فن الصرف في اللغة العربية
يعتبر فن الصرف في اللغة العربية من أهم العلوم التي توجد في اللغة العربية حيث يمكن من خلاله التعرف على الموقع الإعرابي الخاص ببعض الكلمات وذلك من خلال التعرف على علاقة الكلمات ببعضها البعض.
وشهد علم الصرف اجتهاد من قبل العديد من العلماء في اللغة العربية على مر العصور والأزمنة المختلفة من أجل القيام بتعريفه.
وقال البعض أن الجذر اللغوي الخاص بعلم الصرف يدور حول الانتقال والتغير من حالة إلى حالة أخرى، ولكن المعنى الاصطلاحي الخاص بعلم الصرف هو العلم الذي يقوم بتحويل الأصل الواحد إلى العديد من الأبنية المختلفة.
وذلك من خلال التركيب ومن خلال السكنات المختلفة والحركات وعدد الحروف.
فن الصرف في اللغة العربية
أول من وضع علم الصرف وأصول علم الصرف هو العالم الإسلامي معاذ بن مسلم من موالي محمد بن كعب القرظي.
ويعتبر علم اللغة العربية من أكثر العلوم المتشعبة والواسعة.
حيث تحتوي على المزيد من العلوم والأقسام من بينها علم الأصوات وهو العلم الذي يمكن من خلاله وضوح صوت جميع الحروف كلًا منها على حدة في الكلمة الواحدة.
بالإضافة إلى وضوح صفات و مخارج تلك الحروف التي توجد في الكلمة الواحدة.
كما هناك أيضًا علم النحو وهو العلم الخاص بالمحل الإعرابي التابع للكلمة الواحدة من الجملة.
وهو يعد من أهم العلوم التي توجد في اللغة العربية.
كما هناك أيضًا علم الدلالة وهو العلم الذي يمكن من خلاله التعرف على معاني الكلمات ومقصد تلك الكلمات في الجمل بالإضافة إلى ما تحمله تلك الكلمات من معاني بلاغية مختلفة.
بالإضافة إلى علم الصرف وهو العلم الذي يمكن من خلاله دراسة هيئة وبنية الكلمات.
كما هي والتعرف على جميع أوزانها وذلك دون الحاجة إلى اللجوء إلى المحل الإعرابي الخاص بتلك الكلمة في الجملة.
أقرأ أيضًا عن : المعرب والمبني من الأفعال
نشأة علم الصرف
في العصور القديمة كان علماء الصرف هم علماء النحو والأدب، وتم التمييز بين تلك العلوم خلال العصور الحديثة فقط.
وقد تم نشأة علم النحو وعلم الصرف معًا وذلك بعد إحساس العرب الشديد بالحاجة إلى تلك العلوم، وذلك بسبب دخول العديد من الأشخاص الغير عرب في الإسلام.
لذلك كان يجب التعرف على علم النحو وعلم الصرف من أجل حفظ القرآن الكريم وتعلم جميع النصوص القرانية والعمل على فهمها وذلك لأنه يعتبر الحامل الأساسي للعديد من حكم الحياة المختلفة التي يمكن من خلالها تنظيم جميع ركائز الحياة المختلفة.
وفي بداية الأمر كان الكثير من علماء اللغة العربية يقومون بالخلط بين علم الصرف وعلم النحو والأمثلة والمسائل الخاصة بهم مثال على ذلك كتاب سيبويه.
حيث أنه من الكتب التي تحدثت عن قواعد البناء والإعراب.
كما أن ذلك الكتاب تحدث أيضًا عن الحروف الزيادة ومواضع تلك الحروف في الأفعال والأسماء المختلفة.
بالإضافة إلى التحدث عن تصريف الأفعال المختلفة في الأزمان المختلفة والاشتقاق وقام النحويون بتسمية ذلك العلم باسم التصريف.
وقد أهتم البصريين بعلم النحو أكثر من علم الصرف.
وعلى الجانب الآخر اهتم علماء الكوفيين بعلم الصرف أكثر من علم النحو وبالتالي تم نشأة علم الصرف وانفصاله عن علم النحو.
أقرأ عن : أسلوب الاستثناء
أهمية علم الصرف في الأسماء
- يقوم علم الصرف بدراسة الحروف والأسماء والأفعال، كما أنه يقوم بدراسة كيفية نشأة تلك الكلمات وطرق العمل على زيادة عددها.
- وتكمن أهمية علم الصرف في الأسماء في العمل على انقسامها إلى نوعين وهي الأسماء المشتقة والأسماء الجامدة.
- حيث أن الأسماء الجامدة هي الأسماء التي يمكن من خلالها ارتجال العديد من الألفاظ من أجل الوصول إلى دلالة معينة مثل كلمة أسد أو كلمة شجرة.
- ولكن الأسماء المشتقة هي الأسماء التي يتم الحصول عليها من خلال الأفعال مثل المفعول به واسم الفاعل.
- حيث يتم إحداث تغيير بسيط في الأفعال وذلك من أجل الوصول إلى تلك الأسماء المشتقة.
- مثل فعل يضرب المفعول من ذلك الفعل هو اسم مضروب والفاعل هو اسم ضارب.
- كما يتم العمل على تقسيم الأسماء أيضًا إلى نوعين مختلفين وهم الأسماء المزيدة والأسماء المجردة.
- ويتم العمل على دراسة الظواهر الخاصة بتلك الأسماء وذلك من خلال التعريف والتنكير والتأنيث والتذكير.
- بالإضافة إلى بيان اللواحق الذي يتم من خلاله الدلالة على التأنيث.
- كما أن علم الصرف يعمل على بيان الأقسام المختلفة من الاسم.
- وذلك من حيث العدد مثل طريقة الجموع وطريقة التثنية حيث أن المجموع هو الذي يتم من خلاله الحصول على الجمع السالم.
- كما هناك أيضًا نوع أخر من علم الجموع وهو جمع التكسير.
- وعند الرغبة في دراسة علم الصرف وأصوله يجب التعرف والإشارة إلى العلاقة التي تجمع بين علم النحو وبين علم الصرف.
- حيث يمكن من خلال علم الصرف دراسة مخارج الأصوات والصفات الخاصة بها.
- بالإضافة إلى تفسيرها من خلال الشكل الصحيح والدقيق وذلك ضمن القواعد الخاصة في الجهاز الصوتي كما أن علم الصرف من أهم العلوم في اللغة العربية والتي لا غنى عنها.
أقرأ عن : التمييز
أهمية علم الصرف في الأفعال
- يهتم علم الصرف بالعمل على بيان الزيادة والعمل على دراسة الغرض منها ويعمل على ذكر الأبنية المجردة والمزيد من الأفعال والأسماء.
- كما أنه يعمل على دراسة القضايا الخاصة بعمليات الفعل الصرفية من خلال تقسيمه إلى لازم ومتعد.
- بالإضافة إلى العمل على تقسيم الفعل إلى مبني للمجهول مبني للمعلوم.
- ويتم العمل على شرح ما يحدث للفعل من خلال التغيرات المختلفة وذلك عند إسناد تلك الأفعال إلى الضمائر المختلفة.
- كما يتم العمل على شرح التغيرات التي قد تنتج عن لصق نون التوكيد والعمل على تقسيم الأفعال إلى أفعال معتلة.
- وهو الذي تحتوي جذوره على حرف علة وأفعال صحيحة وهي الأفعال التي تكون جذوره صحيحة.
- ويدخل علم الصرف ضمن علوم الإعلال والإبدال وهو الأمر الذي قد يحدث للكلمة الواحدة من خلال العمل على حذف أحد حروفها أو إبدال تلك الحروف.
- ومن أهم المظاهر التي يعمل علم الصرف على القيام بدراستها ظاهرة الإدغام حيث يتم العمل على إدخال الحرفين المتقاربين أو المتماثلين في بعضهما البعض وذلك حتى يصير الحرف مشدد.
أقرأ عن : قواعد رسم الهمزات
أصول علم الصرف
- هناك العديد من الأصول المختلفة الثابتة التي أدت إلى نهوض علم الصرف.
- حيث حدث خلاف بين العديد من المؤرخين حول الطرق التي يتم من خلالها العمل على وضع علم الصرف.
- وهناك العديد من الروايات المختلفة التي تشير إلى أن نصر بن عاصم هو أول من تكلم في علم الصرف.
- وهناك روايات أخرى أشارات إلى أن عبد الرحمن بن زهر هو أول من تكلم في علم الصرف وروايات أخرى أشارت إلى أبو إسحاق الحضرمي.
- ولكن لم يعطي المؤرخين تلك الروايات أي اهتمام حيث جاء الشيوخ العلماء وقاموا بالاتفاق بأن أول من وضع أصول علم الصرف هو أبا الأسود الدؤلي.
- حيث أنه قام بوضع العديد من القواعد المختلفة بشأن علم الصرف والتي تم عليها بناء أصول علم الصرف.
- كما أنه أول من قام بوضع مسائل علم الصرف هو معاذ بن مسلم الهراء الكوفي.