الدافعية وأهميتها في التعليم

سنتحدث في مقال الدافعية وأهميتها في التعليم عن: مفهوم الدافعية في التعليم، وأنواع الدافعية، وأهمية دراسة الدافعية، وأهم نظريات الدافعية.

 

الدافعية

الدافعيّة

1.هي مجموعة من الظروف الداخليّة والخارجيّة التي تعمل على تحريك الفرد من أجل الوصول إلى حالة التوازن، وتحقيق الأهداف التي ترضي حاجاته ورغباته الداخلية.

2. هي قوة داخلية لدى الفرد والتي تقوم بتحريك سلوكه وتوجيهه؛ حتّى يحقّق غاية ما تعدّ مهمّة بالنسبة له سواء كانت معنوية أو مادية. 

3.تعرف الدافعيّة حسب وجهة نظر التربوي فؤاد أبو حطب على أنها إمكانية الفرد من تحقيق أمر صعب، والقدرة على تنظيمها وأدائها بشكل سريع ومستقل، والتغلب على كافة الصعوبات التي تواجهه، والتفوق على الذات وعلى الآخرين والتغلب عليهم، ومحبّة الفرد لنفسه، و مقدرته على التحمّل والمثابرة. 

4.تعرف الدافعيّة حسب وجهة نظر التربوي إبراهيم زكي قوقش على أنها مدى استعداد الشخص ومثابرته للوصول للنجاح، ويكون التحدي أكبر في حال كان مستوى قدرات الفرد أقلّ من مستوى المواقف التي تحتاج إلى أداء ممتاز. 

5.تعرف الدافعيّة حسب وجهة نظر التربوية صفاء الأعسر على أنها الرغبة التي تدفع الشخص للنجاح وتحقيق مستوى تربوي معين، أو كسب التقبّل الاجتماعي من الأهل والمدرسين، مما يدفعه لتحقيق أكبر مدى ممكن من الأداء. 

أهمية الدافعية

أنواع الدافعيّة 

الدوافع الخارجية، 

هي التي يستمدها الفرد من المصادر الخارجية ومن البيئة المحيطة به سواء كانت أشخاصاً أو مواداً أو معلومات، وقد تكون على شكل تقديم الجوائز والمحفزات الماديّة أو المعنويّة. 

الدوافع الداخلية، 

هي التي يكون مصدرها الشخص نفسه، بناءاً على وجود رغبة داخلية تهدف إلى إرضاء الذات، وسعياً للكسب الماديّ أو المعنويّ أو الثقافيّ. 

الدوافع الفسيولوجية، 

وهي الدوافع الأولية التي لها علاقة بالحاجات الأساسية للفرد كحاجات الجسد العضوية والفسيولوجية، كحاجته للطعام والماء والجنس. 

الدوافع النفسية، 

وهي الدوافع الثانوية والتي تتمثل برغبة الفرد على التملك والتفوق، وكذلك الوصول لأهداف ثانوية بالحياة والإنجاز والسيطرة.

أهمية دراسة الدافعية:

  • تساعد الإنسان على زيادة معرفته بنفسه وبغيره, وتدفعه إلى التصرف بما تقتضيه الظروف والمواقف المختلفة.

  • تجعل الفرد أكثر قدرة على تفسير تصرفات الآخرين, فالأم في المنزل والمربية في المدرسة مثلاً ترى في مشاكسة الأطفال سلوكاً قائماً على الرفض وعدم الطاعة, ولكنها إذا عرفت ما يكمن وراء هذا السلوك من حاجة إلى العطف وجذب الانتباه فإن هذه المعرفة ستساعدنا على فهم سلوك أطفالها.

  •  تساعد الدوافع على التنبؤ بالسلوك الإنساني إذا عرفت دوافعه, وبالتالي يمكن توجيه سلوكه إلى وجهات معينة تدور في إطار صالحه وصالح المجتمع.

  •  لا تقتصر أهمية الدوافع على توجيه السلوك بل تلعب دوراً مهماً في بعض الميادين: ميدان التربية والتعليم والصناعة والقانون فمثلاً في ميدان التربية تساعد على حفز دافعية التلاميذ نحو التعلم المثمر .

  • تلعب الدوافع دوراً مهماً في ميدان التوجيه والعلاج النفسي لما لها أهمية من تفسير استجابات الأفراد وأنماط سلوكهم .

 

نظريات الدافعية:

التحليل النفسي:

      لقد كانت نظرية التحليل النفسي و لا تزال مرجعا أساسيا في مجال علم النفس، و كما هو معروف عند المهتمين بهذا المجال العلمي فإن التحليل النفسي مع سيجموند فرويد أعطى أهمية  اللاشعور في تفسير مختلف الحيثيات المرتبطة بالحياة النفسية للأفراد، وعلى غرار ذلك يرى أن هؤلاء مدفوعين على نحو لاشعوري بغريزة الحياة التي تجد في الجنس أصلا لها، و غريزة الموت التي تتجلى من خلال الأفعال العدوانية و التدميرية، لكن هذا التفسير لم يرق العديد من رواد علم النفس، الأمر الذي أسفر عن ظهور تفسيرات أخرى مغايرة.  

 

النظرية السلوكية:

    إن الدافعية حسب النظرية السلوكية تنشأ لدى الأفراد تكون نتيجة مثيرات داخلية أو خارجية، بحيث يصدر عن الفرد سلوكا أو نشاطا يمثل استجابة لهذه المثيرات، و تبعا لذلك يرى سكينر أن نتائج السلوك لا سيما التعزيزية منها تشكل حافزا ودافعا يدفع الفرد للقيام بسلوك بكيفية معينة في موقف معين، وبالتالي فإن الحصول على مكافآت يعزز لديه الدافعية للحفاظ على  هذه السلوكات أو تكرارها.

 

نظرية التعلم الاجتماعي

    يفترض رواد نظرية التعلم الاجتماعي أن الإنسان كائن اجتماعي يعيش ضمن مجموعات يؤثر ويتأثر بها، وبالتالي يتعلم الكثير من المهارات و المعارف وأنماط السلوك. و وفقا لهذا التصور فإن العديد من الدوافع الإنسانية مكتسبة من خلال عملية الملاحظة والتقليد الاجتماعي، وما سلوك الفرد إلا نتيجة لوجوده ضمن جماعة معينة، حيث يدفعه ذلك الى التنافس و التعاون مع غيره، الأمر الذي يثير لديه الحماس و الدافعية و تكثيف الجهود لبلوغ الأهداف المرغوبة.

النظرية المعرفية

   عادة ما تركز نظرية المعرفية على الاشتغال الذهني و العمليات العقلية، على ضوء ذلك فإن عملية إدراك وفهم معطيات العالمين الداخلي والخارجي وكيفية تفسيرها  تحدد طبيعة السلوك المتبع، لأن الفعل الإنساني يحمل صفة الإرادة و العقلانية، باعتبار أن القرارات المتخذة تتناسب مع نتائج التفكير، و بذلك السلوك البشري يكون قصديا و مبنيا بشكل مسبق و ليس تلقائيا، يهدف الى فهم كل ما هو ذاتي و موضوعي، و هنا تبرز الدافعية بشكل واضح و جلي، فدافع الاكتشاف والمعرفة يوجه أفعال و سلوكات الفرد، لكنه لا يقيدها لكونه يعزز مفهوم الذات و لا ينفيها.    

نظرية العزو:

     ارتبط ظهور نظرية العزو بالعالم الأمريكي برنارد واينر، وقد أكد هذا الأخير أن مسألة تفسير سلوكات الأفراد الأسوياء و غيرهم تستدعي فهم طبيعة العزوات التي يقدمونها كمركز سلوكياتهم المتعددة، و تعتبر هذه النظرية من أهم النظريات المعرفية التي عالجت موضوع الدافعية نحو تحقيق النجاح أو تجنب الفشل، ولا سيما فيما يتعلق بالتعلم والتحصيل الدراسي، و يرى واينر أن المتعلمين لديهم نزعة لعزو أسباب نجاحهم أو فشلهم الى مجموعة من العوامل ترتبط بالقدرة، الجهد، المعرفة، المزاج…

النظرية الإنسانية:

     كان أبراهام ماسلو صاحب النظرية الإنسانية من أشد المنتقدين لنظرية التحليل النفسي فيما يتعلق بتفسير الدافعية، فهو يرفض إرجاع السلوك الى الغرائز، كما اعترض على التفسير الذي قدمته المدرسة السلوكية من خلال ربطها السلوك بعوامل أو دوافع كالتعزيز و المكافئات، في مقابل ذلك أكد ماسلو على الإرادة الحرة والحرية الشخصية للفرد في اتخاذ القرارات و السعي نحو النمو الشخصي و إشباع حاجاته، فالأفراد يسعون إلى تحقيق أهدافهم و إشباع حاجاتهم تبعا لسلم هرمي تترتب فيه الحاجات حسب أولويتها، و قد قسمها الى حاجات بيولوجية أساسية لحفظ البقاء و أخرى نفسية اجتماعية.

الإجراءات والاقتراحات المتخذة لتحسين الدافعية: 

يعد من أهم الأساليب التي تساعد في إثارة الدافعية نحو التعلم ما يلي :

1.تخطيط الدرس وإعداده بشكل جيد .

2. إشعار الطلاب بلذة النجاح من خلال إعطائهم بعض المهام البسيطة لكي ينجزونها .

3.استخدام استراتيجيات تدريس متنوعة ، فمثلا : طريقة المناقشة ، تمثيل الأدوار ، التعلم الجماعي وغيرها .

4. الربط بين الدراسة وواقع حياة الطلاب وهو ما يسمى بالتطبيق العملي للدرس . طرح الأسئلة المتنوعة مع

5.التعزيز الإيجابي لأجوبة الطلاب .

6.الإرتباط بين الاحتياجات النفسية والاجتماعية للمتعلم و أهداف الدرس .

7.استخدام الوسائط التعليمية المتنوعة في طرح الدرس.

8.المشاركة بين المعلم والطلاب في عملية إعداد الدروس والتخطيط لها والاستفادة من أفكارهم وتساؤلاتهم .

9.مساعدة الطلاب على تحقيق ذاتهم واستغلال حاجاتهم في عملية التعلم.

10.التشجيع على التنافس الشريف بين الطلاب من خلال تصحيح الواجبات المدرسية بصورة يومية.

11.تشجيع الطلاب على حل مشكلاتهم وتفهم مشاعرهم وحالتهم النفسية .

12.أن يوجههم المعلم لأهمية المادة الدراسية التى يقدمها وأن يكون قدوة لهم في الاهتمام بمادة تخصصه ،

وأن يؤكد دائما على أهمية تلك المعلومات التي يقدمها لهم وكيف أنها تفيدهم في حياتهم العملية .

13.استخدام التعزيز الإيجابي وتشجيع المتعلمين بعبارات محفزة مثلا : “أنتم متفوقون ” ، ”

ستحققون نجاحا كبيرا ” وذلك طول العام الدراسي مما يكون له بالغ الأثر الإيجابي في نفوس الطلاب .

مظاهر وأنواع الغيرة عند الأطفال وكيفية علاجها

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.