تعرف على كيفية تأثير علاقة الوالدين على الأبناء
تأثير علاقة الوالدين على الأبناء يشبه تأثير المياه على استمرار الحياة، فلا يمكن أن نتخيل الحياة بدون مياه
كما لا يمكن تصور أن يكون هناك أطفال أصحاء من الناحية النفسية بدون وجود ترابط أسري
فالمحبة بين الوالدين هي الوسيلة التي يمكن من خلالها التأكد بأن طفل يعيش في بيئة مناسبة له
وأن المستقبل القريب سيخرج شخص متزن نفسيًا يفيد نفسه ويفيد المجتمع.
وجعلنا بينكم مودة ورحمة هذا هو أساس العلاقة الزوجية الذي ينبغي أن يكون، فالمودة والرحمة تعني أن ذلك البيت قائم دائمًا
فحتى لو حدثت المشكلات المودة والرحمة يصنعا إطار من الأمان بأن كل شيء بخير وتلك الأسرة لن تنهار وهذا له مفعول السحر على الأطفال وعلى حالتهم النفسية.
تأثير علاقة الوالدين على الأبناء
- ومن الجدير بالذكر أن وجه الطفل يحمل تأثير علاقة الأبوين، فكافة الدراسات النفسية التي أجريت على الأطفال تتفق حول أن الطفل السعيد المنطلق إلى الحياة
الذي لديه طموح ورغبة في أن يكون عنصر فعال في المجتمع، طفل يعيش في بيت الأب فيه يظلل على الأم والأم تحب هذا الأب
أما لو كان هناك تنافر دائم بين الوالدين فذلك يعني إصابة الطفل بالإحباط والحزن وميله للانطواء
وتلك الصفات تمهد لبداية الأمراض النفسية. - الطفل يحتاج دعم الوالدين ولا يمكن أن يدعم والدين غاضبان من بعضها البعض الطفل
لذلك لابد من أن تكون علاقة الوالدين علاقة متزنة حتى يتمكنا من دعم طفلهما معًا، فدعم الطفل من الناحية العاطفية ينعكس على سلوكياته في المدرسة وفي التعامل مع الآخرين
فحب الوالدين لبعضهما البعض يزيد من أحساس الرضا بداخل الطفل
فهو يرضى عن وجوده وعن حياته في تلك الأسرة، فلو شعر الطفل بسبب خلاقات الأبوين بعدم الرغبة في الوجود
فنحن هنا أمام بوادر الأمراض النفسية المخيفة، وذلك من ضمن تأثير علاقة الوالدين على الأبناء.
تابع المزيد: حماية حقوق الطفل والمساعدة الاجتماعية والاقتصادية
تأثير خلافات الوالدين على الأبناء
وفي الحقيقة تأثير علاقة الوالدين على الأبناء تأثير لا يمكن الهروب منه، وعندما يكون التأثير سلبي بسبب وجود الخلافات فنحن هنا أمام مشكلة ضخمة، فالطفل عبارة عن نبته صغيرة ومن الغير المعقول تصور إثمار هذه النبتة وهى تروى بالخلافات والصراخ والصراع الدائر بين الوالدين.
ومن ضمن التأثيرات السلبية على الأطفال من خلافات الوالدين ما يلي:
- الأطفال كائنات حساسة للغاية وخلافات الوالدين في الأغلب تظهر على شكل كوابيس مرعبة والأخطر قد لا يحكي الطفل عنها.
- بعض الأطفال يصيبها البكاء بدون سبب ولا يستطيعون التعبير عن السبب الخفي وهو خلافات الوالدين خوفا من الوالدين نفسهما لأنه لو طلب أن يتصالحا قد يصرخون عليه.
- في بعض الحالات خاصة في البيوت التي فيها عنف جسدي أو لفظي بين الوالدين يصاب الطفل بالتبول اللاإرادي وربما فقدان شهية بشكل ملحوظ.
- يفقد الطفل ثقته بنفسه بين الرفاق وهم يتجاذبون أطراف الحديث عن أسرهم المتفاهمة المتحابة ويبدأ الشعور بالضياع.
- الشعور بالضياع مع الهم والحزن لدى الأطفال هو بداية الاكتئاب الذي لو لمس روحهم سيكون من الصعب للغاية طرده.
- وتلك بعض من تأثير علاقة الوالدين على الأبناء وليست كل التأثيرات.
تأثير جدل الوالدين على الأبناء
- ومن الجدير بالذكر أن بعض الدراسات البريطانية الموثقة أشارت لمدى التأثير الذي يحدثه جدال الوالدين على الأطفال، حيث أجريت تلك الدراسات على مدار عقود طويلة من الزمن
وتوصلت تلك الدراسات إلى أن البيوت التي فيها صراخ دائم من قبل الوالدين وخلافات لا تنتهي أخرجت أطفال لا يعانون من مشكلات نفسية فقط
ولكن مشكلات جسدية كذلك، فعليك أن تعرف أنك عندما تصرخ على الأم وتهينها
فهذا يؤدي لسرعة ضربات القلب عند الطفل ويزيد إفراز هرمون التوتر لديه. - كما أن تلك الدراسات قد أكدت على أن دماغ الطفل الذي يتعرض لمشاحنات الوالدين لا تتطور بنفس بمقدار تطور رفاقه
بل تلك الدماغ ستكون فريسة سهلة لاضطرابات النوم ولنوبات القلق مع تغيرات سلبية في السلوك، والأخطر مشاعر الطفل التي تختلط في النظرة لوالديه فهو يحبهم
ولكن يكره خلافاتهم الحادة المزمنة، وذلك مع الوقت قد ينذر بأن الكره سيسيطر، وذلك تأثير علاقة الوالدين على الأبناء لو كانت العلاقة سيئة.
الوفاق بين الوالدين وتأثيره على الأبناء
- تأثير علاقة الوالدين على الأبناء لو كانت علاقة جيدة تأثير غاية في الروعة، فمن البيت الدافئ يستمد الطفل عافيته النفسية وأقباله على الحياه
فلقد أثبتت الدراسات النفسية أن هرمون السعادة يزيد لدى الأطفال لو وجدا الوالدين يتمازحان
حتى أن قبلة الأب للأم قبل خروجه في الصباح بصحبة طفله للمدرسة تعلم ذلك الطفل أسس العلاقة الصحية الآخرين. - نحن نعلم أن الخلافات الزوجية أمر موجود في كل منزل في العالم، ولكن المشكلة الاستمرار الدائم لتلك الخلافات وتكرارها اليومي، فليس هناك مشكلة لو حدثت مشكلة في الصباح وتم احتوائها ليلًا وعاد الوالدين لاحتواء طفلهما
ولكن لابد أن نؤكد أن احتواء الوالدين للطفل يبدأ من احتوائهما لبعضهما البعض، فلابد أن نعرف أن تأثير علاقة الوالدين على الأبناء تأثير يرافقهم مدى الحياة.
الطلاق وتأثيره على الأطفال
جميع الدراسات الاجتماعية ترى بأن الطلاق حل مثالي طالما استحالت الحياة بين الوالدين، وقد يرى البعض أن هناك تأثير سلبي للطلاق على الأطفال وليس هناك شك في ذلك
ولكن الحياه الهادئة مع الحزن الذي يمكن أن يعالج، أفضل من حياة التناحر والمشاحنات مع حزن دائم ليس له علاج
وعلى ذلك فالطلاق لو كان سبيل إنقاذ الطفل فعلى الوالدين اختيار مصلحة طفلهما.
قرار الطلاق من أصعب القرارات على نفسية الطفل ولكنه قرار لحظي يمكن لو حاول الوالدين تناسي الخلافات وفضلا مصلحة الطفل وتعاملا معه بشكل جيد أن يستوعب الحياة الجديدة
فلو فشل الرجل والمرأة في أن يكونا زوجين فعليهما أن يحاولا النجاح في أن يكونا والدين
فاستمرار الشجار بعد الطلاق يعني أنهما كائنين أنانيين ومصير الطفل سيكون الضياع
وذلك تأثير علاقة الوالدين على الأبناء لو كانت علاقة سيئة.
الاستشارات النفسية للوالدين
- جميع الأزواج يمرون بمشكلات مختلفة ولكن هناك سؤال دائم يطرح نفسه أثناء الخلاف، هل مازال هذا الزوجين يحبان بعضهما البعض أم لا؟ لو كانت الإجابة بنعم
فعليهم الجلوس والحوار والوصول لأرض حيادية يمكنها أن تستوعب اختلافهم وخلافهم
ومن الممكن هنا أن يتجها إلى خبير علاقات أسرية يساعدهم على رؤية الحياة بمنظور مختلف مع تقريب وجهات نظرهم
وحل أي مشكلة صحية أو نفسية يعاني منها أحد الوالدين أو كلاهما. - نحن هنا نتحدث عن الصحة النفسية للوالدين لأن تأثير علاقة الوالدين على الأبناء لو كانا متزنان تأثير غاية في الإيجابية، ففاقد الشيء لا يمكن أن يعطيه
فلابد أن يكون الأبوين متفاهمان ولديهم السلام النفسي الكافي الذي بالطبع سينعكس على طفلهم أو أطفالهم
فالزواج رحلة تحتاج إلى الصبر والشراكة فلو تعب شريك على الأخر أن يسنده
فعندما يرى الطفل هذا الوفاق العاطفي يشعر بأنه يعيش في أفضل منزل بالكون.
اقرأ أيضاً: تعرف على أهم مراحل تربية الطفل الصحيحة
وعلى ذلك انتهى حديثنا عن تأثير علاقة الوالدين على الأبناء
وكما وضحنا فالأطفال كائنات أقرب للصلصال تتشكل من جو البيت
والوالدين وحدهما القادرين على تشكيل طفلهما
إما بالمحبة والوفاق أو بالشجار، وعلى أي حال من حق الطفل حياة أمنة
وإنها لجريمة ترتكب في حقه أن يستيقظ وينام على أصوات الصراخ المخيفة بين الأبوين
فمن حق الطفل أن يستيقظ على الحب.