريتُ ذراعًا من القماش.
ما يدل على ما يشبه المقادير
التمييز في اللغة العربية هنا يعبر عنه بلفظ يدل على مقدار غير محدد، أي أنه يشير إلى شيء غير معين، سواء كان ذلك يتعلق بالمساحة أو الوزن أو الكيل أو المقياس.
على سبيل المثال: “اشتريت شبرًا من القماش”، ومن الآيات القرآنية قوله تعالى: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ}.
ما أجري مجرى المقادير
في هذا السياق يتم استخدام التمييز في اللغة العربية لتوضيح اسم مبهم يسبقه، فكل اسم مبهم يتطلب تمييزًا يوضح معناه، مثل: لدينا علمٌ مثلكم.
ما كان فرعا لتمييز
يحكم على تمييز الذات بأنه يمكن أن ينصب أو يجر بحرف الجر أو يجر بالإضافة، مما يتيح استخدام الأوجه الثلاثة.
على سبيل المثال يمكن أن نقول: اشتريت كيلو حليبًا، أو كيلو من الحليب، أو كيلو حليب، ومع ذلك لا يمكن استخدام الإضافة إذا كان المميز مضافًا.
أما تمييز العدد، فيكون مجرورا إذا كان العدد من ثلاثة إلى عشرة، بينما يكون منصوبا إذا كان العدد أكبر من ذلك.
أمثلة على تمييز الذات
يمكن توضيح الأمثلة على تمييز الذات فى النقاط التالية:
اقتنيت عشرين كتابًا
- اقتنيت: فعل ماضٍ مبني على السكون، وهو يكون متصل بتاء الرفع المتحركة، وأيًا تاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
- عشرين: يكون مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الياء لأنه يكون ملحق بجمع المذكر السالم.
- كتابًا: يكون تمييز منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
عندي مدُّ النظرٍ أرضًا
- عندي: ظرف زمان منصوب، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، لانشغال المحل بالحركة المناسبة، والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة، والظرف متعلق بخبر محذوف.
- مدّ: يكون مبتدأ مرفوع، وتكون علامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- النظر: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
- أرضًا: تكون تمييز منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
أعطيتُ الفقيرَ صاعًا قمحًا
- أعطيت: فعل ماضٍ مبني على السكون، وهو متصل بتاء الرفع المتحركة، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
- الفقير: مفعول به أول منصوب، وتكون علامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- صاعًا: مفعول به ثانٍ منصوب، وتكون علامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- قمحًا: تمييز منصوب، وتكون علامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
تمييز النسبة
إن تمييز الجملة هو ما يفسر الغموض الموجود فيها، ويعمل على توضيح النسبة المرتبطة بها.
على سبيل المثال، في جملة “حسن الرجل خلقًا”، فإن نسبة الحسن إلى الرجل قد تحتمل معانٍ متعددة، مثل العمل أو الصدق أو الإحسان، وغيرها من الخيارات.
يأتي التمييز لتحديد المعنى المقصود وإزالة اللبس، ينقسم تمييز النسبة إلى نوعين: محول وغير محول، ويمكن أن نوضح ذلك فيما يلي:
التمييز المحول
هذا النوع من التمييز يتمثل في تحويل التمييز من أحد العناصر الأساسية في الجملة، سواء كان فاعلًا أو مفعولًا به أو مبتدأ، وفيما يلي سنتعرف على أمثلة توضح ذلك:
- المحوّل عن فاعل: يكون التمييز في الأصل فاعلًا، ثم يتم تحويله إلى تمييز، مثلًا، في عبارة “حَسُنَ الرجلُ خلقًا”، الأصل هو “حَسُنَ خُلُقُ الرجل”.
- المحوّل عن مفعول به: يكون التمييز في الأصل مفعولًا به، ثم يتم تحويله إلى تمييز، على سبيل المثال، في جملة “زرعتُ الحديقةَ أزهارًا”، الأصل هو “زرعتُ أزهارَ الحديقةِ”.
- المحوّل عن مبتدأ: يكون التمييز في الأصل مبتدأً، ثم يتم تحويله إلى تمييز، كما في قوله: “أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا”، حيث الأصل هو “مالي أكثر منك”.
التمييز غير المحوّل
يعتبر تمييز النسبة نوعا من أنواع التمييز الذي لا يشتق من شيء، ويظهر في صيغ مثل: أكرم بالرجل خلقًا، سموتَ أديبًا، لله درّه فارسًا، ملأتُ خزانتي كتبًا، ويتميز تمييز النسبة بحكمين:
- النصب على التمييز: حيث يكون التمييز منصوبًا في الإعراب، كما في المثال: لله درّه فارسًا.
- الجر بـ “من”: حيث يكون التمييز مجرورًا بحرف الجر، لكنه يُعتبر تمييزًا في المعنى، ويكون حرف الجر زائدًا، كما في: أكرم بالرجل من خلقٍ، وسموتَ من أديب، ولله درّه من فارس، وملأت خزانتي من الكتب.
تابع المزيد: أنواع الأفعال في اللغة العربية
أمثلة على تمييز النسبة
يمكن توضيح الأمثلة على تمييز النسبة فى النقاط التالية:
- طابت بلادي مسكنًا
- طابت: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، وتاء التأنيث يكون لا محل لها من الإعراب.
- بلادي: يكون فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، لانشغال المحل بالحركة المناسبة، والياء تكون ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
- مسكنًا: تمييز منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- أنا أشد منك قوّة
- أنا: يكون ضمير رفع منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
- أشد: يكون خبر مرفوع، وتكون علامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- منك: جار ومجرور يكونوا متعلقان بـ”أشد”.
- قوّة: يكون تمييز منصوب، وتكون علامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
في الختام يعتبر التمييز في اللغة العربية من الركائز الأساسية التي تسهم في توضيح المعاني وتعميق فهم النصوص، من خلال استخدامه، يتمكن المتحدث أو الكاتب من إزالة الغموض عن الكلمات أو العبارات، بحيث يصبح المعنى أكثر دقة ووضوحًا، يتنوع التمييز بين التمييز العددي، النوعي، والحالي، وكل نوع منه يؤدي وظيفة محددة في إضفاء تفاصيل إضافية على الجملة.
