قصيدة روح الطبيعة
قصيدة روح الطبيعة للشاعر اللبناني رشيد أيوب
قصيدة روح الطبيعة للشاعر رشيد أيوب
هذه القصيدة للشاعر رشيد أيوب هي علامة لشعر المهجر وخصائصه.
التعريف بالشعر:
شاعر لبناني، وأحد الأعضاء المؤسسين للرابطة القلمية في نيويورك التي انضوى تحت مظلتها نخبة من أدباء المهجر وشعرائه بأمريكا ولد في لبنان م 1871 وتلقى تعليمه الأولي في مدرسة القرية ولم يكمله حيث غادر بلدته
م 1889 إلى باريس ، وأقام فيها ثلاث سنوات ، ثم انتقل إلى مانشستر فأقام نحو ذلك
ثم هاجر إلى أمريكا، وعمل بالتجارة وأسس مع الأدباء المهاجرين جماعة ادبية سموها الرابطة القلمية عام م 1920
لقب بـ الشاعر الشاكي لكثرة ما تردد من الشكوى في قصائده ، ويتسم شعره في مجمله بفنية عالية ونزعة حكائية وسلاسة لفظية مع تدفق شعوري تبرز فيه دواخله الحزينة وعشقه للطبيعة كذلك معاناته في الغربة وحنينه الدائم إلى الوطن، وسخطه على الظلم و الحرب وتطلعه إلى العدل والسلام.
بين يدي القصيدة:
يلجأ الفنانون والشعراء منهم إلى تخير الصور اللطيفة المعبرة عما يريدون بثّه من أفكار ومعان في لوحاتهم الفنية والأدبية إن الصورة الدقيقة تغني عن الكلمات الكثيرة، وتختزل الشرح في كلمات قليلة ، وتربط بين صورة حسية ، وصورة متخيلة ، إنها أهم الأدوات التي تفصل بين العمل العادي والعمل الفني وفي هذا النص استعار الشاعر من الطبيعة ألوانها وحركاتها وأنوارها وأصواتها ليوضح لنا فكرته ويقنعنا بها في بحر من الجمال اللفظي والمعنوي تراه كثيرا في أدب المهجر مدرسة الشاعر حيث النزعة الإنسانية والنظرة العامرة بالمحبة والخير
القصيدة:
عندما البلبلُ في وقت السحر يتغنى مطلقا منه الجناح
والندى من فوق أغصان الشجر لؤلؤٌ تجمعه شمس الصباح
والبراري زهرها يجلو النظر حيث يمشي الحب مع خفق الرياح
وشجيرات الروابي تنثني طربا بالنسمات النافحات
دُقّ قلبي دقة الحب السني مالئ الدّنيا وكل السماوات
وإذا عيني رأت أعمى فقير في طريقٍ باسطا إحدى يديه
دُقّ قلبي دقة العطف الكثير لضرير ضاقت الدنيا لديه
ثم نادى الله كالطفل الصغير ضع إلهي نظرًا في مقلتيه
إنّ قلبا ملؤه الحب الصحيح دَقَّ حتى رقَّ من فرط الشعور
هو حي ولئن زار الضريح دُقّ يا قلبي إلى يوم النشور
خلق الرحمن هذي الكائنات وحباها كلُّ حبٍّ أزلي
ما ترى الأنجم ترنو غامزات وهي لولا حبها لم تفعل
كلما شاهدت تلك النيرات وجمال الله فيها ينجلي
دُقَّ قلبي دقة النائي الغريب ذكر الأوطان والعهد القديم
شبت الأشواق فيه كاللهيب بعدما أضرمها الحب المقيم