تعريف الإعراب التقديري

يجد الكثير من الطلاب مشكلة في فهم الإعراب الظاهر والمقدر، حيث يتساءل الكثير منهم عن شرح وتعريف الإعراب التقديري، وذلك لأن علماء النحو قد قسموا الإعراب إما ظاهرا وإما تقديريا وإما محليا، والإعراب الظاهري هو عبارة عن ظهور الحركات الإعرابية في آخر الكلمة، أما بالنسبة إلى الإعراب التقديري فهو عبارة عن عدم ظهور الحركات الإعرابية آخر الكلمة ولكنها تقدر علامة الإعراب تقديرا، وذلك نتيجة لوجود عدة أسباب، هي الثقل والتعذر واشتغال المحل بحركة أخرى مناسبة أو بحركة حرف من حروف الجر الزائدة، لذا يقدم موقع عش العربية هذه المقالة لمساعدة الطلاب على فهم الإعراب التقديري وحالاته بشكل تفصيلي. 

ما هو تعريف الإعراب التقديري؟

يتم تعريف الإعراب التقديري على أنه واحد من الأنواع الثلاثة للإعراب، حيث إن النوعان الآخران للإعراب هما: الإعراب الظاهر، والإعراب المحلي، ويعرف الإعراب التقديري من خلال عدم ظهور الحركة الإعرابية في آخر الكلمة وفقا لموقعها الإعرابي من الجملة، ولا يعني عدم ظهور العلامات والحركات الإعرابية أن هذه الكلمات مبنية بل يتم عدم ظهورها نتيجة إلى أسباب أخرى سوف نتحدث عنها بشيء من التفصيل. 

تعريف الإعراب التقديري
تعريف الإعراب التقديري

أقرأ المزيد: ما هي أنواع التمييز في اللغة العربية؟

أسباب عدم ظهور علامات الإعراب على الأسماء

ترجع أسباب عدم ظهور علامات الإعراب على الأسماء إلى ثلاثة أسباب، هم:

  1.  أن الحرف الأخير من الكلمة لا يمكن أن يحمل علامة الإعراب، ونجد ذلك في الاسم المقصور، والاسم المنقوص، والفعل المضارع المعتل الآخر.
  2. يوجد حرف يحتاج إلى حركة إعراب معينة تناسبه.
  3. يوجد حرف جر زائد أو شبيه بالزائد.

سوف يتم شرح هذه الأسباب الثلاثة بشكل تفصيلي وعرض بعض الأمثلة التوضيحية، وذلك لزيادة فهم تعريف الإعراب التقديري، وسوف نعرض هذا يما يلي:

الحرف الأخير من الكلمة لا يحمل علامة الإعراب 

يعد أولى أسباب عدم ظهور علامات الإعراب على الأسماء هو أن الحرف الأخير من الكلمة لا يحمل علامة الإعراب، ويحدث ذلك في ثلاثة مواضع هي: في حالة إذا كان الاسم مقصور، أو كان الاسم منقوص، أو كان الفعل مضارع ولكنه معتل الآخر، ولزيادة فهم تعريف الإعراب التقديري فإننا سوف نقوم بعرض هذه المواضع الثلاثة بشيء من التفصيل مع الأمثلة التوضيحية.

ما هو الاسم المقصور؟

يعرف الاسم المقصور بأنه عبارة عن اسم معرب ولكن آخره ألف أصلية ولازمة، وهذا يعني أنه لا يمكننا حذف الحرف الأخير من الكلمة الاستغناء عنه، ويكتب هذا الألف على طريقتين هما: ألف وصل مثل (ا) أو ألف لينة مثل (ى)، وتقدر علامات الإعراب الثلاثة وهي الفتحة والكسرة والضمة، أي لا يتم وضعها على الحرف الأخير من الاسم المقصور حسب موقعه من الجملة، وذلك في جميع حالات الاسم المقصور سواء كان مرفوعا أو منصوبا أو مجرورا، ويسمى هذا بالتعذر، ويعني عدم القدرة على النطق بالحركات الثلاثة، وذلك لأن الألف تكون دائما ساكنة، وفيما يلي بعض الأمثلة الموضحة للشرح: 

  • ضربت الولد بالعصا، تعرب العصا: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.
  • فازت سلوى بالجائزة، تعرب سلوى: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.
  • قابلت ليلى، تعرب ليلى: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.

ما هو الاسم المنقوص؟

يعرف الاسم المنقوص بأنه عبارة عن اسم معرب آخره ياء لازمة ومكسور ما قبلها، ويكون إعرابه تقديريا بسبب ثقل النطق في حالتي الجر والرفع، ويعرب في حالة النصب بالفتحة الظاهرة، وفيما يلي بعض الأمثلة الموضحة للشرح:

  • ذهب القاضي إلى المحكمة، تعرب كلمة القاضي في هذا المثال: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل.
  • اشتركت في النادي الرياضي، تعرب كلمة النادي في هذا المثال: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل.
  • رأيت المحامي في المحكمة، تعرب كلمة المحامي في هذا المثال: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على الياء.
تعريف الإعراب التقديري
تعريف الإعراب التقديري

أقرأ المزيد: ما هي أنواع الجمل في اللغة العربية؟

ما هو الفعل المضارع المعتل الآخر؟

يجب معرفة مفهوم الفعل المضارع المعتل الآخر، وذلك لزيادة فهم تعريف الإعراب التقديري، حيث إن المقصود به أن ينتهي الفعل المضارع بحرف من حروف العلة الثلاثة وهي: الألف أو الواو أو الياء، حيث يختلف الإعراب من حيث التقدير والظهور تبعا لاختلاف حرف العلة، وفيما يلي شرح تفصيلي لحالات الفعل المضارع المعتل الآخر.

  • فعل مضارع معتل الآخر بالألف: إذا كان الفعل المضارع معتل الآخر بالألف فإنه تقدر عليه حركتا الرفع والنصب على آخره، ويتم جزمه بحذف حرف الألف، وفيما يلي بعض الأمثلة التوضيحية:
    • يبقى أثر الكلمة الطيبة، تعرب كلمة يبقى في هذا المثال: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.
    • لن نرى غير الحق، تعرف كلمة نرى في هذا المثال: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.
    • لا تخش قول الحق، تعرب كلمة تخشَ في هذا المثال: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة وهو الألف من آخره.
  • فعل مضارع معتل الآخر بالواو أو الياء: إذا كان الفعل المضارع معتل الآخر بالواو أو الياء فإن الضمة تقدر عليه في حالة الرفع وذلك للثقل، ولكن تظهر عليه الفتحة في حالة النصب وذلك لخفتها، أما في حالة الجزم فإنه يتم حذف حرف الواو أو الياء، وفيما يلي بعض الأمثلة التوضيحية:
  • يعلو الوطن بإخلاص أبنائه، تعرب كلمة يعلو في هذا المثال: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الواو منع من ظهورها الثقل.
  • لن يحمي العدو أوطاننا، تعرب كلمة يحمي في هذا المثال: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على الياء.
  • لا تحمِ الظالمين، تعرب كلمة تحمِ في هذا المثال: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة وهو الياء من آخره.

وجود حرف تناسبه حركة إعراب معينة 

يظهر ذلك واضحا في الاسم المضاف إليه ضمير ياء المتكلم، حيث يأتي ضمير ياء المتكلم بعد الحرف الأخير مباشرة، وتوضع علامة الإعراب على الحرف الأخير، وكما ذكرنا في الاسم المنقوص أن وجود الياء يلزم وجود كسرة قبلها، وهذا يعني أن الحرف الأخير يجب أن يكون مكسورا، ونظرا أنه لا يمكن وضع حركتين على الكلمة، فإن علامات الإعراب الثلاثة لا يتم وضعها على الحرف الأخير من الكلمة، ويتم إعرابها بعلامات مقدرة بسبب اشتغال المحل بحركة أخرى مناسبة وهي حركة الكسر المناسبة للياء، وتوجد ثلاث حالات لإضافة ياء المتكلم، وفيما يلي بعض الأمثلة التوضيحية التي تساعد على زيادة فهم تعريف الإعراب التقديري.

أمثلة توضيحية

إذا كانت ياء المتكلم مضافة إلى اسم مفرد صحيح الآخر، فإن حركات الإعراب الثلاثة تقدر عليه، مثل:

  • هذا هاتفي، ويعرب هاتفي: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة للياء وهو مضاف، والياء: ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.

إذا كانت ياء المتكلم مضافة إلى اسم مثنى أو جمع مذكر سالم، فإنه لا تقدر عليه الحركات ويتم إعرابه بالحروف، مثل:

  • جاء صديقاي، ويعرب صديقاي: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى، وحذفت النون للإضافة وهو مضاف، والياء: ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.

إذا كانت ياء المتكلم مضافة إلى اسم مقصور أو اسم منقوص، فإن حركات الإعراب الثلاثة تقدر عليه بسبب التعذر أو الثقل، مثل:

  • سألتُ محاميَّ، تعرب محاميَّ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل وهو مضاف، والياء ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.

وجود حرف جر زائد أو شبيه بالزائد

وجود حرف جر زائد أو شبيه بالزائد هو آخر أسباب ظهور العلامات المقدرة والتي تساعد في فهم تعريف الإعراب التقديري، وهي عبارة عن حروف يمكن الاستغناء عنها في الجملة، وعلى الرغم من تأثيرها في الاسم الذي يأتي بعدها وتجره بعلامة مقدرة إلا إنها لا تقوم بنفس وظيفة حروف الجر في اللغة العربية، حيث تستخدم لتوكيد المعنى، وفيما يلي بعض الأمثلة التوضيحية:

  • ليس النجاح بصعب، تعرب الباء: حرف جر زائد للتوكيد، مبني على الكسر، لا محل له من الإعراب.

وتعرب صعب: خبر ليس منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره منع من ظهورها حركة حرف الجر الزائد.

  • ما جاء من طالب، تعرب من: حرف جر زائد للتوكيد، مبني على السكون، لا محل له من الإعراب.

وتعرب طالب: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

  • كفى بالله حسيبا، تعرب الباء: حرف جر زائد للتوكيد، مبني على الكسر، لا محل له من الإعراب.

ويعرب لفظ الجلالة الله: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

حالات الإعراب بالحركات المقدرة

الحركة المقدرة هي علامات الإعراب المعروفة لكنها لا تكتب على آخر الكمة، من أجل الثقل أو التعذر، ومن ضمن حالات الإعراب بالضمة المقدرة الآتي:

حروف العلة

تقدر بعض حركات الإعراب في حالة انتهاء الكلمة بحرف علة أصلي في الكلمة، مما يجعل من الصعب نقطة مع الحركة في نفس الوقت ومن أمثلته:

  •  الاسم المقصور، كقولك ذهب موسى للمدرسة، فرغم أن موسى فاعل مرفوع إلا أن علامة الضمة هنا مقدرة غير مكتوبة بسبب وجود الياء المقصورة الأصلية في الكلمة.
  • كذلك في الاسم المنقوص الذي يكون منتهيا بياء أصلية وما قبلها مكسور، وتقدر الحركة عليها للثقل، ومثلها: يكره هاني الظلم، حيث يعتبر هاني اسم منقوص منتهي بياء لذلك تكون علامته مقدرة.
  • بالإضافة إلى الفعل المضارع معتل الآخر، أي الذي ينتهي بواحد من حروف العلة، ومن أمثلته يرضى الله عن المؤمنين، حيث قدرت الحركة الخاصة بالفعل يرضى لأنه معتل الآخر.

تطلب الحرف لحركة معينة

أحيانا يمكن أن يتسبب اقتران بعض الكلمات ببعض الحروف تقدير بعض الحركات حتى يتناسب نطق الكلمة مع الحرف، وهو المضاف إلى ياء المتكلم تقدر معه الحركتان الفتحة والضمة، لأنهما لا يتناسبان مع الياء بعكس الكسرة، مثل زارت أمي بيتي، فبرغم أن أمي هنا فاعل مرفوع إلا أن الضمة هنا قدرت لاقترانه بياء المتكلم.

حروف الجر الزائدة

بعض حروف الجر الزائدة التي تجر الأسماء رغم أنها لا تعطي نفس المعنى الخاص بحروف الجر، ومن أمثلتها، ما كلمنا من أحد، فكلمة أحد هنا فاعل مرفوع بالضمة المقدرة إلا أنها استبدلت بتنوين الكسر لجرها بحرف من.

تابع المزيد: تعريف الإعراب التقديري

دور الإعراب التقديري في فهم النصوص الأدبية

يعتبر الإعراب التقليدي من أهم مبادئ النحو، لأنه يوضح الحالات التي لا تكون فيها علامات الإعراب ظاهرة وتقدر فقط في الذهن، وهذا الأمر يلعب دور محوري في فهم النصوص الأدبية لأنه يكشف العلاقات النحوية بين الجمل، مما يشير إلى معاني غير مذكورة في النص بشكل واضح.

ويكثر استخدام الإعراب التقليدي في الشعر لكثرة الحاجة إلى حذف بعض الحروف أو الكلمات من الجملة لتحقيق الوزن والقافية، وتقدر المعاني المرادة في الذهن، وهنا تظهر أهمية العلامات المقدرة حيث إنها تشير إلى اللفظ المعنى الأصلي الذي أراده الشاعر.

بما أن النصوص الأدبية تعتمد بشكل كبير على سياق الكلام بشكل كبير لإيضاح المعاني، بالتالي لم يستخدم كتابها الحركات الإعرابية في كتابتها، مما يجعل بعض المعاني تستغلق على الفهم، وقد وفر الإعراب التقليدي الحل الأمثل لتلك المشكلة، حيث يستخدم الإعراب التقليدي لتقدير الحركات مما يؤدي إلى فهم المقاصد والمعاني من السياق.

أمثلة على الإعراب التقديري من القرآن الكريم

أشهر الأمثلة الموجودة في القرآن الكريم الكلمات التي يكون آخر حرف منها ألف ممدودة أو مقصورة، وذلك لأن العلامة الإعرابية لا يمكن أن تظهر بسبب تعذر نقطها، ومن أمثلتها في كتاب الله تبارك وتعالى:

  • كلمة هدى في قوله تعالى: {ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} [البقرة – 2]، حيث قدرت الضمة على الألف المقصورة في كلمة هدى لأنها مرفوعة.
  • لفظ ربي في الآية الكريمة: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ} [ابراهيم – 39]، حيث قدرت الضمة على كلمة ربي لأنها مرفوعة ومنع من ظهورها اقترانها بياء المخاطبة.
  • كذلك كلمة الزاني في قوله تعالى: {الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [النور – 3]، فرغم أن الزاني مرفوع إلا أن علاة الضمة قدرت لاتصاله بالياء مما شكل ثقل في نطق حرف العلة وحركة الإعراب معاً.

وختاما، لقد قدم موقعنا عش العربية شرحا وافيا لفهم تعريف الإعراب التقديري، وعرض أسبابه التي تمنع ظهور حركات الإعراب الثلاثة على آخر الكلمة، مع طرح العديد من الأمثلة التوضيحية على كل سبب من هذه الأسباب، والتي تزيد من الفهم والاستيعاب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.