العوامل المؤثرة في بناء الشخصية

هناك عوامل كثيرة لها أهمية بالغة في بناء الشخصية، سنتعرف على في هذا المقال على العوامل المؤثرة في بناء شخصية الإنسان.

العوامل المؤثرة في بناء الشخصية:

مفهوم الشخصية
مفهوم الشخصية

أولاً: العوامل الجسمانية:

تركز العوامل الجسمانية على العديد من الاعتبارات: منها تأثير عنصر الوراثة، والمخ. والذكاء، وإفرازات الغدد من الهرمونات، والشكل الخارجي للجسم. وسنتناول بعض هذه العوامل بشرح بسيط فيما يلي:

1.المخ والجهاز العصبي:

يؤثر المخ و الجهاز العصبي المركزي والأعصاب بمختلف أنواعها على درجة الاستثارة في شخصية الفرد. فيتميز بعض الناس ببطء الاستثارة ويتميز البعض الآخر بسرعة الاستثارة.

ويعد المخ والجهاز العصبي من الأمور الموروثة أو التي تحدد صفاتها الأساسية بالوراثة.

يؤثر المخ والجهاز العصبي في نواحٍ كثيرة أهمها:

  • تلقي المثيرات وارسالها للمخ وتفسيرها والرد عليها من خلال أعضاء الجسم.

  • إحداث التوازن والتوافق بين أعضاء الجسم من ناحية وبين وظائف هذه الأعضاء.

  • تنظيم عمل أعضاء الجسم مثل القلب والأوعية الدموية والغدد في الأحوال الطبيعية.

  • مواجهة المواقف الخطيرة والأزمات والاضطرابات بإعداد أعضاء الجسم من خلال زيادة عدد ضربات القلب. والإكثار من إفراز غدد معينة والتقليل من إفراز غدد أخرى.

2.الذكاء:

إن ارتفاع القدرات العقلية لدى الفرد يؤثر على مكونات الشخصية. فهناك إشارات إلى أن مرتفعي الذكاء يتميزون بالحدة في الطباع والسرعة في الاستجابة والاستثارة. بينما يتميز الأشخاص ذوي الذكاء المنخفض بالتبلد والبطء في الاستجابة. وعدم الاستثارة والخمول. وسنتناول موضوع القدرات العقلية بشيء من الإسهاب في مقال تالٍ بإذن الله.

3- الهرمونات:

تفرز الغدد الصماء هرمونات عديدة. وتختلف الغدد الصماء في وظائفه. فالغدة الدرقية لها تأثير على سرعة النمو والنضج، والغدة الجار كلوية لها علاقة بالاتزان العصبي، والغدد الجنسية لها علاقة باتزان صفات الرجولة والأنوثة، والبنكرياس له تأثير على الهضم والشعور بالتعب والقلق.

4- الشكل الخارجي للجسم:

إن تميز الجسم بالطول أو القصر. أو السمنة أو النحافة. و الجمال أو الدمامة. والبياض أو السواد له تأثير على مدى شعور الفرد واحترامه وإدراكه لذاته. وله تأثير على التعامل مع الآخرين. وقد قامت بعض النظريات في تفسير الشخصية على هذا الأساس: مثل التي تفرق بين النمط الثمين والنمط النحيف والنمط الرياضي في شخصية الإنسان.

التطور في دراسة العوامل الجسمانية:

  • هناك علم حديث يسمى بالهندسة الوراثية Genetic Engineering ويعتمد هذا العلم على أن ذكاء الفرد وصفاته الشخصية تورث. وأنه يمكن جزئياً التأثير على الصفات الوراثية. أي أنه بهذا التأثير يمكن التغيير والتحكم في سلوك الفرد.

  • هناك تجارب حديثة على ما يسمى بالتنبيه الكهربائي للمخ Electrical Stimulation of Brain. وتعتمد الفكرة على أن أجزاء المخ لها وظائف مختلفة. فهذا الجزء مسؤول عن مشاعر السعادة. وذلك مسؤول عن الألم. وآخر مسؤول عن التفكير والإبداع. وأنه بتنشيط الكهرباء المخية في جزء أو تثبيطها في جزء آخر فإنه يمكننا التأثير على مشاعر السرور والالم والإبداع.

  • هناك تجارب وبحوث على ما يسمى بـالمعلومات المرتدة من الجسم Biofeedback. وتعتمد هذه التجارب على أنه هناك معلومات كثيرة يمكن أن يتلقاها الفرد من جسمه، مثل نمط موجات ونبضات المخ، والتذبذب في ضغط الدم وحرارة الجسم وغيرها من المعلومات. يتلقى الفرد هذه المعلومات بواسطة أجهزة تساعده في ذلك. وأنه بشيء من التدريب يمكن للفرد ان يوجه مشاعره وحواسه وبعض وظائف الأعضاء لكي تؤدي وظائف يمكن من خلالها السيطرة على متاعب وآلام وأمراض الجسم؛ فالتركيز الذهني، والوساطة الروحية والدينية، والتمرينات الرياضية وغيرها يمكنها أن تساعد في السيطرة على بعض المتاعب الجسمانية.

 

ثانياً: الأسرة والتعليم:

تؤثر الأسرة بصورة بالغة في تشكيل شخصية الطفل. إن أسس الشخصية التي تتكون في السنين الأولى من حياته تبقى لسنوات طويلة. ويصعب تعديلها أو تغييرها. فالأم لها دور كبير في التأثير على صفات التطبيع والتكيف الاجتماعي. ذلك لأنها أول شخص يرعى الطف جسمانياً ونفسياً واجتماعياً. بعد المرحلة الأولى للرضاعة، يدخل أناس آخرون في التأثير على التكيف الاجتماعي كالأب والإخوة والأقارب والأصدقاء.

يتأثر تشكيل القيم والاتجاهات والمعتقدات بالوالدين. فالأم على وجه الخصوص لها تأثير كبير على البنت، والأب له تأثير كبير على الولد. ذلك لأن كلا منهما يعمل كمثل أعلى وقدوة لأبنائه. تقوم البنت ويقوم الولد بتقليد مشاعر واتجاهات الأم أو الأب، بل إنهما قد يتعلمان دوافع معينة منهما مثل دوافع الإنجاز والقوة والانتماء.

وتؤثر ظروف الأسرة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والانفعالية التي تحيط بالطفل في تكوين شخصيته. تشير بعض الدراسات إلى أن ترتيب الطفل بين أخواته بالطفل في تكوين شخصيته، وتشير بعض الدراسات إلى أن ترتيب الطفل بين اخوته (هل هو الأول أو الثاني أو الأخير؟) وإلى كونه وحيداً على تكوين الطابع العام لشخصيته.

ويؤثر التعليم أيضاً في شخصية الفرد. فانتقال الطفل من المنزل إلى المدرسة يعني انتقاله من مجتمع محدود إلى مجتمع أوسع وأعقد. ويضحى الطفل بكثير من راحته واستقراره المنزلي إلى بيئة تلزم عليه أنماطاً جديدة من السلوك وانتقاله عبر مراحل التعليم يحصل الفرد على مجموعة من المعلومات والعلوم التي تساعده في تكوين أفكاره ومشاعره وقيمه ومعتقداته وذكائه وقدراته واستعداداته بالشكل الذي يؤثر في سلوكه بصورة بالغة.

ثالثاً: البيئة:

تشير البيئة إلى تلك الصفات المحيطة بالفرد وإلى مكونات الحضارة التي يحتك بها. فالصفات الجغرافية لها تأثير على تشكيل السلوك فمن يسكنون السواحل يختلفون في شخصياتهم عمن يسكنون الغابات والصحاري والمزارع، كما أن نوع الحياة المدنية له تأثير على تشكيل الشخصية، وأيضاً يلعب الدين واللغة والنظام السياسي والاقتصادي وقيم الزواج والطلاق والعلاقات الاجتماعية دورًا بالغاً في تشكيل الشخصية، كذلك فإن الشخصية القومية التي ينشأ فيها الفرد من تاريخ وقيم وعادات وأساطير وحواديت وأمثال شعبية وإيمان بالغيبيات والسحر، والشعوذة، وتقدير قيمة الوقت وغيرها تأثير بالغ على شخصية الفرد.

ويمثل العمل جزءًا مهمًا من البيئة التي تؤثر في تشكيل شخصية الفرد فلكل عمل شروطه ومتطلباته التي تلزم العاملين فيها بضرورة الامتثال إلى أنماط سلوكية محددة، وإلى ضرورة اكتساب معارف وقدرات فكرية وحركية لازمة لأداء العمل، ويتعدى ذلك التأثير إلى تأثير على القيم والاتجاهات النفسية ، فلكل عمل أو مهنة أخلاق معينة، فالطبيب والمحامي وأستاذ الجامعة لهم تقاليد سلوكية وأخلاق مهنية مميزة تؤثر في سلوك أصحابها.

أهم طرق تربية الأطفال الرضع الصحيحة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.