الإسناد وأنواعه في باب النحو العربي

مفهوم الاسناد في اللغة العربية

في سياق الحديث عن الاسناد في اللغة العربية لا بد أن نتعرف عليه أكثر إنه “نسبة الفعل أو الصفة أو الاسم إلى ما يسند إليه” بمعنى آخر، هو ربط إحدى أفعال اللغة (الخبر) بفاعله (المسند إليه)، أو ربط الصفة بما توصف به (المسند إليه)

أو ربط الاسم بالاسم الذي يضاف إليه (المسند إليه والإسناد يشير إلى العلاقة التي تربط بين جزئين في الجملة) وتعبر هذه العلاقة عن حالة النسبة أو التبعية، حيث يكون أحد الجزئين مسندًا والآخر مسندًا إليه ويتم تحديد هذه العلاقة في العقل على سبيل المثال، عندما نقول:

• “أحمد يلعب الكرة” (جملة اسمية)، “يلعب أحمد الكرة” (جملة فعلية)
• نجد أن الفعل “يلعب” قد أسندَ إليه “أحمد” في كلا الجملتين  لذا فهو المسند إليه، أي أن الفعل “يلعب” نسب إليه ويسند دائمًا الفاعل، والمبتدأ، والفعل، والخبر، وكل ما تم نسبته إلى شيء آخر يعتبر المسند إليه، بينما يعتبر الشيء الذي يتم النسبة إليه المسن ويعد الإسناد من أهم مفاهيم النحو العربي، فهو بمثابة جوهر الجملة العربية، ورباطها الذي يمنحها المعنى والوحدة.

ما هي أنواع الاسناد في اللغة العربية

استكمالًا للحديث عن الاسناد في اللغة العربية يقسم الإسناد إلى ثلاثة أنواع رئيسية:

الإسناد الحقيقي

وهو ربط الفعل بفاعله، مثل:

• قرأ التلميذ الدرس (الفاعل: التلميذ، الفعل: قرأ)
• كتبت الرسالة (الفاعل: أنا، الفعل: كتبت)
• نام الابن (الفاعل: الابن الفعل: نام)

الإسناد المجازي

هو ربط الفعل بغير فاعله، ويشمل نوعين:

• الإسناد إلى المفعول به: ربط الفعل بمفعوله به، مثل: أحب الوطن (المفعول به: الوطن، الفعل: أحب) أو أكرم الضيف، (المفعول به: الضيفَ، الفعل: أكرم)
• الإسناد إلى الظرف: ربط الفعل بالظرف، مثل سافر إلى إيطاليا (الظرف: إلى إٍيطاليا الفعل: سافرَ) أو جلس على الكرسي  (الظرف: على الكرسي، الفعل: جلسَ)

الإسناد الضمني

هو ربط الفعل أو الصفة أو الاسم بضمير مستتر، مثل:

• أكرمني (الفاعل المستتر: هو)
• مذهلة أنتِ. (الموصوفة: أنتِ)
• هذا قلمي. (المضاف إليه: قلمي)

وظائف الاسناد في اللغة العربية

تكلمنا عن الاسناد في اللغة العربية هنا جاء دور وظائفه حيث تتعدد وظائف الإسناد، ونذكر من أهمها:

•  تكوين الجملة العربية حيث لا يمكن تكوين جملة عربية صحيحة بدون وجود إسناد، فهو يشكل الرابط الأساسي بين أجزاء الجملة ويؤلفها.
• تحديد نوع الجمل حيث يساعد الإسناد على تحديد نوع الجملة العربية، فمن خلال معرفة أركان الإسناد (المسند والمسند إليه أو الفاعل) يمكننا التمييز بين الجملة الاسمية والجملة الفعلية.
•  تحديد المعنى إذ يساهم الإسناد في تحديد معنى الجملة العربية بدقة، فمن خلال معرفة ما يُسند إليه الفعل أو الصفة أو الاسم، يمكننا فهم المعنى المقصود بشكل صحيح.
• يساعد الإسناد على ربط الكلمات داخل الجملة العربية بشكل منطقي، مما يُضفي عليها السلاسة والترابط.
• التعبير عن العلاقات يمكن من خلال الإسناد التعبير عن مختلف العلاقات بين العناصر داخل الجملة العربية، مثل علاقة الفاعل بالفعل، وعلاقة الموصوف بالصفة، وعلاقة المضاف إليه بالمضاف.
• يضيف الإسناد ثراءً على اللغة العربية، فهو يتيح إمكانيات واسعة للتعبير عن الأفكار والمشاعر بشكل دقيق وواضح.
•  من المهم فهم وظائف الإسناد ضروري لفهم تركيب الجملة العربية وتحليلها بشكل صحيح،  وهو ما يساعد على تحسين مهارات الكتابة والتحدث والتواصل بشكل عام.

أمثلة للإسناد في القرآن الكريم

في صدد الحديث عن الاسناد في اللغة العربية نوضح لكم بعض الأمثلة على الإسناد التي ذكرت في القرآن الكريم في كثير من جمل الآيات القرآنية:

الإسناد الفعلي

• قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا” (البقرة: 194).
  • المسند: اتَّقُوا (فعل أمر)
  • الفاعل: أنتم (ضمير المخاطب)
• “وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا” (النساء: 29)
  • المسند: تَقْتُلُوا (فعل أمر)
  • الفاعل: أنتم (ضمير المخاطب)
• “وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَقُولُونَ فِيهَا حَمْدًا لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا الصِّرَاطَ وَلَوْلَا اللَّهُ مَا هَدَيْنَا صَبْرًا وَرَضَىٰ اللَّهُ عَنَّا وَرَضِينَا عَنْهُ كَبِيرًا” (الأحقاف: 15).
  • المسند: آمَنُوا (فعل ماضٍ)
  • الفاعل: الذين (اسم موصول)

الإسناد الصفي

“وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ” (البقرة: 177)

• المسند: خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (صفة)
• الموصوف: الذين (اسم موصول)

“إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم” (البقرة: 286)

• المسند: الغفور الرحيم الرَّحِيمُ (صفة)
• الموصوف: اللَّهُ (لفظ الجلالة)

“وَاللَّهُ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ” (الشورى: 42)

• المسند: العلي الكبير(صفة)
• الموصوف: اللَّه (لفظ الجلالة)

أركان الإسناد في النحو العربي

في إطار الحديث عن الاسناد في اللغة العربية نوضح لكم أركان الإسناد في النحو حيث يعد الإسناد حجر الأساس لبناء الجملة العربية، فهو بمثابة الرابط الذي يؤلف بين أجزائها ويمنحها المعنى والوحدة ويتكون الإسناد من ركنين رئيسيين:

المسند

وهو ما يسند إليه الفعل أو الصفة أو الاسم، ويعرف أيضًا باسم “المسند إليه” تعرف أكثر من خلال الآتي:

• المسند في الإسناد الحقيقي: هو الفاعل، ويجيب على سؤال “من؟”.
• كذلك المسند في الإسناد المجازي: هو المفعول به أو الظرف، ويجيب على سؤال “ماذا؟” أو “أين؟” أو “متى؟”.
• المسند في الإسناد الضمني: هو ضمير مستتر، ولا يمكن تحديده دون سياق الجملة.

المسند إليه

وهو ما يسند إليه الفعل أو الصفة أو الاسم، ويعرف أيضًا باسم “المسند”:

• المسند في الإسناد الحقيقي: هو الفعل، ويجيب على سؤال “ماذا فعل؟”.
• كذلك المسند في الإسناد المجازي: هو الصفة أو الاسم، ويخبر عن المسند إليه.

أمثلة على أركان الإسناد

• في الجملة “قرأ الطالب الدرسَ”:
  • المسند: قرأ (فعل)
  • المسند إليه: الطالبُ (فاعل)
• في الجملة “أحب الوطنَ”:
  • المسند: أحب (فعل)
  • المسند إليه: الوطن (مفعول به)
• في الجملة “جميلة أنتِ”:
  • المسند: جميلة (صفة)
  •      إليه: أنتِ (موصوفة)

إسناد المضارع والأمر الناقصين إلى الضمائر

بعد أن تحدثنا عن الإسناد وأنواعه في باب النحو العربي نوضح لكم إٍسناد الفعل المضارع والفعل الأمر إلى الضمائر، المضارع الناقص هو فعل مضارع حذف منه أحد أحرف العلة (الألف، الواو، الياء) في أوله أو وسطه أو آخره والأمر الناقص.

هو فعل أمر حذف منه حرف العلة في أوله أو وسطه أو آخر وفيما يلي نوضح قواعد إسناد المضارع والأمر الناقصين إلى الضمائر:

• إسناد المضارع والأمر الناقصين إلى ضمائر الرفع إذا كان المضارع أو الأمر الناقص صحيحًا.
• يسند المضارع أو الأمر الناقص إلى ضمائر الرفع الظاهرة مثل: أنا، أنتِ، أنتُم، إني، إياكِ، إياكم، نحن، أنتم، هن.
• تضاف تاء المربوطة إلى آخر المضارع أو الأمر الناقص إذا كان مسندًا إلى ضمائر الرفع المتحركة مثل: أنتِ، أنتُم، هن.
• إذا كان المضارع أو الأمر الناقص معتل يسند المضارع أو الأمر الناقص إلى ضمائر الرفع الظاهرة مثل: أنا، أنتِ، أنتم، إني، إياكِ، إياكم، نحن، أنتم، هن تقلب الألف في آخر المضارع أو الأمر الناقص إلى ياء إذا كان مسندًا إلى ضمائر الرفع المتحركة مثل: أنتِ، أنتُم، هن.
• لا يسند المضارع أو الأمر الناقص إلى ضمائر النصب وكذلك لا يسند المضارع أو الأمر الناقص إلى ضمائر الجر.

الأمثلة

• أكرم (المضارع: أكرم، الفاعل: أنا)
• تكرمين (المضارع: تكرمين، الفاعل: أنتِ)
• يكرمون (المضارع: يكرمون، الفاعل: أنتم)
• إسناد الأمر الصحيح إلى ضمائر الرفع:
  • أكرم (الأمر: أكرم، الفاعل: أنتَ)
  • اكرمي (الأمر: اكرمي، الفاعل: أنتِ)
  • اكرموا (الأمر: اكرموا، الفاعل: أنتم)
• إسناد المضارع المعتل بالألف إلى ضمائر الرفع:
  • أسعى (المضارع: أسعى، الفاعل: أنا)
  • تسعى (المضارع: تَسْعَى، الفاعل: أنتِ)
  • يسعون (المضارع: يسعون، الفاعل: أنتم)
• إسناد الأمر المعتل بالألف إلى ضمائر الرفع:
  • اسع (الأمر: اسع، الفاعل: أنت)
  • اسعي (الأمر: اسعي، الفاعل: أنتِ)
  • اسعوا (الأمر: اسعوا، الفاعل: أنتم).

الإسناد في الجملة الاسمية والجملة الفعلية

يختلف الاسناد في اللغة العربية في الجمل الاسمية عنها في الجمل الفعلية وذلك على النحو الذي نوضحه لكم فيما يلي:

الإسناد في الجملة الاسمية

تعرف الجملة الاسمية بأنها الجملة التي تبدأ باسم مرفوع (المسند) يسند إليه اسم آخر منصوب (المسند إليه) أو جملة.

أركان الإسناد في الجملة الاسمية

• المسند: هو الاسم المرفوع الذي يسند إليه الاسم الآخر.
• كذلك المسند إليه: هو الاسم المنصوب الذي يسند إليه المسند.

أمثلة على الإسناد في الجملة الاسمية

• الوردة رائعة (المسند: الوردة، المسند إليه: رائعة)
• هذا قلم الطالب (المسند: هذا، المسند إليه: قلم الطالب)
• الشمس منيرة في السماء (المسند: الشمس المسند إليه: منيرة في السماءِ)

الإسناد في الجملة الفعلية

تعرف الجملة الفعلية بأنها الجملة التي تبدأ بفعل ماضٍ أو مضارع (المسند) يسند إليه فاعل مرفوع.

أركان الإسناد في الجملة الفعلية

• المسند: هو الفعل الماضي أو المضارع الذي يسند إليه الفاعل.
• الفاعل: هو الاسم المرفوع الذي يقوم بالفعل.

أمثلة على الإسناد في الجملة الفعلية

• قرأ التلميذ الدرس. (المسند: قرأ، الفاعل: التلميذ)
• سافرت العائلة إلى قطر (المسند: سافرت/ الفاعل: العائلة)
• كتب الكاتب قصة جديدةً. (المسند: كتب، الفاعل: الكاتب)

الاسناد في البلاغة

بعد أن عرفنا الاسناد في اللغة العربية بشكل من التفصيل وذكرنا لكم أمثلة هامة عليه في جميع الجمل لا بد أن نعرف ما هو الإسناد من منظور آخر في عالم البلاغة وهو ما سنوضحه لكم حيث إنه في مجال البلاغة يتجاوز الإسناد كونه مجرد قواعد نحوية، ليصبح أداةً بليغةً يوظفها الكاتب أو المتحدث لإيصال المعنى بشكل مقنع وجميل

أقرأ المزيد: الالف المتطرفة والالف المقصورة

وظائف الإسناد البلاغية

• التوكيد حيث يستخدم الإسناد للتأكيد على المعنى المقصود، وذلك من خلال إسناد الفعل أو الصفة إلى ضميرٍ متكرر أو اسم ظاهر.
• مثال على ذلك في قوله تعالى “فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّحِيمُ الرَّحِيمُ” (البقرة: 167 وفي هذه الآية الكريمة  تم إسناد صفة “الرَّحِيمُ” إلى اسم الله تعالى مرتين، للتأكيد على رحمته تعالى وواسع مغفرته.
• كذلك يستخدم الإسناد للتنويه بأهمية الشيء أو إبرازه، وذلك من خلال إسناد الفعل أو الصفة إلى اسمم ظاهر له موقع بارز في الجملة.
• يستخدم الإسناد للتقليل من شأن الشيء أو إضعافه، وذلك من خلال إسناد الفعل أو الصفة إلى اسمٍ ظاهرٍ ذي دلالةٍ على القلة أو الضعف مثال على ذلك قوله تعالى”وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا تَعْمَلُونَ” (البقرة: 284 ففي هذه الآية الكريمة تمّ إسناد الفعل “تحسبن” إلى ضمير المخاطب، مع إسناد صفة “غافلاً” إلى اسم الله تعالى، للتأكيد على أن الله تعالى لا يغفل عن أي شيء، حتى إن كان صغيرًا أو ضعيفًا.
• يستعمل الإسناد للتعظيم من شأن الشيء وذلك من خلال إسناد الفعل أو الصفة إلى اسم ظاهر دلالة على الكثرة أو القوة ونجد هذا واضحًا في قوله تعالى “إن الله هوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ” (لقمان) ففي تلك الآية الكريمة تم إسناد صفة “العلي” و “الكبير” إلى اسم الله تعالى  للتأكيد على عظمته تعالى وقوته.